زواج مع وقف الاحتفال في ظل أزمة كورونا
غزة / CMC / سعاد النواجحة
في زمن الانتفاضات المتكررة كان العريس يغتنم ساعتين يُرفع فيهما منع التجوال المفروض من سلطات الاحتلال الإسرائيلي ليزف عروسته من منزل والدها الى منزله ويقيم حفلة ضيقة مقتصرة على الأقارب بالدرجة الأولى، واليوم فلا شك أن فيروس كورونا يعد احتلالا جديدا يغزو فلسطين في الضفة الغربية وبضمنها القدس وقطاع غزة لهذا العام، حيث أن جميع الأزمات والحروب التي تعرض لها الشعب الفلسطيني تهدد الحياة العامة بشكل مباشر وبالغ التأثير على المواطنين جميعا.
إرتباك وتغيير العادات في وقت الأزمات
ودخلت جميع المحافظات في الأراضي الفلسطينية في حالة طوارئ لأكثر من شهرين بعد اكتشاف عدد من الحالات والتأكد من إصابتها بهذا الفيروس واتخذ المسؤولين سلسلة من الإجراءات الاحترازية والصارمة لمواجهة تفشي وانتشار الفيروس ومحاصرته في أضيق الحدود. ومن ضمن هذه الإجراءات، الحرص على التباعد الاجتماعي ومنع الاختلاط، وبالتالي منع الصلاة في المساجد وإغلاق الجامعات والمدارس ورياض الأطفال والتحول الى التعليم عن بعد، بالإضافة طبعا لمنع إقامة الأعراس في الصالات العامة، ما انعكس بأشكال مختلفة على الأزواج المنتظرين.
ويقول العريس الفلسطيني محمد ضاهر من مدينة غزة:” كان موعد حفل زفافنا بتاريخ 4/4/2020 وكنت قد أتممت جميع مستلزمات حفل الزفاف وتجهيزات المنزل من استئجار وأثاث، بعد أن وصل فايروس كورونا الى قطاع غزة، تفاجأنا بإغلاق صالات الأفراح، ومنع كافة المناسبات التي يتم التجمع فيها وبدأ يزداد الأمر صعوبة، ووجدت أن هذا الحال سوف يطول وسوف أضطر لدفع استئجار للمنزل لأكثر من شهر وانا لا أقطن به”.
وأما عن العروس الفلسطينية آية محمد من مدينة الخليل التي تصف يوم الزفاف بأنه اليوم المميز للفتاة بارتداء الفستان الأبيض والحلي بدلا من الكمامات والقفازات لافتةً أنه في بداية تفشي فيروس كورونا في فلسطين اتخذوا قرار بتأجيل حفل الزفاف وعندما طال انتشار المرض والتوقعات التي يتحدث عنها الجميع أنه لم يزول بسهولة وأن الاصابات تزداد يوما بعد يوم، تبدل قرارهم وتم اقتراح بإقامة حفل الزفاف في المنزل، تقول آية ” كنت مترددة وكان من الصعب أن أتقبله في بداية الأمر، أنا من حقي أن أكون سعيدة يوم زفافي، وأن يكون بجانبي جميع من أحبهم في هذه المناسبة”.
ويسرد العريس الفلسطيني محمود العملة من مدينة الخليل كيف تبدلت الأحوال في فلسطين: “كنت أريد أن أقيم حفل زفاف كبير يجمع الأقارب والأصدقاء والمعارف وجميع من نحبهم ليشاركونا الحفل، ولكن زيادة الإصابات في الضفة الغربية جعلنا نقيم الحفل في المنزل خصوصا أن خطيبتي من بلدة أخرى (ترقوميا) ومن الصعب أن أراها وأزورها بعد اغلاق الحواجز بين البلدات في وقت الأزمة.”
ويضيف العملة:” أن من أكثر العقبات التي واجهتنا شراء ما يلزم العروس من المحلات التجارية لأنها مغلقة بالإضافة الى شراء الذهب لان محلات الذهب كان يُسمح لهم بفتح محلاتهم مرتين في الأسبوع فقط.”
وأشار المواطن هاني أبو هويدي مدير صالة ومطعم أبو هويدي من مدينة غزة الى قضية إغلاق صالات الافراح قائلا:” تلقينا أمرا من وزارة الداخلية بإغلاق صالات الأفراح والمطاعم والمقاهي والصالات الرياضية وتعليق صلاة الجمعة حتى إشعار آخر إثر الكشف عن حالات الإصابات في قطاع غزة ولا سيما أن الغاء حفلات الزفاف في صالات الأفراح أدى الى سحب المواطنين لحجوزاتهم والمبالغ النقدية المدفوعة تحت الحساب، واضطررنا الى وقف25 عامل لدينا، ولكن كل ما نتمناه السلامة للجميع وما يحدث الآن سوف يزول في أقرب وقت.”
حلول جيدة
ويواصل العريس ضاهر حديثه لمركز الاعلام المجتمعي لافتا الى الحل الذي راودهم لإتمام الزفاف:” شاهدنا أن الجميع يقوم بمراسم حفل الزفاف في المنازل وأصبحت حل في وقت الأزمات كوباء كورونا والحروب التي شهدها القطاع فقمت بطرح الموضوع على خطيبتي بأن نقيم حفل زفافنا في المنزل للحفاظ على سلامة الجميع وأعلمتها بأن القرار في يدها تقبل او ترفض، وبعد حين وافقتني في القرار لأننا لا نعلم متى ينتهي هذا الوباء ونحن نريد أن تستمر سعادتنا متخطين واقع الأزمة”.
ويروي العملة لمركز الاعلام المجتمعي:” إننا درسنا الوضع واتفقنا على أن نعلن حفل الزفاف وأن نتممه في اضيق الحدود ودون قاعة وبحضور عائلي، حفاظاً على السلامة العامة والتزاماً بتوجيهات الحكومة.”
وما كان بيد آية الا أن توافق على إقرار حفل الزفاف تقول: ” أننا قمنا بدعوة الأقارب بالدرجة الأولى وبعض الأصدقاء المقربين جدا الى حفل الزفاف نظرا للوضع السيء الذي تعيشه فلسطين في ظل هذه الأزمة، وأما عن يوم الزفاف كنت خائفة جدا بأن لا يأتي أحدا منهم ويشاركونني سعادتي ولكن لم أكن أتوقع أن أكون سعيدة جدا وأن الزفاف استمر وتم بدون أي عقبات.”