حكايا المخيم الفلسطينيّ – عقوبة
كانت تتوقّع أن تحصل على تكريم خاصّ من مديرة المدرسة التي تدرس فيها بعد أن حصلتْ على المرتبة الثّانية في مسابقة الشّعر على مستوى الدّولة التي تعيشه فيها لاجئة بعد طردها وعائلتها من مدينتهم الفلسطينيّة السّاحليّة.
إلاّ أنّ المديرة بدت كثعلبٍ أحمق أحرقت النّار ذنبه،اقتربت منها،وسألتها بتقزز: “أحقّاً أنتِ فلسطينيّة يا بنت؟”
شعرت الطّفلة الصّغيرة بتهمة ما تحاصرها على جريمة لم تقترفها،هداها فكرها المتلعثم إلى أن تدافع عن نفسها بردّ التّهمة الموّجه إليها على حين غرّة:”ولكنّني أحمل الجنسيّة…!”
مطّت المديرة صدرها بفخرٍ رعوي جاف،فبرز ثديّاها ضخمين متهدلين كقربة ماء جرباء،وقالتْ لها:”يا وقحة،غادري هذه المدرسة،ولا تعودي إليها إلاّ مع وليّ أمركِ”.
طارت الطّفلة خارج غرفة المديرة،وهي لا تصدّق أنّها لا تزال على قيد الحياة بعد أن ثبّتتْ عليها بالدّليل والبرهان والاعتراف الصّريح جريمة أصلها الفلسطينيّ.
وظلّتْ طوال طريق العودة إلى البيت تشكر الله على أنّ مديرتها لم تكتشف أنّها تعيش في المخيّم،إذن لصلبتها على باب المدرسة تنكيلاً بها على هذه الجريمة النّكراء.
الأديبة الأردنية/د.سناء الشعلان.
المقالات والآراء المنشورة تُعبر عن رأي أصحابها، ولا تُعبر بالضرورة عن رأي مركز الإعلام المجتمعي.