في الحرب “السلامة غنيمة “

تنزيل (16)

ماجد محيسن – CMC

دقت طبول الحرب وأعلنت إسرائيل عدوانها على قطاع غزة فبدئت عمليتها  الهمجية بقصف منازل الموطنين والأراضي الزراعية بالطائرات الحربية إلي أن جاءت مرحلة جديدة من العدوان وهي  الدخول البري على المدينة .

في ليلة العشرين من يوليو كان حي الشجاعية الذي أسكن فيه مع مرحلة جديدة من العدوان على القطاع فبدئت القذائف المدفعية  تستهدف بيوت المواطنين شرق القطاع وفي ذلك الوقت كنا كباقي المواطنين تتساقط علينا القذائف الذي أستمر طوال الليل دون أن يتوقف .

وفي ذلك الوقت لن تتمكن الطواقم الطبية من دخول المنطقة لإسعاف الجرحى أو انتشال جثامين الشهداء ولا طواقم الدفاع المدني لإطفاء الحرائق في المنازل .

وبدأت الإذاعة تستقبل المناشدات من المواطنين ليتم إخراجهم من الموت المحقق الذي لا يوجد شيء سواه وكانت تذيع الأخبار وأعداد الشهداء ومن الغريب كان تذيع أسمائهم فتكتشف أنهم جيران لك.

كان الخوف والقلق هو سيد الموقف وكان المسيطر على الأطفال والنساء وكانت محاولات أبي الحثيثة لكي يمتص هذا الخوف منهم وهو يقول “الصبح راح ينسحبوا “.

لكن جاء الصباح بما لا يشتهي أبي ولا الأطفال ولا النساء فاشتد القصف أكثر فأكثر  فكان لمنزلنا نصيب من القصف فسقطت قذيفة مدفعية عليه ولكن كان في الطابق العلوي الذي كان مخلاه .

قررنا اللجوء إلي بيت عمي الذي كنا نعتقد أنه أمن فذهبنا إلي هناك حيث القذائف في كل مكان من المحيط الذي نتواجد به .

زاد التوتر حدة والخوف والحيرة وكان سؤال يطرح في ذلك الوقت ماذا فعلنا نحنا ليتم قصفنا بهذا الشكل ما هو الذنب الذي ارتكبناه  لماذا هكذا؟  كل هذه الأسئلة كان تجول في خاطرنا و في السادسة ونصف صباحاً جاء وقت فيه صوت صراخ النساء والأطفال يعلو على صوت  القذائف .

أوكلت المهمة  لابن عمي لمعرفة  من أين  هذه الأصوات وخرج للشارع وجاء مسرعاً لنا حتى ينقذنا من الموت ويقول هو يلهث “الناس بتغرب الناس بتغرب ” ،قررنا النزوح مع باقي المواطنين وخرجنا من المنزل للغرب  من الحي حيث منطقة السامر التي كان في اعتقادنا أنها أمنة حيث لحقتنا القذائف بعدما قصفوا منزلنا مجاور لنا .

واستمر الحال على هكذا خوف وقلق حتى جاء أول إعلان لوقف إطلاق النار لمدة أثنا عشرة ساعة حيث تمكنا من الذهاب إلي منزلنا للاطمئنان عليه .

وكنت متسابقاً أنا وأخواني من يصل قبل إليه حتى وصلنا  وكانت الصدمة  حيث كان البيت مقصوفاً ومدمراً بألة حقدهم  كانت اللحظات الأولي تسيطر على مشاعرنا الحزن والحسرة على المنزل ولكن هذا الحزن تبدد عندما قالت لنا أمي “السلامة غنيمة بعوض الله ” .

الرابط المختصر : http://ywjournalists.org/ar/?p=272

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى