متحرشون، و الضحية ابنة أخيهم !
غزة_CMC_حنين حمدونة
عينان قويتان وجميلتان وأسلوب راقي ومثقف كان أسلوب “ع.ف” في الحديث،فهي آنسة تحملت مسؤولية بيتها، حين سافر والداها إلى مصر للعلاج،ولم تعلم أن الخطر الذي يحدق بها كان من أقربهم إليها دماً، قالت “كنت أدير أمور بيتي ،وكنت أهتم بتعليمي وتعليم أختي ولم أطلب من أقاربي أية مساعدة ومع ذلك لم أسلم من شرهم، فالأذى كان من عمي ذلك القاضي الذي ارتدى ثوب العفة والدين أمام الناس فقط”.
سردت قصتها التي أخفتها طويلاً “في يوم أتى عمي لزيارتنا ولم تكن أختي في البيت ولكونه عمي و ثقت به وأدخلته في بيتنا ، فطلب مني أن أعد له فنجان قهوة ،ذهبت للمطبخ وحينها لحقني مبررا مجيئه بأنه لا يريد سكر فيها “
قالت “ذلك النذل اقترب مني ولمس مناطق حساسة بجسدي محاولاً الاعتداء عليّ، حينها لم استوعب الموقف بسرعة، إلا أنني أمسكت المقلاة وضربته بها ، وصرخت فخرج مسرعاً، حين خرج ركضت مسرعة وأقفلت الباب، ثم تجمدت في مكاني قرابة الساعتين، وكافة أطرافي ترجف خوفاً وصدمة “.
وأوضحت أن عمها يعمل قاضياً شرعياً، مؤكدة أنها ترددت كثيراً بالحديث في هذا الموضوع، إلا أنها أخبرت أختها المتزوجة بالموضوع، وحينها كانت بقية الصدمة بأنه تحرش في بنات عمتها أيضاً، هذا الحديث بقي سراً حتى عودة والديها، ومع ذلك خجلت من أخبارهما، إلا أنها رفضت استقباله مع عائلته ، ورفضت زيارة أسرته، وقررت قطع العلاقات نهائياً بينهم، كما أنها حذرت أختها الصغرى منه، وأكدت عليها عدم التعاطي معه أو ركوب السيارة بصحبته.
عقب ماحدث، باتت (ع.ف) تتوجس من كل شيء، تخشى على نفسها من باقي أعمامها، وأبناء عمها، وقررت ألا تجلس في بيتها ثانية لوحدها إلا وهي محكمة إغلاق البيت خوفاً من مفاجئة جديدة، قالت: “أصبحت لا أؤمن بمصافحة اليدين نهائياً، وأتجنب هذا في جميع المناسبات، وأكره أن يشكر أحدهم مظهري، وأمتنع تماما من الجلوس في جلسات عائلية مختلطة ،وابتعد تمام عن الوقوف بعيدة عن أخواتي، فكلما تركت وحيدة تبدأ الهواجس تقتلني” .
تابعت: “رغم كل حذري في التعامل، والخوف الذي اصابني، لم أسلم من تحرش جديد وهذه المرة كان من عمي الصغير الذي استغل غياب زوجته، وهي منشغلة بأبنائها لدقائق، وحاول الاعتداء علي إلى أن صرخت وحينها خاف من الفضيحة، وهرب مسرعاً”.
صمتها لم يدم طويلاً، فذهبت إلى والدتها التي عادت من رحلة علاج طويلة، وأخبرتها بما حدث وكانت النتيجة أن حدث شقاق وعراك بين أبيها و إخوته، و قُطعت علاقتهم ببعضهم، ولا يزور أحد منهم الآخر، فقد فقدنا الثقة بهم.
وبشأن الغرائز، يقول الأخصائي النفسي مازن حمدونة: “هناك بعض المجتمعات التي تكبت الغرائز لدى الشباب وتحظر الحديث عنها خصوصاً في مجتمعاتنا الشرقية ، إلا أن هذه الغرائز تسيطر على نفوسهم، وللأسف بعض النفسيات قد تترسب بها الغرائز المكبوتة، وتتحول في نفوسهم لوحوش، يحاولون الانقضاض على فرائسهم دون التميز من الضحية، وصلة القرابة مثلاً، أو ماهية الآثار التي تتبع اعتداءاتهم”.
** تم انتاج هذه المادة في إطار مشروع “أوقفوا العنف ضد النساء” الذي ينفذه مركز الاعلام المجتمعي (CMC) بالشراكة مع الأمم المتحدة الاستئمانية لانهاء العنف ضد النساء (UNTF)