ذوي الاسرى يرووا وجعهم في غياب ابنائهم

تنزيل (2)

اميرة الزبيدي – cmc

بين والد فقد نجليه  وثالثهما في غياهب السجون ، وأم خمسينية تصوم وتفطر على فراق قرة عينيها منذ 22 عام ، وأطفال لم يداعبهم والدهم منذ 11 عام تتجلى معاناة الفلسطينيين من ذوي الأسرى الذين تسرق سجون الاحتلال الصهيوني أعواماً من أعمارهم بعيداً عن أهلهم وذويهم.

اليوم نروي حكايات واقعية ليست من وحي الخيال أو مستوحاة من الافلام بل واقعية تعيشها مئات الاسر الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية.

وفي السنة ذاتها اغتيل ابنه الاكبر حسني عبر استهدافه بصاروخ اطلقته طائرة صهيونية صوب بيت كان الشهيد يمشي بجواره ،ليبقى لأبو حسني ولده الوحيد الأسير “علي” الذي أصيب خلال التحقيق بنزيف حاد في المعدة و مازال يعاني منه حتى الآن .

ويروي أبو حسني أول زيارة لزوجته داخل المعتقل لرؤية ابنها بعد تسع سنوات بأنها أصيبت بالإغماء جراء الصدمة لاسيما وملامح الكبر بدت عليه  ، وحالته الصحية تزداد سوء بسبب الاهمال الطبي والظروف اللاإنسانية التي يعيشها ورفاقه الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني.

و من بين معاناة عائلة الصرفيتي و معاناة عوائل أسرى آخرين لا حصر لها ، هناك محمد ومها وميسا أطفال محرمون رؤية  والدهم منذ 11 عاماً لذا  لم يحظوا بمشاعر الابوة  وقت المرح و الغضب كباقي الأبناء العاديين وكل هذا فقط لأن الاحتلال اختار والدهم أسامة أبو عسل ليكون معتقلاً في سجونهم الظالمة.

. تقول والدة أسامة :” ابني أسامة اعتقل في 2003/6/4 وحكم عليه بالسجن 22عاماً لمقاومة الاحتلال الصهيوني ،وعندما بلغت 60عاماً سمحوا لي بأن أزوره واحتضنه لمدة دقيقة لأخذ صورة معه ، وسرعان ما التقط المصور الصورة حتى انتزعه السجان من بين يدي وأخرجوه قبل أن أقبله أو أتأمله وحتى دون أن أودعه” .

وأضافت باكية:” في كل مرة أتذكر هذه اللحظة أشعر بنار الشوق والحسرة على ولدي تكوي قلبي ، و أتمنى من الله أن يقر عيني برجوعه إلى بيته و أطفاله عما قريب “.

هذه القصص -وغيرها كثير مما لا تكفيه السطور ليست أساطير خيالية نرويها لأطفالنا بل هي ملاحم واقعية يعيشها كل بيت فلسطيني ، و يسطرها الأسرى و ذويهم ،الذين تقف سلاسل السجان و قيوده بينهم و بين سنون عمرهم التي كان يجب أن يقضوها وسط عائلاتهم  ومع أطفالهم ، و ليس في ظلمات السجن و قهر السجان .

الرابط المختصر : http://ywjournalists.org/ar/?p=205

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى