العنف الأُسري.. عنف يمتد من جيل إلى جيل بآلامه التي لا تُنسى

هناء أبو قوطة

تتفاقم الآلام والآثار بسبب العنف الأسري على النساء وتمتد عبر السنين حيث لا ينتهي مفعولها لسنين طوال بل قد يرافقهن مدى العمر وكأنها خنجر غرز في الجسد وترك أثر عميق لا يستطيع جراحي العالم بكل علمهم وخبرتهم إخفاء هذا الأثر؛ حيث تعاني العديد من النساء والفتيات في قطاع غزة من آثار مختلفة لتعرضهن لأشكال وأنواع مختلفة من العنف الأسري سواء في الصغر أو الكبر.

فقطاع غزة جزء لا يتجزأ من هذا العالم، والعالم تأثر بجائحة كورونا بشكل كبيرن وعمليات الاغلاق واستمرار الحصار أثر على الترابط الأسري فبعض الدول كان لديها وسائل وتدابير بديلة للتعامل مع الأزمة الاقتصادية التي  واجهتها بسبب جائحة كورونا، لكن مع الأسف قطاع غزة منهك أصلاً اقتصادياً من قبل الجائحة وزاد الوضع سوءاً بعد الجائحة وبعد العدوان الأخير على قطاع غزة في مايو من العام الجاري 2021، وهو ما أدى إلى زيادة نسب البطالة ومكوث الأزواج والاخوة في المنازل ما زاد عدد ساعات الاحتكاك بالأسرة وخلق العديد من المشاحنات والمشاكل وصاعد من وتيرة العنف الأسري.

حيث قالت أم محمد أنها تعرضت لظلم وألم شديد في طفولتها بسبب العنف الذي كانت تتلقاه من قبل والدها وكان المهرب من نار الأب هو جنة الزوج باعتقادها، ولكن كانت الصدمة بارتباطها بزوج عنيف ولا يخشى في الله لومة لائم فإدمان الزوج جعلها تذوق الأمرين، وتصبر على الأذى من قبله من أجل أبنائها وكي لا يذوقوا ما ذاقته من مرارة عيش وعنف متواصل داخل أسرتها.

أما ريهام فقد أدى العنف بكل أشكاله من قبل مختلف أفراد عائلتها إلى عدم الاستقرار والاتزان في حياتها وشخصيتها فهربت من عنف الأسرة إلى عنف الزوج فكانت النتيجة اضطراب نفسي وعدم المقدرة على احتضان أبنائها وحمايتهم ما أثر سلباً على سلوك أبنائها؛ وكأن العنف انتقل من جيل إلى جيل.

في النهاية يجب على المرأة ألا تختار التأقلم والسكوت على ما يهينها ويقلل من شأنها؛ بل عليها الخروج من الواقع المرير ومنح ذاتها الفرصة للعيش بأمان وكرامة، فالسكوت يزيد حدة العنف وينقله عبر الأجيال، فإن لم تكن المرأة نصف المجتمع فهي كل المجتمع.

تم إنجاز هذه المادة الصحفية من قبل مركز الإعلام المجتمعي، وبدعم مباشر من برنامج “سواسية” البرنامج المشترك لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي وهيئة الأمم المتحدة للمرأة ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف”: تعزيز سيادة قانون في فلسطين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى