ليلتي الظلماء
أحمد رحمي – CMC
ليلة ظلماء دقات القلب تتسارع بعد ثمانية ايام من بدأ العدوان علي غزة اسرائيل تقرر بدأ عملية برية علي المناطق الشرقية لمدينة غزة وانا أقطن شرق حي التفاح وهو من الاحياء المهددة بالاجتياح البري من قبل الاحتلال .
الخوف يسيطر علي الموقف بدأت القذائف تنهال بشكل عشوائي منذ بداية الليلة لا تفرق بين منازل المدنيين أو المنشآت العسكرية التابعة لتنظيمات الفلسطينية الموت في كل مكان السماء اصبح لونها كلون الجمر الملتهب من شدة الانفجارات .
الموت في كل مكان وكلما دخلنا في الليل ازداد الجنون الاسرائيلي قذائف من هنا واطلاق نار من هناك والطائرات تقصف اجواء مرعبة كنا نعيشها الاخبار كلها تجٌمع علي حجم الهمجية والجنون الذي ترتكبه اليات الحرب كنا ننتظر ضوء الصباح لينير لنا الطريق لنهرب من الموت المحقق الذي كان يلازمنا في المكان.
بدأ الجيران في النزوح قررنا لحظتها الخروج من المنزل والذهاب الي مكان اكثر أمان خرجنا بأعجوبة من القذائف والرصاص فوق رؤوسنا وصلنا الي حي النصر حيث تسكن اختي كانت الاجواء هناك اقل توتر وحدة مما كنا فيه .
وصلنا لكن قلوبنا بقت مع من بقوا من جيراننا في حي التفاح ، فهم لم يستطيعوا النزوح جراء الهمجية الاسرائيلية الجميع هناك يناشد فآليات الاحتلال تقترب وكلما اقتربت كلما ازداد الجحيم .
قررت لحظتها الهروب من الاخبار التي تشعرني بقلق اكثر ، كنت مرهق من الصيام والتعب الذي حل بي خلال نزوحنا ، وعندما استيقظت تمنيت لو اني لم اصحو مجازر وشهداء بالمئات في حي التفاح والشجاعية ، وقتئذ لم اجرأ علي قراءة الاسماء خوفا من ورود اسم صديق او قريب او جار.
لم يكن هناك متسع للأوجاع والصدمات داخلي خوف ونزوح ومجازر وقصف في كل مكان استمر الحال لأسابيع حتي اعلان هدنة انسانية مدتها 8 ساعات ، حينئذ عدنا لمنازلنا خلال الهدنة و ليتنا ما عدنا زلزال حل بالمكان لم نصدق ما شاهدناه من دمار هائل جثث ملقاة في الشوارع وتحت انقاض المنازل كانت تناشد وما من مجيب حمدنا الله اننا خرجنا احياء .
بيتنا كان بخير لكن جيراننا لم يعد لهم منازل الحزن يخيم علي الجميع من هول الموقف انتهت الهدنة وعدنا حيث كنا الي حي النصر لا كهرباء ولا ماء ولا طعام ، لكن أكثر اماناً من الاماكن الشرقية.
استمر الحال حتي اعلان تهدئة لمدة 72 ساعة أي ثلاث ايام وانسحبت اليات الاحتلال وانتهاء العملية البرية في غزة ، عدنا إلى منزلنا ولم يعد عدد كبير من الجيران لأنه لا يوجد لهم منازل انتهت الهدنة وبقينا في منازلنا واستمر الاحتلال في شن غاراته وقذائفه علي منازل المواطنين حتي اشتدت الحرب وبدأ استهداف الاماكن الاكثر حساسية في غزة من بنوك ومصارف وابراج ومحالات تجارية .
عداد الشهداء يرتفع بسرعة لا يفرق بين طفل وشيخ وامرأة وشاب كل يوم كان يمر لم نكن نصدق اننا احياء فقدنا الجيران والاصدقاء ، فاستمر الحال 51 يوم حتي جاء الخامس والعشرون من اغسطس والفصائل الفلسطينية في القاهرة أعلنت عن توصل لاتفاق وقف اطلاق نار وانتهاء العدوان علي غزة .
الرابط المختصر : http://ywjournalists.org/ar/?p=266