الإعلام المجتمعي ينهي تنفيذ جلسات الدعم النفسي للعاملين والعاملات في المجال الإعلامي والقانوني

غزة – مركز التنمية والإعلام المجتمعي (CDMC)
أنهى مركز التنمية والإعلام المجتمعي (CDMC) تنفيذ ست مجموعات دعم نفسي استهدفت (69) من العاملين والعاملات في المجال الإعلامي والقانوني، وذلك ضمن أنشطة مشروع: “أصوات من أجل العدالة – تمكين النساء المدافعات عن حقوق الإنسان في قطاع غزة ما بعد الحرب”.
هدفت هذه الجلسات إلى دعم الصحة النفسية للصحفيين والمحامين، من خلال تعزيز قدرتهم على الصمود في وجه الضغوط النفسية الناجمة عن الحرب، وتمكينهم من التعامل مع آثار الصدمة، بما يساهم في تعزيز رفاههم النفسي واستمرارهم في أداء أدوارهم المهنية والإنسانية بكفاءة.
وفي هذا السياق، قالت منسقة المشروع نسرين كساب:”وفّر مركز التنمية والإعلام المجتمعي مساحة آمنة للتفريغ النفسي للمشاركين والمشاركات من الصحفيين والمحامين، الذين هم بأمسّ الحاجة لمثل هذه الجلسات التي تمكّنهم من التعبير عن أنفسهم وتخفيف حدة الضغوط التي يعانون منها، كونهم يقفون في الصفوف الأمامية ويتعرضون لأعباء نفسية ومهنية مضاعفة خلال الأزمات والطوارئ.”
وأضافت: “هذه الجلسات تسهم بشكل ملموس في تعزيز قدرتهم على الاستمرار في أداء دورهم المهني والإنساني بثبات واستقرار نفسي.”
ونفذ المركز، بالشراكة مع مؤسسة هينرش بل الألمانية، (12) جلسة دعم نفسي جماعي، موزعة على المحافظات كالتالي: جلسة واحدة في الشمال، جلستان في غزة، جلستان في المنطقة الوسطى، وجلسة واحدة في خان يونس، استهدفت ما مجموعه (69) مشاركًا/ة، بينهم (66) من الإناث و(13) من الذكور. كما تم تنفيذ (8) جلسات دعم نفسي فردي لـ(13) مشاركًا ومشاركة.
وقدمت جلسات الدعم النفسي، التي تولتها أخصائيات مختصات، مجموعة من المحاور الأساسية، من بينها: الإسعاف النفسي الأولي، العلاج الجماعي، إدارة التوتر، وتعزيز الرعاية الذاتية. وهدفت هذه الجلسات إلى مساعدة المشاركين والمشاركات في التعبير عن مشاعرهم وأفكارهم، بما يعزز قدرتهم على مواجهة الضغوط والتحديات اليومية.
الصحفية دعاء عفانة حمودة عبّرت عن تقديرها لتجربتها، قائلة: “كانت هذه المرة الأولى التي أشارك فيها في جلسة دعم نفسي خلال الحرب، وكنت مترددة في البداية، لكن سرعان ما تلاشى الخوف بفضل أجواء الثقة والسرية التي سادت الجلسة، إلى جانب الاستماع لتجارب الآخرين التي منحتني شعورًا بالتضامن والأمان.”
المحامي محمد خيري، فقد قال: “من خلال هذه الجلسة، اكتشفت أن الدعم النفسي لا يقل أهمية عن الغذاء والدواء. غزة بحاجة إلى كل أشكال الدعم، لا سيما النفسي، لأن الضغوط التي نعيشها هائلة، وتؤكد أن مثل هذه المبادرات ليست رفاهية، بل ضرورة ملحة.”
وأوصى المشاركون والمشاركات بضرورة توفير نقاط دعم نفسي متخصصة، تكون ملاذًا آمنًا للأشخاص الباحثين عن مساحة للتعبير وتفريغ الضغوط، مؤكدين أهمية الاستمرار في تنفيذ الجلسات الفردية والجماعية لما لها من أثر فعّال في تعزيز الصمود النفسي والتماسك المجتمعي.
وفي سياق متصل، نفذ مركز التنمية والإعلام المجتمعي تدريبًا متخصصًا لتأهيل “سفراء العدالة”، وتزويدهم بالمعرفة والمهارات اللازمة ليكونوا عوامل تغيير إيجابي. تناول التدريب أسس حل النزاعات بالطرق البديلة (ADR)، إلى جانب مهارات التيسير والقيادة.
ومن الجدير بالذكر أن مجموعة من الصحفيين والمحامين، الذين تلقوا هذا التدريب، يستعدون لقيادة وتنفيذ (20) ورشة توعية مجتمعية، ضمن حملة “نشر ثقافة العدالة”، والتي تستهدف مختلف شرائح المجتمع، من نساء ورجال، فتيات وفتيان، بالإضافة إلى الأشخاص من ذوي الإعاقة. وتركز الورش على موضوعات محورية مثل العدالة، وحقوق الإنسان، والوسائل البديلة لحل النزاعات، وتعزيز وصول الفئات المهمشة إلى العدالة، وضمان حقوقهم القانونية، وتشجيع المشاركة المجتمعية في بناء السلم الأهلي وتعزيز التماسك الاجتماعي.
يُذكر أن مركز التنمية والإعلام المجتمعي (CDMC) هو مؤسسة تنموية وإعلامية فلسطينية، تُعنى بتوظيف الإعلام والإعلام المجتمعي كمنصة للخطاب الديمقراطي، والدعوة إلى حقوق الإنسان والمواطنة، وتعزيز مفاهيم العدالة الاجتماعية، والحرية، والازدهار.

