“صوتك ملكي “

غزة – cmc- ابتهال شراب || في مجتمع تقف فيه العادات البالية نداً للقوانين، لتصل الهيمنة الذكورية إلى حد انتهاك حق النساء في التعبير عن أنفسهن، وانصياعهن مكرهات لرأي رجل البيت سواء الزوج أو الأخ أو الأب، وووما بين ضمان الحق في التعبير أو الحرمان من الاستقرار الأسري يكون اختيارهنّ على مضض الإبقاء على الحياة الأسرية والتخلي عن أبسط الحقوق كالتعبير عن الرأي.

السيدة الثلاثينية إسلام محمد متزوجة وأم لأربعة أطفال، أرادت أن تمارس حقها في الانتخابات لأول مرة، حيث أجرت بلدية خانيونس مؤخراً انتخابات لجان الأحياء في كافة المناطق السكنية لاختيار ممثلين في البلدية عن الأهالي.

جاءت مع زوجها تعلو ملامحها الحماسة لخوضها تجربة الاقتراع لأول مرة، وصلا قاعة الاقتراع؛ فانتخب الزوج وعاد ليأخذ رقم زوجته لينتخب عنها مرة أخرى، بادرته مراقبة اللجنة بقولها “عذراً ألم تنتخب؟!، أجاب نعم ولكن الآن دور زوجتي، فأخبرته أن على زوجته الانتخاب بمفردها ولا حق لك أن تؤثر على رأيها، فما كان من الزوج إلا أن حلف يمين الطلاق على زوجته إن لم تنتخب من يريد هو، مصرحاً بأن زوجته ملكه وصوتها أيضاً ملكه.

استاءت السيدة إسلام من تصرف زوجها؛ وصوتت لمن يريده، متنازلةً بذلك عن حقها في التعبير مقابل أن تعود لأطفالها ولبيتها، وأرغمها زوجها لتصوير ما سجلته بالورقة ليتأكد أنها انصاعت لأوامره أم لا.

تقول إسلام: “قد يعتبر البعض أنّ هذا موقفٌ عابر؛ وأن السيدة العاقلة تتصرف كما تصرفت أنا، ولا تنجر وراء المشاكل كي تعيش وتستمر الحياة الزوجية، إلا أنني بعد تكرر مثل هذه المواقف بتُّ أرى أنني معدومة الشخصية ولا كيان لي، فقمعه الدائم لي في أي نقاش يحدث في البيت بقولي “شو فهمك أنتِ؟” أمام أطفالي وأمام الآخرين، وهو ما يخلق في قلبي الغصة والشعور بالخنقة ويشعرني أنني محرومة من أبسط حقوقي”.

وكل ماحاولت أن أغير من طريقة تعامله معي ليحترمني ويحترم حقوقي فلا أجد منه إلا الضرب ونعته لي بألفاظ سيئة، فأُفضل الصمت عن الخوض بمثل هذه النقاشات مرة أخرى، أما هو فيعتبر ذلك انتصار، ونصرة له”.

تجدر الإشارة إلى أنه من ناحيةِ حقوقية وقانونية فإن الحق في التعبير مكفول في العهد الدولي لحقوق الإنسان لكل البشر دون تمييز بسبب الجنس أو اللون أو العرق.

وفي مقابلة مع الحقوقي، محمد أبو رحمة للتعقيب على هذا الموضوع، أكد أن ما حدث للسيدة إسلام يعد انتهاكاً صارخاً وواضحاً لحريتها وحقها بالتعبير عن الرأي المكفول في كل القوانين الدولية، ولكن نتيجة لما نشهده من واقع صعب وهيمنة بعض الذكور ففي حالاتٍ عديدة تضطر المرأة للسكوت عن حقها مقابل المحافظة على حياتها الزوجية.

ويضيف أبو رحمة: القضاء على مثل هذه الحالات يكون من خلال التمكين الاقتصادي للسيدات، وتوعيتهنّ بأن صوتك حقك وملكك لا ملك أحد حتى وإن كان زوجك.

صدرت هذه القصة ضمن مشروع ” الشابات يناصرن حقوقهن كحقوق انسان” @2018

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى