نداء عاجل: نساء غزة اللواتي فقدن أطرافهن يواجهن مصيرًا قاسيًا…
غزة – مركز التنمية والإعلام المجتمعي
يطلق مركز التنمية والإعلام المجتمعي نداءً إنسانيًا عاجلًا إلى المجتمع الدولي، ووكالات الإغاثة الإنسانية، والمنظمات الحقوقية الدولية، للتحرك الفوري من أجل تلبية الاحتياجات الصحية والإنسانية العاجلة للنساء والفتيات اللواتي فقدن أطرافهن نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، في ظل واقع طبي وإنساني يزداد سوءًا يومًا بعد يوم.
وبحسب معطيات وزارة الصحة الفلسطينية، سُجلت 4500 حالة بتر حتى نهاية عام 2024، من بينها 540 حالة لسيدات، أي ما نسبته نحو 12% من إجمالي الحالات. ووفقًا لنتائج استطلاع نفذه المركز ضمن مشروع “أصوات النساء من أجل الأمن والسلام في قطاع غزة” بدعم من African Women’s Development Fund، فإن 39.5% من النساء المصابات بحاجة عاجلة إلى أطراف صناعية وأدوات مساعدة وعلاج خارج القطاع، في حين تحتاج 36.8% إلى دعم مالي، و18.4% إلى أطراف اصطناعية، بينما عبرت 2.6% فقط عن حاجتهن للدعم النفسي والتأهيلي.
وتواجه النساء الناجيات ظروفًا معيشية كارثية في أماكن النزوح المكتظة، وسط غياب شبه كامل للخدمات الطبية المتخصصة ونقص حاد في الأدوات الطبية والأطراف الصناعية، إضافة إلى استمرار إغلاق المعابر الذي يحرمهن من فرص العلاج في الخارج. وتظهر بيانات المركز أن نسبة الإصابات في الأطراف السفلية بلغت قرابة 40%، ما يجعل الحركة اليومية والاعتماد على الذات شبه مستحيل دون دعم طبي فوري.
ويؤكد مركز التنمية والإعلام المجتمعي أن استمرار تجاهل هذه الفئة يشكل انتهاكًا واضحًا للقانون الدولي الإنساني واتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، التي تكفل الحق في الرعاية الصحية، والحماية، والكرامة الإنسانية. كما يتنافى مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي يضمن الحق في الحياة الكريمة والعيش الآمن للجميع دون تمييز.
هذه النساء فقدن أطرافهن في مجازر استهدفت المدنيين، وغالبًا ما فقدن معها المعيل الرئيسي لأسرهن. كثيرات منهن أمهات يتحملن مسؤولية رعاية أطفالهن في ظروف نزوح قاسية، دون توفر أدنى مقومات الحياة أو الدعم.
بناءً على ذلك، يطالب مركز التنمية والإعلام المجتمعي بما يلي:
- توفير أطراف صناعية وأدوات مساعدة بشكل عاجل (كراسي متحركة، عكاكيز، أجهزة مساعدة).
- فتح قنوات علاج عاجلة وتحويلات طبية داخل وخارج قطاع غزة.
- تقديم دعم مالي مباشر للأسر المتضررة لتمكينها من تلبية احتياجاتها الأساسية.
- إطلاق برامج دعم نفسي وتأهيل جسدي للنساء المصابات.
- ضمان توفير مساعدات غذائية وإنسانية عاجلة في أماكن النزوح ومراكز الإيواء.
يؤكد المركز أن دعم النساء المصابات ليس استجابة طبية فقط، بل التزام إنساني وأخلاقي وحقوقي يجب أن تتحمل مسؤوليته الأسرة الدولية بأسرها. إن أي تأخير في الاستجابة يضاعف معاناة النساء ويهدد كرامتهن وحياتهن.





