سيدة الأعمال الفلسطينية دونا حاج – مناع : المرأة الفلسطينية قادرة على أخذ دور هام وريادي في كل المجالات والميادين
حاورها: إبراهيم أبو عطا – الناصرة
أكدت سيدة الأعمال الفلسطينية دونا حاج – مناع مديرة الوحدة الاقتصادية في ماطي الناصرة، على اهمية انخراط واندماج سيدات الاعمال العربيات في سوق المال والاعمال المحلي والاقليمي والعالمي. مؤكدة بأن “المرأة العربية قادرة على أخذ دور هام وريادي في كافة نواحي عملية التنمية الاقتصادية، وليس الاقتصار على بعض الجوانب الهامشية”. في هذا الحوار الصحفي الخاص مع مجلة ليدي كل العرب تحدثت دونا حاج – مناع، مع مديرة الوحدة الاقتصادية في ماطي الناصرة، عن بداياتها ومسيرة حياتها في عالم الأعمال والاقتصاد، وعن تطور مسيرة المرأة العربية.
– اسمي دونا حاج – مناع متزوجة وحاصلة على اللقب الأول في الاقتصاد وهندسة الصناعة والإدارة من معهد التخنيون. بعد انهائي التعليم الجامعي عملت في عدة شركات في مجال تعليمي، وأخيرًا انخرطت في العمل في مركز تطوير المبادرات الاقتصادية – ماطي الناصرة، قبل اكثر من عامين كمستشارة اقتصادية، ومن ثم توليت مسؤولية الوحدة الاقتصادية في مركز ماطي الناصرة.
* كيف بدأت مسيرة حياتك في عالم الاقتصاد والأعمال ومن كان وراء قصة نجاحك؟
– عالم المال والاعمال هو عالمي منذ الصغر، لا سيما عالم الاعمال والمبادرات الاقتصادية الذي تديره النساء، ومن خلال عملي كمديرة الوحدة الاقتصادية في ماطي الناصرة، فإني اقابل مصالح اقتصادية عديدة ومتنوعة بمجالاتها واحجامها. وهذا الامر جعلني على دراية وادراك عميقين حول أوضاع المصالح والمبادرات الاقتصادية العربية، لا سيما النسائية منها. وهذه التجربة جعلتني اكثر اهتمامًا في عالم الاقتصاد والأعمال، الذي قررت التخصص به من أوسع ابوابه، وذلك عن طريق مشاركتي في نشاطات عامة أو خاصة تعزز خبرتي ومعرفتي في مجال المبادرات الاقتصادية، مثل المؤتمرات المحلية والعالمية والاستكمالات المهنية والدورات المختلفة، الى جانب مبادراتي بشكل شخصي لإقامة عدة فعاليات من هذا النوع.
وبما أن دوري في ماطي الناصرة هو دعم المصالح والمبادرات الاقتصادية، فانا أدرك جيدًا قيمة الدعم، لا سيما الدعم المعنوي والتوجيه الصحيح، وهنا لا بد لي أن اذكر الدور المهم لإدارة ماطي الناصرة، ودعمها المستمر لي على الصعيد المهني، واعطائي الفرصة والمجال لوضع قدراتي المهنية في مجالها الملائم وسعيها الدائم لتطوير تلك القدرات. ولا يقل اهمية عن ذلك، الدعم المستمر الذي تلقيته ولا زلت اتلقاه من زوجي وعائلتي.
* ما هي اهم مشاريع وبرامج ماطي الناصرة، ما هو هدفكم من عملكم، وهل حققتم انجازات على ارض الواقع؟
– ماطي الناصرة جمعية أسست عام 2008 بدعم من وزارة الاقتصاد وسلطة التطوير الاقتصادي في مكتب رئيس الحكومة. ينفّذ المركز وبنجاح مجموعة واسعة من البرامج لتطوير الأعمال والمبادرات الاقتصادية، بواسطة فريق من الاقتصاديين والخبراء المتخصصين وذوي الخبرة في مجال تطوير المشاريع الصغيرة والمتوسطة. يعرض مركز ماطي الناصرة للمبادرين والمبادرات، رزمة كاملة وشاملة من الخدمات والأدوات التي تتعلق بتطوير المبادرات الاقتصادية الجديدة، وبتحسين أداء المصالح الاقتصادية القائمة. خدمات المركز تلبي حاجيات المبادرين والمبادرات في كافة مراحل نمو المصلحة الاقتصادية، ابتداء من الفكرة وحتى توسيع وتطوير الأعمال.
وهي تشمل خدمات الاستشارة والمرافقة الاقتصادية، التوجيه الى مصادر التمويل بكفالة الدولة وبكفالة صناديق أخرى، تحضير خطط عمل، دورات وورشات عمل، برنامج “ابدأ مشروعك” والعديد من المشاريع، مثل حاضنة الناصرة للأعمال ومشروع “مصالح عن بعد”، وغيرها من المشاريع والبرامج الأخرى التي تخدم قطاع الأعمال والمبادرات الاقتصادية.
وفّر المركز للمتوجهين خلال العام 2012 نحو 3000 ساعة مرافقة اقتصادية في المصالح الاقتصادية ذاتها، أما في مجال القروض التي يوفرها المركز بكفالة الدولة، فقد قام المركز بتقديم طلبات قروض لإقامة مصالح جديدة، ولتوسيع مصالح قائمة لمئات من المصالح التجارية، بقيمة إجمالية تصل إلى اكثر من60 مليون شيقل، كما وتم افتتاح 32 دورة تأهيلية وورشة عمل، شملت اكثر من 600 مشترك. وقد وفّرت هذه الدورات والورش لمشتركيها الكثير من المهارات النظرية والعملية في مختلف المجالات والمواضيع، منها: النواحي الإدارية والمالية للمصلحة التجارية، اللغة الإنجليزية لرجال الأعمال، الاستيراد والتصدير، إقامة وإدارة المقاهي والمطاعم، التسويق الإلكتروني عبر الإنترنت والشبكات الاجتماعية، وغيرها من المواضيع.
* كيف ترين نجاح مصالح اقتصادية نسائية في ظل الاوضاع الاقتصادية والمادية الصعبة التي تعيشها البلاد لا سيما الوسط العربي؟ وهل حققت المرأة العربية المكتسبات التي ترضي طموحها؟
– تتجه البلدان، سواء المتقدمة أو الصاعدة اليوم، إلى الارتكاز على مهارات أفرادها وقدرتهم على ريادة الأعمال لتطوير اقتصادياتها، بدل الارتكاز على الموارد الطبيعية ودور الحكومات. وأصبحت تُعطى للنساء المكانة اللائقة بهن في هذا المجال، باعتبار إمكانية تأثيرهن الإيجابي في مسار التنمية بشكل عام والاقتصادية منها بشكل خاص. من خلال عملي ألمس يوميًّا تحولاَ نوعيًّا نحو المرأة في مجال الأعمال الحرة والتجارة والتسليم بهذا الدور. لكن هذا التحول غير كاف مقارنة مع عدد المبادرين الرجال.
يجب توفر مناخ ملائم لإنطلاقة النساء في عالم الأعمال والمبادرات، إلا أن هناك عقبات كبيرة تحول دون ذلك، مثل الموروث الثقافي، وقلة رأس المال، وعدم توفر الدعم الكافي لقضية الخسارة، حيث أن قدرة المرأة على المجازفة في هذا المجال ضئيلة.
بعبارة أخرى وعلى النقيض من الرجال، لا تميل النساء لرؤية الفرص المطروحة أمامهن، وتخشى معظمهن الفشل، وبالتالي فهن أقل ميلاً للانخراط في أعمالهن الخاصة، وقد يعزى ذلك الأمر إلى ما يدعيه البعض من أن تربية النساء تختلف عن تربية الرجال فيما يتعلق بالاستقلال المادي، فلا توجد العديد من الضغوطات على النساء حتى يسعين وراء استقلالهن الاقتصادي.
كما تظهر تقارير الريادة العالمية الدور الكبير الذي يلعبه التعليم، في تحفيز الأشخاص على البدء في مشاريعهم الخاصة. فكلما ارتفع المستوى التعليمي الذي يتمتع به الأشخاص، تقلصت مخاوفهم من الفشل وأصبحوا أكثر ثقة في قدراتهم على تأسيس مشاريعهم الخاصة.
ولذلك فإن أردنا تقليص الفجوة ما بين الجنسين فيما يتعلق بريادة الأعمال، فعلينا أن نبدأ بالتركيز على تعليم الفتيات والنساء، وتحفيزهن على أن يكن أكثر قدرة على التمتع باستقلال اقتصادي في سن مبكرة، وأن يرين ريادة الأعمال كخيار متاح أمامهن طيلة الوقت. كما يتوجب علينا أن نقوم بنشر، عبر الاعلام، الكثير من القصص عن النماذج النسائية الناجحة وعن المشاريع الشخصية التي تدار من قبل سيدات.
* ما هي الرؤية المستقبلية لماطي الناصرة وهل من خطط جديدة ومشاريع سيكشف عنها ماطي الناصرة مستقبلاً؟
– فاز ماطي الناصرة مؤخرًا بمناقصة طرحها “قسم مكانة المرأة” في مكتب رئيس الحكومة، لتفعيل برنامج خاص بالنساء العربيات، يعالج قضية ادارة ميزانية الأسرة. وهذا البرنامج يلخص التوجه العام لماطي الناصرة في المستقبل القريب، حيث وبالإضافة الى نية مركز ماطي توسيع نطاق الخدمات، لتشمل بلدات عربية جديدة في البلاد، سوف يتم التركيز على رفع مكانة المرأة العربية اقتصاديًّا، وذلك عبر رفع الوعي الاقتصادي لدى المرأة العربية، وعن طريق تشجيعها لتكون ريادية ومساعدتها على تحقيق مبادرات اقتصادية ناجحة على ارض الواقع.
* كلمة أخيرة من دونا حاج – مناع خاصة بليدي كل العرب ؟
– أدعو جميع النساء العربيات الى أخذ دورهن الهام في عالم المبادرات الاقتصادية. فإن المرأة العربية تملك ما يكفي من قدرات وطاقات تمكنها من النجاح وبشكل مبهر، وبحسب خبرتي وتجربتي مع مئات النساء المبادرات، فإن قضية النجاح أو الفشل هي بالأساس قضية قرار ذاتي من الدرجة الأولى، وبعد أخذ القرار يجب اتخاذ كل الإجراءات اللازمة والخطوات الاساسية المفروضة على كل مبادرة في اول طريقها، مثل فحص الجدوى الاقتصادية بشكل عميق، بناء خطة عمل واضحة وشاملة، ومن ثم ايجاد طريقة التمويل الأنسب والأضمن للمشروع، وانا شخصيا انصح جدا بالتوجه الى المؤسسات المختصة التي تقدم التوجيه السليم والعديد من الخدمات التي ترفع من امكانيات النجاح. ادعو جميع النساء العربيات أن يعقدن العزيمة على النجاح، وان يبدأن بالخطوة الأولى الى عالم المبادرة الاقتصادية، والى من بدأن الطريق فلا بد من أخذ التوجيهات اللازمة لتطوير مصلحتهن الاقتصادية والتفوق في مجالهن.