المركز يختتم تنفيذ أنشطة مشروع “أصوات النساء” في قطاع غزة
إن قرار العمل مع الناس ومن أجلهم الذي اتخذناه في مركز التنمية والإعلام المجتمعي (CDMC) منذ ولادته ولادة صعبة كفكرة ومؤسسة قبل سبعة عشر عاما ليس قراراً سهلاً نتراجع عنه في الأوقات الصعبة، إنما هو عهد يلزمنا أن نشاركهم المأساة كما نشاركهم جرعة الأمل بالعمل المتواصل حتى آخر نفس، في جميع مواقع النزوح ومن قلب معاناتنا القاهرة، نقاسى المخاطر ونصنع الفارق معاً، كطير يبحث عن النجاة في سماء الحرب ولا يستريح.
ويقوم مركز التنمية والإعلام المجتمعي (CDMC) بتطوير تدخلاته الحيوية باستمرار وفقاً لاحتياجات مجتمعنا في قطاع غزة الذي يعيش تحت حرب الإبادة المستمرة للشهر الحادي عشر على التوالي. ويعاني ويلات النزوح، والتشريد، والجوع، والخوف، والمرض، والعطش والقتل والدمار ويفقد الأمان بشكل كامل ويُباد بكل الطرق، فيما يمضي CDMC قُدماً في تنفيذ مشاريعه التنموية والإعلامية في كافة المحافظات، متحدياً كل الصعاب.
ومن خلال مشروع “أصوات النساء في قطاع غزة” الذي ينفذه مركز التنمية والإعلام المجتمعي (CDMC) بدعم من صندوق المرأة الأفريقية (AWDF) يدعم CDMC مشاركة النساء والفتيات في الحياة الاجتماعية والسياسية، وتعزيز قدرتهن على اتخاذ قرارات مستجيبة وشاملة وفاعلة. ويسعى المشروع لتمكين المرأة من الوصول إلى مراكز صنع القرار والمشاركة الفعالة في الحياة العامة.
أفلام حقوق المرأة
عقد مركز التنمية والإعلام المجتمعي (CDMC) اثنان من عروض الأفلام الوثائقية أحدهما في قاعة جمعية المنال لتطوير المرأة في مدينة دير البلح وحضره أكثر من أربعون شخصا جاؤا من الخيام ومراكز الإيواء والعرض الثاني تم عقده في استراحة تويكس على شاطئ البحر وحضره أكثر من سبعون من النساء والرجال والشباب وفرق صناع الافلام وبعض من شخصياتها حيث حاز العرض على اعجاب وثناء الحضور، كما أثنوا على جهود مركز التنمية والاعلام المجتمعي لتوثيق قصص النساء وجهودهن بالاضافة لمعاناتهن المتواصلة في حرب الابادة الجارية ضد المواطنين والمواطنات في جميع مناطق قطاع غزة. بالاضافة الى العروض يقوم المركز بعرض هذه الافلام على منصاته الرقمية وموقعه الاليكتروني وقناة اليوتيوب الخاصة به، وتجدر الإشارة إلى أن هذه الإنتاجات تضاف إلى سجل (CDMC) الحافل بإنتاج أفلام سنوية تهتم بقضايا المرأة والشباب.
وقام مركز التنمية والإعلام المجتمعي (CDMC) بإنتاج مجموعة الأفلام الوثائقية القصيرة التي توثق قصص نماذج فاعلة من النساء أثناء الحرب وقبلها، حيث تعكس هذه الأفلام لمحة عن نشاطهن قبل الحرب وكذلك الواقع الأليم لهن الذي يعايشنه حاليا، وكيف تمكن من مواصلة نشاطهن لبعث الأمل في ظل الظروف الصعبة. تم تقديم الدعم الفني والمهنى للمخرجين في كافة مراحل إنتاج هذه الأفلام، وقد تضمن ذلك تدريب مجموعة من الشباب الهواة والمحترفين في صناعة الأفلام الوثائقية. وبالرغم من الخسارة المأساوية لبعض هؤلاء الشباب في الحرب وتشرد آخرين، إلا أن البقية أصروا على الاستمرار في إيصال رسالتهم. دعونا نأخذكم في جولة إلى الأفلام.
يروي فيلم “الحكاية”، للمخرج كريم ستوم، قصة هناء، التي تعمل حكواتية، تستخدم مهاراتها في السرد لدعم الأطفال نفسياً، في محاولة منها للتخفيف من آلامهم ومعاناتهم جراء الحرب والنزوح. الفيلم يسلط الضوء على مدى تأثير النزوح على الأطفال والنساء، وعلى جهود هناء المستمرة لبث الأمل والتفاؤل في نفوسهم. بينما تروي هناء حكاياتها للأطفال، تتواصل الحكاية الأكبر للفلسطينيين على أرضهم رغم كل المحاولات لانتزاعهم منها.
في فيلم “نور وإلينا”، للمخرج عيسى رضوان، نتعرف على حياة الصحفيات في غزة اللواتي يعشن تحت وطأة الحرب والدمار. يسرد الفيلم قصص نور وإلينا، صحفيتين شجاعتين تواصلان عملهما وسط قصف وحصار دائمين. نور تتحدث عن معاناتها مع النزوح وفقدان منزلها، بينما تصف إلينا حياتها في شمال غزة، حيث يتربص الموت بكل خطوة. رغم الظروف القاسية، تتمسك الصحفيتان بالأمل وتواصلان نقل الحقيقة إلى العالم، متحديتين محاولات الاحتلال الإسرائيلي لطمس الواقع.
ويركز فيلم “صانعات الأمل” على قصتين لشابتين فلسطينيتين، الأولى معلمة قررت البدء بمبادرة تعليمية لتوجيه أهالي الأطفال النازحين حول كيفية تدريس أبنائهم، بينما الثانية مهندسة تساعد العائلات المحتاجة في مخيمات النزوح، بتوفير الطعام والملابس والمستلزمات الأساسية. تمثل الشابتان نموذجاً للمرأة الفلسطينية التي تواصل العطاء رغم الحرب، وتستمر في صناعة الأمل في ظروف يائسة.
يأخذنا فيلم “أماني حكاية صمود”، للمخرج حمزة شعلان، في رحلة مع أماني، الشابة الطموحة والناشطة على وسائل التواصل الاجتماعي التي تحاول أن توظف نشاطها الإعلامي لصالح توفير احتياجات النساء الملحة خلال حرب الابادة الجارية، رغم فقدانها لكل شيء ورغم غموض المستقبل وخطورته، إلا أن أماني تتحلى بابتسامة لا تفارقها وروح مرحة تنشر المودة من حولها وسط ازدحام خيام النازحين. تجسد أماني روح المقاومة الفلسطينية في أحلك الظروف.
يروي فيلم “الرحلة”، للمخرج سعود مهنا، قصة ملهمة لشابة فلسطينية تدعى هناء، التي بدأت مشوارها كمتطوعة في العمل الأهلي في خان يونس. الفيلم يأخذنا في رحلة مع هناء وهي تتنقل من موقع لآخر، متسلحة بالإصرار والاجتهاد، حتى أصبحت مديرة لجمعية أهلية تقدم خدمات حيوية للأطفال والشباب والنساء. من المساعدات العينية إلى الحفاظ على التراث الشعبي الفلسطيني، وصولًا إلى توفير الرعاية الصحية خلال حرب الإبادة على غزة، يسلط الفيلم الضوء على مشوار نجاح هناء وسط تحديات الحرب.
حملة الحماية حق
في إطار جهود الدعوة العاجلة لوقف حرب الإبادة ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، أطلق مركز التنمية والإعلام المجتمعي (CDMC) حملة #الحماية_حق والتي يتطلع من خلالها إلى توفير مساحة مفتوحة للناس حتى يعبروا عن قصصهم وتجاربهم القاسية خلال الحرب بالطريقة التي يرغبون إيصال صوتهم للعالم بها.
وأنتج ونشر (CDMC) أكثر من 100 مادة إعلامية ورقمية تشمل قصص إنسانية مكتوبة تتناول الآثار المدمرة التي أورثتها الحرب لكافة أفراد المجتمع والظروف المعقدة التي يُجبرون على التعامل معها كل يوم، إلى جانب تصوير مقابلات فيديو تتحدث فيها النساء عن المعاناة اليومية من مخيمات النزوح ومراكز الإيواء من كل محافظات قطاع غزة، بالإضافة إلى إنتاج تصاميم ومنشورات رقمية حول حجم المعاناة والدمار وجرائم القتل والإبادة خلال الحرب.
الدعم النفسي وحقائب الكرامة النسائية
تشكل الأزمات النفسية التي تخلفها حرب الإبادة المستمرة تحدياً كبيراً للمجتمع، لذا ينظم مركز التنمية والإعلام المجتمعي (CDMC) جلسات دعم نفسي جماعي للنساء النازحات لتقديم الإسعاف النفسي الأولي لهن، حيث تُعقد هذه اللقاءات في المخيمات ومراكز الإيواء المختلفة في محافظتي الوسطى والجنوب.
وضمن جهود CDMC لتلبية الاحتياجات العاجلة للنساء النازحات، يقوم بتوزيع حقائب الكرامة النسائية على المشاركات في جلسات الدعم النفسي، وتحتوي الحقائب على مستلزمات أساسية غير متوفرة في الأسواق مثل الفوط الصحية، الملابس الداخلية، الصابون، مسحوق الغسيل، وسائل الجلي، والشامبو، ومواد النظافة الأخرى التي يصعب الحصول عليها بسبب ارتفاع الأسعار.
وتُعبر المشاركات عن سعادتهن بالانضمام لهذه الجلسات، مؤكدات حاجتهن الملحة لاستمرارها لما لها من دور مهم في تخفيف الصدمات النفسية التي يتعرضن لها بشكل يومي، إضافة إلى توفير الاحتياجات الضرورية لهن. وفق قولهن.
توعية وتدريب
تعتبر التوعية والتدريب أساساً لكل عملية تغيير، ومن أجل تعزيز مشاركة المرأة في المجتمع، من الضروري العمل على رفع الوعي لدى الأطراف المؤثرة والمعنية. في هذا السياق، نفذ مركز التنمية والإعلام المجتمعي (CDMC) سلسلة من ورشات التوعية في مجال حقوق المرأة والمشاركة السياسية، بالتعاون مع مجموعة من المؤسسات والجامعات الشريكة في محافظات قطاع غزة. شارك في هذه الورشات عدد كبير من اليافعين واليافعات والطلبة من الجنسين من المدارس والجامعات، حيث قامت بتيسيرها 30 شابة مدافعة عن حقوق المرأة، بعد تلقيهن تدريباً متخصصاً ساهم في تعزيز قدراتهن ومعرفتهن حول حقوق المرأة وحقها في المشاركة السياسية، إضافة إلى آليات الضغط والمناصرة، مما جعلهن قادرات على نشر الوعي في المجتمع.
كما قام CDMC بتدريب 25 صحافية على إنتاج مواد إعلامية ومحتوى رقمي يعالج قضايا المرأة ويعزز مشاركتها في مختلف المجالات، وهؤلاء الصحافيات ساهمن بإنتاج محتوى حملة الحماية حق. بالإضافة إلى ذلك، عقد المركز جلسات مساءلة ولقاءات لدعم مشاركة المرأة في صنع القرار، وأطلق منتدى الصحافيات المدافعات عن حقوق المرأة، ليكون منصة تجمع الجهود وتدعم قضايا المرأة بشكل فعّال.
في المرحلة المقبلة من مشروع “أصوات النساء” سيستكمل مركز التنمية والإعلام المجتمعي (CDMC) جلسات الدعم النفسي في مختلف مناطق قطاع غزة، مع التركيز على محافظات شمال غزة، الوسطى، والجنوب. كما سيستمر في توزيع حقائب الكرامة النسائية لدعم النساء النازحات. بالإضافة إلى ذلك، سيكثف CDMC جهوده في توثيق قصص وتجارب ضحايا الحرب، من خلال إنتاج المزيد من الأفلام الوثائقية والمواد الإعلامية والرقمية التي تعبر عن معاناتهم وإيصالها إلى المنابر العالمية التي تدعم الفلسطينيين والفلسطينيات.
في هذا السياق، ندعو الجميع للعمل على توحيد وتكثيف الجهود للدعوة إلى وقف الحرب، والإصغاء إلى أصوات المعاناة التي يلفظها الضحايا بصيغ الموت كل يوم. ونأمل أن نشارككم المرة القادمة أخبارنا، وقد حلت نهاية الحرب.
للاطلاع على أنشطة المشروع، يمكنكم العودة إلى منصاتنا الرقمية: Facebook, X (Tweeter) ,Instagram, Website
ختاماً مركز التنمية والإعلام المجتمعي (CDMC)، هو مؤسسة مجتمعية، تنموية وإعلامية، تستثمر في بناء قدرات المرأة والشباب وتوظف وسائل الإعلام كمنصة لتعزيز ثقافة حقوق الانسان ومنبرا للخطاب الديمقراطي.