في الحرب .. رحل أبناء عمي شهداء

محمد لافي – CMC

قبل ان أكتب أي كلمة فكرت كثيرا  في موضوع قصتي في الحرب ,احترت من أي مشـهد أبـدأ ..سرحت قليلا بالأفكار والمشـاهد المؤلمة التي مرت علينا خلال العدوان الاخير على غزة.

بداية أسكن في مدينة رفـح سكان المنطقة الحدودية  ، عمري كعمر كاهل وأكبـر رأيت من الحروب والمجازر ما يكفيني لأبلغ هذا العمـر (..) أتمنى العيش بأمن وطمأنينة بين اهلي.
6/7/2014 .. أول يـوم من  الكـارثــة التي سموها الجرف الصامد والبنيان المرصوص أو العصف المأكول ,, تعددت الأسمـاء والـموت واحد  حرب شعواء علي ابناء شعبنـا لم ترحم لا شجر ولا حجر ولا بشـر ولا حيوانات .

بدأت قصتي صبـاح يوم الجمعة 1/8/ 2014  اليوم  الأسـود علي مدينتي يوم يقشعر له الأبدان والأنفس ، فقد أعلن الجيش الإسرائيلي تهدئة من طـرفين وبدأ النازحون بالعودة الي بيوتهم وهم يشعرون بالأمان ، لكن العدو خرق التهدئة بشكل مفاجئ  وباغتت قذائفه الاّمنين في بيتوهم علي المنطقة  الحدودية وحاصرهم الطيران بالصواريخ وصب حقده عليهم .

لم أنم أكثر من 24 ساعة وعندما أعلن العدو التهدئة قررت أن اغفوا قليلا لأرتاح قليلا ، غفت عشر دقائق حتى نهضت مفزوعا عند سماع أول صوت لانفجار ضخم ظننت أنه بيتنا قصف. وبمجرد أن نضهت كانت القذائف تنهال على الحي من كل حدب وصوب ولم أسمع وقتئذ سوى صوت إمي وأهلي يصرخون من شدة الرعب والخوف .

مشهد لن أنساه طوال حياتي (..) قذائف بالعشرات تنهال علي المخيم  يعقبها انفجار ضخم جدا على اثره سقطت ارضا وارتطم رأسي ، لكني حاولت الوقوف لأرى ما يحدث في الخارج حتى وجدت الفاجعة أبناء عمي جميعهم مخضبين بالدماء ارتقوا شهداء .

وفي يوم اّخر من الأيام السوداء علي مدينة رفح لن أنساها حينما استشهد صديقي أحمد زنون كنت قد حادثته  ليلة استشهاده ولم أكن اعلم انه ذاهب لينفذ عملية بطولية بعدها بيوم.

لم يكف الاحتلال عن حقده بل راح يغتال طفولة في بيت جيراننا عندما قضى كل من الطفلين محمد وأمل عويضة شهداء وهم يتفقدان عصفوهم فترصد لهم الاحتلال وضربهم بقذيفة مزقت جسدهم.

لازالت رائحة أجسادهم المحروقة تحاصر أنفي ، بينما تغريدات عصفورهم الصغير لازالت تطرب اذني .

تلك قصتين من عشراّت القصص الكثيرة التي عشتها طيلة أيام العدوان، فنحن جيل لازال يكافح لنيل الحرية ، فلا يهم كم يسقط منا من الشهداء والجرحى فهدفنا السلام وتحرير الارض المقدسة.

الرابط المختصر : http://ywjournalists.org/ar/?p=378

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى