رغم سلمية تجمعهم.. لم يسلم الخريجين من الاعتقال والضرب وإطلاق النار عليهم

غزة – cmc- هبة كريزم || منذ الصباح الباكر انطلقت داليا ابنة الـ(27) عاماً بكل نشاط وحيوية للمشاركة في التجمع السلمي الذي دعت له لجنة الدفاع عن الخريجين، حيث تؤمن بانه لا يضيع حق وراءه مطالب؟

داليا التى تجمعت برفقة صديقاتها لا تنتمى إلى أى حزب سياسي جهزت للإنطلاق من مدينة خانيونس إلى فندق “البلوبيتش” مقر إقامة الوفد الأمني المصري في مارس 2018 للمطالبة بالضغط على المسؤولين في غزة والضفة الغربية لإيجاد حل لمشكلة البطالة التي يعانون منها منذ سنوات طويلة.

تقول داليا “التجمع الذى نظمته لجنة الدفاع عن الخريجين كان سلمي من الدرجة الأولى، ولم يكن هناك أى تصرف عنيف من قبل أى خريج، حيث كنا نحمل اللافتات المنددة بحالة الإنقسام الفلسطينة والمطالبة بالمصالحة الوطنية، وترديد العديد من العبارات التى تعبر عن حالة التهميش التى نعانى منها على مدى أحد عشر عاماً من الحصار البغيض”.

تقول داليا: “عند وصولنا إلى مقر إقامة الوفد الأمنى المصرى وجدنا هناك الكثير من قوات الشرطة الفلسطينية المدججة بالسلاح  متواجدة فى المكان، وبوابة الفندق مغلقة أمامنا، فطلب منا منسقي التجمع السلمي النزول من الباصات للبدء بفعالياتنا لإيصال أصواتنا للوفد المصرى، وبعد إفراغ الباصات من الخريجين قامت الشرطة بحجز الباصات ومنعها من العودة إلينا بعد إنتهاء التجمع لنقلنا إلى كافة مناطق قطاع غزة التى جئنا منها، بحجة عدم وجود ترخيص للباصات للإنتظار فى المكان ووجود ترخيص فقط للتجمع السلمى”.

وتضيف: “كنّا واقفين عند البوابة الرئيسية للفندق، وبنهتف بصوت عالي بعض العبارات كالآتي: “اسمع مني يا مسؤول حقي منك بدي أطول، يا عباس و يا هنية بدنا وحدة وطنية، يا وزراء طفوا التكييف مش لاقين حق الرغيف، لا للتهميش يا بتوظفونا يا بتهجرونا”، وبنفس اللحظات كنا نطالب بمقابلة الوفد المصرى ليستمع إلى مطالبنا، ولكن الشرطة رفضت طلبنا بالإجتماع مع الوفد المصرى، وطلبت منها فض التجمع؛ ولكننا رفضنا الإمتثال إلى كلامهم وواصلنا الهتاف بصوت أعلى دون مغادرة المكان، فما كان من الشرطة إلا إستخدام السلاح وإطلاق النار فى الهواء  وبين أرجلنا، ولم تكتف بذلك لكنها إستدعت قوة شرطة نسوية للتعامل مع الفتيات المتواجدات فى التجمع السلمي؛ فكنت حريصة جداً عدم تخطى الفتيات للخط الأبيض المرسوم وسط الشارع، ومن كانت لا تلتزم بكلام الشرطة النسوية كانت توجه إليها الإهانة ويستعملن العصى لضربها”.

قوات الشرطة التى من شأنها المحافظة على التجمعات السلمية وتهيئة مكان التجمع، كانت أول من انتهك حق الخريجين فى عدم المطالبة بحقوقهم فقامت بإعتقال العديد من الشباب الخريجات والخرجين، ولم تكتف بذلك بل قامت بمصادرة عدداً من الأجهزة والجوالات والكاميرات.

كما قامت الشرطة بضرب الخريج إيهاب أبو عرمانة بعد رفضه التوقف عن الهتاف والتراجع عن البوابة الرئيسة للفندق، وبعد إطلاق النار فى الهواء لبث الخوف وترهيب الخريجين، ومن ثم أتى قرار مصرى بإستقبال عشرة خريجين لعرض مطالبهم على الوفد الأمنى المصري، فطلبت منا الشرطة الابتعاد عن البوابة الرئيسية والوقوف فى منتصف الشارع الرئيسي، وتم إستدعاء فرقتين للشرطة الفلسطينية لتعزيز القوة العسكرية إتجاه الخريجين .

وتوضح “إنتظرنا ما يقارب الساعتين فى الشارع لحين خروج وفد الخريجين بعد إنتهاء الإجتماع مع الوفد الأمني المصري للإطلاع على نتائج الإجتماع، فخرج شاب وقام بتوزيع أعلام مصرية والهتاف لمصر ودورها الفاعل فى المصالحة الفلسطينية، وقال أنه تم الاستماع إلى مطالبنا وتم وعدنا بتنفيذ مشاريع تنموية لإحتواء أزمة الخريجين فى قطاع غزة .

وبعد ذلك لم تكتف الشرطة الفلسطينية بذلك بل قامت بإستدعاء فرقتان وأحاطوا بالتجمع السلمى، وبدأوا بالإعتداء علينا بإطلاق النار فى الهواء وبين أرجلنا مرة أخرى، وإعتقال بعضاً من الشباب، وطلبت من الآخرين مغادرة المكان بأقصى سرعة  ممكنة وإلا سيواجهوا بالإعتقال والضرب.

يذكر أن التجمع السلمي حق دستوري كفله القانون الأساسي الفلسطيني في المادة (26)، ونصت عليه المادة (2) من قانون الاجتماعات العامة رقم 12 لسنة 1998، كما أن التنظيم القانوني الوطني والدولي الخاص بهذا الحق لم يضع أي قيد أو ضابط يحد من تلك الممارسة. وحدد دور المكلفين بإنفاذ القانون، بتنظيم ممارسة هذا الحق، ولم يخولهم اتخاذ تدابير وإجراءات تحد أو تقيد أو تخالف حرية ممارسة هذا الحق.

صدرت هذه القصة ضمن مشروع ” الشابات يناصرن حقوقهن كحقوق انسان” @2018

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى