“كرفانات” النازحين تعيدهم إلى ذكريات المخيم
مها شهوان – CMC
هنا خزاعة .. لا معالم للحياة فيها جميع المنازل سويت بالأرض ،حينما نولي وجوهنا نرى ركام ونشم رائحة البارود والصواريخ ، يصر ساكني تلك المنطقة البقاء فيها رافضين البقاء في مراكز الايواء ، فمنهم اتخذ من أغطية النوم جدران لهم ليستروا عائلاتهم وينامون فوق الانقاض.
بعد شهر من عودتهم إلى بيوتهم المدمرة راقبت مئات العائلات “الكرافانات” التي أحضرتها إحدى المؤسسات الاغاثية الدولية لتوزيعها على بعض العائلات ، فهي مكونة من غرفتين ودورة مياه ومطبخ صغير تستر عائلة من عشرة افراد .
أم محمد النجار لديها تسعة أبناء غالبية يذهبون للمدارس فقدت منزلها الذي كانت تتباهى فيه أمام جاراتها كونه بني بعرق جبين زوجها حتى جعلته يليق بهم ، تقول :” اليوم حصلت على كرفان لأنام فيه برفقة عائلتي بدلا من الشارع الذي نمارس حياتنا فيه دون خصوصية”.
قطاعتها الحديث لتؤكد على قولها جارتها أم رزق حيث راحت تصف حياتهم في مراكز الايواء بالبؤس لكنهم مضطرون للقبول بتلك الكرفانات خوفا على بناتهن ، موضحة أن الكرفانات لا تليق بهم فهي بالكاد تصلح ليعيش فيها شخصان لا اكثر .
في حين اعتبر أبو لؤي أن الكرفان الذي حصل عليه يكفي عائلته المكونة من خمسة أفراد ، لافتا في الوقت نفسه أنه يخشى من عدم اصطلاح بيوتهم وابقائهم في الكرفانات حتى يتم الافراج عنهم بعد سنوات وبناء بيوتهم من جديد.
وأوضح أن الكرفان اهون من البقاء بمراكز الايواء حيث المعاملة السيئة من القائمين عليهم ، بالإضافة إلى أن الفصل الواحد يحتوي على عائلتين مما يضطر الرجال الى المبيت في فناء مدرسة الايواء ، بينما الكرفان يجلس فيه برفقة عائلته وبابه مغلق .
يذكر أن هناك 26 مدرسة مكتظة بأصحاب البيوت المدمرة التي يصل عددهم إلى 60 ألف نازح بمدارس وكالة الغوث.
****
بعد أيام من استلام المتضررين “الكرفانات” حاول ساكنيها التأقلم عليها فالمار بينها يشم رائحة الشاي ، وهنا تعرض امرأة فراشها لأشعة الشمس ، واخرى تجلس على بابه تغسل ملابس صغارها ، فجميعهم يراقب كل من يقترب علهم يلمحون بشرة خير بإعادة بناء منازلهم .
من ناحيته أكد نعيم السمري مدير عام الاشراف والتنفيذ في وزارة الاشغال أنه لا توجد لديهم أية مشاريع جديدة تتعلق بتحسين البنية التحتية في قطاع غزة ، موضحا أن الدعم الحالي موجه للبيوت المدمرة في العدوان الاخير.
وبين أنهم في صدد ارجاع عدد كبير من المشردين إلى بيوتهم كون الايجار غالي ويمكنهم الاستفادة من المال الذي يحصلون عليه في تدبر شئونهم المعيشية ، مبينا أنهم سيعملون على حصر البيوت المتضررة في القطاع .
وبحسب السمري فإنهم سيعملون على ازالة عاجلة للمساكن الخطرة وتدعيم المساكن التي تحتاج لترميم يتناسب مع فصل الشتاء .
وقال :” لدينا نقص في التمويل لدعم مشاريع البنية التحتية وكذلك بناء ودعم المساكن المتضررة “، لافتا في الوقت ذاته إلى حصولهم على دعم من الهيئة العربية للإعمار والاعمال الخيرية الامارتية .
وذكر أنه تم توزيع كرفانات للسكن في المناطق الشمالية والجنوبية ، وسيتم توزيع اخرى مبطنة تقيهم حر الصيف وبرد الشتاء بمساحة افضل عبارة عن وحدات متصلة بها غرف واخرى منافعها منفصلة سيتم توصيلها .
الرابط المختصر : http://ywjournalists.org/ar/?p=447