إلهام، انتفضت على هجران زوجها لها ..

غزة/ أمال الجيار

حين تعرضت إلهام للظلم كانت في عمر ال 30 عاماً، لديها ابنتان أصغرهما يبلغ عاماً ونصف العام، أكبرها ابنة تبلغ من العمر ثلاثة أعوام، وتحمل في رحمها طفلاً لم يرى نور الحياة بعد، كانت تقطن في غرفةٍ في بيت والد زوجها، وتعاني من قسوة زوجها وعائلته، لكن حادثة السير التي تعرض لها أخ زوجها كانت القشة التي قسمت ظهر البعير كما يقال.

تقول: “أصيب أخ زوجي بحادث سير في قدميه حتى شلت حركته، مما استدعى من زوجي مساندته ومؤازرته وهو بالمستشفى، ومن هنا كانت بداية رفضي لتلك الحياة، همشني زوجي لأكثر من شهرين متتاليين، بحجة أنه لا يستطيع مفارقة أخيه، و كنت أراه خلال تلك المدة لساعة أو أقل كل اسبوعين وذلك ليقضي شهوته ومن ثم يتركني مسرعاً ويعود بعد فترة ليكرر نفس الأمر”.

تضيف: “لم يسأل عني ابداً، وكل ما يسأل عنه هو ابنتاي وأهله، كان يعتبرني قطعة أثاث لا فائدة منها، وعندما عاد أخوه إلى البيت، كان يقول أنه بحاجة لمن يبيت عنده، على الرغم من وجود آخرين في البيت غيره، لكنه كان يتجاهل كلامي ويبيت في غرفة أخيه غير عابئ بمشاعري واحتياجي له خلال فترة حملي”.

تضيف: “لم أطق هجره لي، لم أطلب سوى حياة طبيعية ومستقرة معه كشريك حياتي، لهذا أصررت على معرفة سبب هجراني، فتحجج بعدم اهتمامي بابنَتَاي ويتهمني بضربهن وأني لا أمُت للأمومة بصلة، وصدمني أكثر بقوله أنه يريد امرأة  تهتم بنفسها على الرغم أني اهتم بنفسي كثيراً وإن كنت قصرت في تلك الفترة فيجب أن يراعي أني حامل ومرهقة من وضعي الصحي”.

و بحسرة شديدة: “اٌتهمت بعدم طاعةأهله،  وبالاستهتار، والوقاحة، ولم يتوقف إلى هذا الحد بل قال أنني أسرق ملابس أخواته لأسحرهن وادمر سعادتهن، وأني أختلق الفتن والمشاكل بين الإخوة، وأني السبب الرئيسي لمشاكل البيت كلها، مما دفعني للذهاب إلي بيت أهلي غاضبة منه”.

مضى شهر ونصف على خروج إلهام من بيتها، لكن تلك المدة لم تشعل اشتياق زوجها لها واستمر باهمالها وعدم السؤال عنها: ” لم أحظَ بلحظة هدوء في بيت أهلي، هم يلحون عليّ بالعودة إلى زوجي، وهو لا يسأل عني، لم أشعر بالآمان ولا الاستقرار في تلك المرحلة، إضافة إلى تدهور صحتى”.

ونظراً لسوء الظروف التي عاشتها الهام، فقد رغبت بالاطمئنان على صحة جنينها، : ” ذهبت إلى دكتورة النساء والولادة، لمعاينة حالة جنيني الصحية، وهنا طلبت مني شراء بعض الأدوية العلاجية، اتصلت بـزوجي ليشتري الأدوية فكذبني، وأرسلني مع والدته على دكتورة أخرى مقربة منهم”.

تستطرد: “أبلغني بأنه غير مجبور بدفع النفقة طالما أنا في كنف والديّ، على الرغم أنه لم يدفع أي مصروفات خلال تلك المدة لي ، وعلى إثر ذلك توجهت للمحكمة، ورفعت قضية نفقة وكسبتها”.

تقول :” ازداد حنيني لبنتايّ، رفعت قضية حضانة بعدما مُنعت من رؤيتهما، فكسبت القضية وبعد الاتفاق معه على رؤيتهن يومين أسبوعياً، طبق ذلك في أول أسبوعين وبعد بدأت تتراشق عليَّ اتهامات أخرى بضرب ابنتاي ضرب مبرحاً خلال تواجدهما معي، فقمت برفع قضية حضانة أخرى، أرتجي بها أن أحصل على حضانتهن مرة أخرى، وبالفعل حصلت عليها بعد التهديدات التي باتت تصلني من قبل زوجي وأهله، والتي لم ألقي لها أي اهتمام”.

بعد كل الأحداث التي مرت بها إلهام، قررت أنه لا مجال للعودة إلى ذلك الزوج، أقدمت على رفع قضية طلاق وحصلت على الطلاق فعلاً، “بعد طلاقي تغيرت حياتي، عدت للدراسة، وأصبحت أُقدر من قبل أهلي، بعدما درست دبلوم سكرتارية، واعمل الآن في إحدى الجمعيات الخيرية “.

تم انتاج هذه المادة في إطار مشروع “أوقفوا العنف ضد النساء” الذي ينفذه مركز الاعلام المجتمعي (CMC) بالشراكة مع الأمم المتحدة الاستئمانية لانهاء العنف ضد النساء (UNTF)

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى