مرض آلاء يجعلها ضحية العنف اللفظي والجنسي

غزة_CMC_ هيا بشبش

كآبة حادة، ومضاعفات نفسية وجسدية أخرى ظهرت عليها بعدما تعرضت للتحرش الجنسي من قبل والد زوجها، إضافة إلى استمرار العنف اللفظي من أهل زوجها، واستمرار معاناتها مع مرض الاستسقاء الذي أصابها، آلاء 38 عاما من سكان مدينة غزة تزوجت وهي في سن 17 عاماً، وأكملت الثانوية العامة وهي متزوجة، لديها من الأبناء 3 أولاد وابنتان، في عمر 25 عاماً، استأصلت الرحم بعدما قام أحد الأطباء في ولادتها الأخيرة بقص بطانة الرحم بالخطأ.

بعد إجراء عملية الاستئصال بعام تكون كيس ماء على أحد المبيضان، لتجري عملية لاستئصاله، تقول:” بعد عام تم اكتشاف كيس أخر على المبيض المتبقي، هنا توقف الأطباء للبحث في المشكلة، فإزالة المبيض الأخير يعني شيخوخة مبكرة للمريضة، ووجدوا أنني أعاني من مرض الاستسقاء وهو عبارة عن تجمع المياه في أحد تجاويف الجسم فحُوّلت إلى مستشفى المقاصد في مدينة القدس لشفط هذه المياه دون عملية جراحية”.

بحسرة شديدة: ” أحضر حاليا إجراءات التحويلة للسنة الرابعة، فبعد أيام قليلة سأتوجه لمستشفى المقاصد، حاولت كثيرا بأن أجد حلاً هنا في غزة، وعرضت حالتي على أكثر من طبيب، ولكن لا فائدة “.

تضيف:” أكثر ما يؤلمني هو حديث أهل زوجي عني، عدا عن الجارات والأقارب، ونظرات الشفقة التي تملأ عيونهم، بعضهم جعلني أعاني من مرض خبيث، وأخريات يزرنني لكي يستهزأن بي، حتى أطفالي أصبحوا يرددون ما يسمعونه منهم”.

وتكمل ألاء: ” عندما استأصلت الرحم كانت أم زوجي تقول لي أنتي أصبحت بلا فائدة، وتستفزني قائلة بأني كالكرسي في المنزل، بلا هدف وبلا أي قيمة، بل للكرسي فائدة أكثر مني، وأقسمت بأن تزوج زوجي من امرأة أخرى، إلا أن زوجي رفض ذلك رفضاً قاطعاً”.

آلاء تصف محيطها الاجتماعي قائلة: “بعد أعوام من الاستئصال أصبح الوضع مغايراً، كثرت الأقاويل عن حالتي الصحية والنفسية، وفعلياً أنا اتعرض لأذى نفسي كبير، ويعايروني بأنني لم أعد أنثى بسبب استئصال رحمي”.

العنف اللفظي لم يكن وحده ما أجج مخاوف آلاء، بل ما تعرضت له من قبل والد زوجها من تحرش جنسي زاد من معاناتها، تقول: ” في أحد الأيام كنت ذاهبة لإحدى الجمعيات التي تساعدني على تخطي أزمتي، وقبل خروجي من المنزل قابلت والد زوجي والذي سألني إلى أين أذهب، وعندما أجبته اعترض بشدة وهاجمني وكأنه يحاول ضربي ولكنه كان يتحسس جسدي بيديه وتحدث بألفاظ جنسية غير مقبولة”.

خرجت آلاء مسرعة من البيت، إلى تلك الجمعية، التي لاحظت فيها الاخصائية شحوبها وشرود ذهنها وتوترها الشديد، وعندما سألتها، أفصحت لها بكل ما حدث، “قدمت الاخصائية الدعم النفسي والاجتماعي لي، ووجهتني لكيفية التعامل مع الموقف “.

الأخصائية الاجتماعية عايدة عليوة، أكدت أن العنف اللفظي الذي تتعرضن لهن الزوجات خصوصاً، من أهل الزوج، أصبح ظاهرة في مجتمعنا الفلسطيني، خاصة إن كان تسكن في بيت العائلة تتعرض للألفاظ السيئة والشتائم، وتبدأ مسيرة العنف اللفظي الذي تتعرض له، وفي بعض الأحيان يتطور هذا العنف اللفظي ليصبح عنف جسدي، أو جنسي.

وأوضحت عليوة أن العنف اللفظي والجسدي والجنسي لهما آثار سلبية على صحة ونفسية المرأة وعلى طريقة تربيتها لأبنائها، وفي الغالب يؤدي ذلك لمشاكل أسرية تنتهي بالطلاق عادة، وفي بعض الأحيان تبدأ دائرة المُعنف بأهل الزوج على الزوجة، وتنتهي بالزوج، أو العكس، وأضافت أن من أهم أسباب العنف هي قلة التعليم وسوء الوضع الاقتصادي ، وعدم وجود آليات للتعامل مع زوجة الابن فالبعض يعتبرها دخيلة على العائلة .

آلاء، قررت الابتعاد عن هذا المحيط الاجتماعي واشغال وقتها، وكحل جزئي قررت بمساعدة زوجها وأمها أن تكمل دراستها الجامعية، تكفلت والدتها بدفع رسوم السنة الأولي لها من دراستها الجامعية وساندها زوجها لتتخطى جميع العقبات، ولا زالت تكافح من أجل حياة كريمة لها ولأبنائها.

** تم انتاج هذه المادة في إطار مشروع “أوقفوا العنف ضد النساء” الذي ينفذه مركز الاعلام المجتمعي (CMC) بالشراكة مع الأمم المتحدة الاستئمانية لانهاء العنف ضد النساء (UNTF)

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى