عايدة .. دموع من رمال والطنين سمعها

ختام الجيار _ CMC

منذ 39 عاماً لم يشهد قطاع غزة عدوان بهذه الهمجية، فالمجازر مستمرة واحدة تلو الأخرى، ولازال الاحتلال الاسرائيلي خلال عدوانه على قطاع غزة يقطف عن أرضنا من لا ذنب لهم من المواطنين الامنين في بيوتهم من أطفال ونساء وشباب وشيوخ .

صاحبة البشرة القمحية المرتطمة بالزرقة، والمنقطة بالحمرة، وعينوها المنتفختان والملكمتان، وشفتها المتضخمتان، تقبع على أسرة مستشفى الشفاء الطبي منذ 4 أيام، عايدة عابد 39 عامأً ، كان لها النصيب الأوفر من هذا العدوان الهمجي علي قطاع غزة.

ففي الساعة العاشرة من مساء الخميس، ومع سماع أصوات طائرات العدو الاسرائيلية  المنخفضة، دب انفجار هز أركان بيت حانون ، ليشهد حي الأمل مجزرة جديدة  بحق آل الكفارنة ..

عايدة الكفارنة متزوجة ، لديها ستة عشر من الأبناء وتحمل روحاً في بطنها، تعيش في منزل مكون من ثلاثة طوابق في منطقة بيت حانون ، تقول: ” اصحينا والدار بتنهال علينا، بعد ماقصوفونا اليهود بصاروخين اف 16 ومن غير مينزرونا”.

 عايدة التي ذرفت عيونها رملا عوضا على الدموع، جراء دخول كمية كبير من الرمال في عيناها المنتفختان التي لم تعد ترى بهما جيدا , الى جانب سمعها الذي تكفل صوت الصواريخ به وجعله هزيلا بحصبة الطنين الذي لايفارقها , كما ان جسدها لم يكد يخلو من الشظايا لكثرتها .

وبصوت منخفض يكاد لا يسمع مع أنين الالم  التي تكبدتها جراء اصابتها تقول عابد: “أنا ما بعرف ايشي عن ولادي غير انهم اتصاوبوا كلهم وجوزي كمان اتصاوب، وهما هلقيت بعاد عني موجودين في مستشفى بيت حانون، نفسي اشوفهم واطمن عليهم”.

وبدموع رملية تقول:” يما ابني كريم حبيبي كله 10 سنوات بطل يشوف ايش زنبه هادا، ايش اعمل يما يا حبيبي ، حسبي الله ونعم الوكيل “.

أما زوجة عمها أم محمد الكفارنة تروي ما شاهدته أمام عينيها قائلة : ” بعد ماقصفونا بالـ اف 16 اتجمعوا الناس وصاروا يطلعونا من الركام، فجأة صارت ترمي اليهود قنابل صوت وقابل غازية غطت كل المكان، وبعد شوية القوات الخاصة الاسرائيلية دخلت علي ارض زراعية قريبة من بيتنا اللي انقصف وبدت اطخ علي الناس اللي بطلعونا ، صارت الناس علي المدارس يخبوا فيهم”.

تمتمات حسبي الله ونعم الوكيل لم تتوقف عن لسانها، عايدة التي حول الاحتلال الإسرائيلي حياتهم الي العدم، مترقبين ما تخبئ لهم الأيام القلية القادمة.

الرابط المختصر : http://ywjournalists.org/ar/?p=457

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى