حكاية مدمن بدأت بسيجارة وانتهت بمصحة للإدمان

زينة حبوش – CMC – “يدخلون حياتنا بطريقة سحرية يشعرونا وكأنهم ملائكة على الأرض يسيطرون علينا بشكل كلي يجعلوننا نخضع لأفكارهم قناعتهم وأسلوب حياتهم” عبارة اختصر فيها الشاب أحمد.ه حياته مع رفقاء السوء وتناوله المخدرات.

بدأت رحلته مع المخدرات حينما كان في الثانوية العامة وعرض عليه صديقه سيجارة أثناء الدراسة ليلة امتحان الرياضيات وذلك لتعدل مزاجه وتجعله يركز في الدراسة أكثر ، فهو لم يشك يوما بصديقه الذي اتخذه اخا له فهم يقضون نهارهم سويا ويعرف عنه أكثر من ذويه.

*** الروتين اليومي

وكان يقضي أحمد وصديقه يومهم برفقة اقارنهم داخل احد المطاعم يوميا في دولة الامارات فيطلبون الشيشة  والسجائر ويتحاورون في كثير من الامور وقبل موعد الامتحانات يذكر أحدهم موعدها ساخرا “رفعت الأقلام وجفت الصحف”.

ورغم اجتياز الاصدقاء امتحانات الثانوية العامة بصعوبة إلا أن غالبيتهم نجحوا فقرروا الاحتفال بطريقتهم حتى وزع أحدهم حبوب الاترمال التي جعلتهم يشعرون بالسعادة بشكل هستيري وفق قوله.

روى الشاب أحمد بأن حبة أترمال قلبت حياته رأسا على عقب فقد طلب في اليوم الثاني حبوب اخرى تجعله سعيدا اكثر ، لكن الامر لم يكن كما اعتقد فقد وصل ذروة السعادة مرتين وبعدما كان يتعاطى ليكون بخير ويمكنه الوقوف على أرجله .

حبات الاترمال حولت حياة الشاب من شخص رياضي اجتماعي إلى لص يسرق ينهب حتى وصل لمرحلة تعاطي الكوكايين والهروين فأصبحت وجبته الرئيسية التي تغنيه عن طعامه وشرابه ، الامر الذي اضطره مرارا لتعرض حياته للخطر والحصول على مخدرات فقد عمل في الانفاق والتهريب عبر البحر ليوفر المال .

بقي أحمد يتعاطى المخدرات شهور عدة حتى اكتشفت والدته السر الذي يخفيه عنها ، ففي أحد الايام كانت أمه تقلب ملابسه لغسلها حتى وجدت داخل احد سراويله الكوكايين حت صدمت ووقعت مغشيا عليها .

لم يسعف الشاب أمه فأخذ منها المخدر وذهب إلى الحمام ليأخذ الحقنة ومن ثم عاد لينقذ والدته، موضحا أن كشف أمره أمامها جعلته يغير حياته في الوقت الذي لا ينفع فيه الندم.

وذكر أنه خلال اقامته في دبي حاول العلاج ليشفى من السم القاتل فذهب للعديد من المصحات لكن لم يهتموا به كون هدفهم كسب النقود لا غير مما اضطره لترك العلاج والعودة إلى الحبوب المخدرة.

عودة المدمن احمد إلى قطاع غزة قلبت حياته رأسا على عقب فقد قررت العلاج نهائيا والتحق بمصحة للإدمان شمال قطاع غزة فوجد فيها  العائلة الحاضنة التي يبحث عنها ، فأصبح يتلقى العلاج ويتحسن بشكل ملحوظ.

ونصح نهاية اللقاء الشباب بكلمات بسيطة ” أوعى تفكر الادمان بخليك بنى ادم (..) حبة اترمال بتخليك تخسر كل شيء حلو حواليك”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى