مركز الإعلام المجتمعي ينفذ سلسة ورش عمل حول محو الأمية الرقمية
غزة-مركز الاعلام المجتمعي (CMC)
نشهد تطورا تكنولوجيًا كبيرًا بين الفينة والأخرى، تتجلى في التطبيقات الجديدة تبعاً للتطورات الرقمية في العالم، لذلك يتوجب الاستفادة منها بالطريقة الصحيحة وتقييم المعلومات والرسائل الإعلامية، التي تحتاج إلى وعي المتلقين وقدراتهم على التعامل مع الإعلام الرقمي، واستخدامها بشكل آمن بما يضمن الحفاظ على معلوماتهم الشخصية.
ولمواكبة هذه التطورات التكنولوجية واستخدامها من قبل النساء والشابات بشكل آمن، ويحافظ على أمنهن الشخصي بالتركيز على حمايتهن من العنف الاليكتروني، ينظم حاليا مركز الإعلام المجتمعي (CMC) خمس وعشرين نشاطًا للتوعية ضمن أنشطة مشروع ” تشجيع محو الأمية الرقمية بين النساء والفتيات في قطاع غزة” بالشراكة مع مؤسسة (WACC).
ونتجت هذه الورش للتوعية، عن دورة تدريبية استمرت ثماني أيام، تلقتها (25) متدربة من الشابات الإعلاميات اللواتي تم اختيارهن من كافة المناطق في قطاع غزة.
وعن هذا المشروع قالت أ. عندليب عدوان مديرة مركز الإعلام المجتمعي:” أن المشروع يهدف إلى بناء قدرات خريجات الإعلام على استخدام منصات الوسائط الرقمية، بشكل آمن للدفاع عن حقوق المرأة ومناصرتها، كما سعى إلى تمكين المشاركات من معرفة حقوقهن الرقمية وأهمية الحفاظ عليها في حياتهن العملية، من خلال إدخال مفهوم التربية الإعلامية إلى جنب التربية التكنولوجية “.
وبينت إلى أنه تم استثمار كفاءة الإعلاميات وقدراتهن بالشكل الصحيح لتوعية أقرانهن حول آليات الحماية الرقمية، ومفهوم التحرش الرقمي وأنواعه وكيفية مواجهته وأساليب حماية الحسابات الشخصية.
وأضافت عدوان:” تم تدريب الخمس وعشرين خريجة من الإعلام ليصبحن مدربات في مجال الحماية الرقمية ونقل هذه المهارة للأقران من الشابات في المناطق المهمشة، حيث أكسبهن التدريب، المهارات والخبرات والمعرفة للتعامل مع المعلومات المنشورة عبر الوسائط الرقمية والوصول إليها وتقییمھا وتحلیلھا والتحقق من صحتها والتواصل عبر المنصات الرقمية بشكل آمن”.
وأوضحت أنه تم إصدار دليل رقمي واكب إعداده عملية التدريب شمل (الحقوق الرقمية، أشكال العنف الاليكتروني، وأساليب الحماية الرقمية، وغيرها من الموضوعات ذات العلاقة)، كما تم إنتاج فيلم تعليمي حول ذات الموضوعات، وحاليًا يتم نقل المعرفة والمهارات والقدرات من قبل المتدربات لأقرانهن في المناطق المهمشة.
تعزيز الثقافة الإعلامية
ومن جانبها أكدت سميرة زعرب التي شاركت في التدريب واستفادت منه وتشارك حاليا كمدربة للأقران، أن هناك حاجة للتعامل مع الأمية الإعلامية الرقمية من خلال تعزيز الثقافة الإعلامية لدى أفراد المجتمع، لتجنب التعامل العشوائي مع المحتوى الإعلامي المنشور عبر منصات الإعلام الرقمية، ما يؤدي إلى الخروج بنتائج وتحليلات وهمية.
هذا ما تحاول زعرب إيصاله لأقرانها من الشابات في المناطق المهمشة، إذ أن تطور وسائل الإعلام والاتصالات والتكنولوجيا الحديثة، جعلت الحصول على المعلومات وتحليلها، يعتمد بشكل كبير على وسائل اتصال وتقنيات مختلفة، لذلك فهي تساهم في تشكيل الوعي الإعلامي للفرد، وفق قولها.
وأضافت:” لذلك كان هناك إقبال على ورش العمل التي أنجزتها خلال الفترة الماضية، فهناك أمية حقيقة في المحتوى الرقمي، والقدرة على استخدام وسائل الإعلام الاجتماعي، لا تعني وجود ثقافة إعلامية بالمفهوم الرقمي كما لا يوجد ثقافة مجتمعية للحفاظ على الحسابات في التواصل الاجتماعي، بحيث تحفظ خصوصية الأشخاص وأمنهم”.
وتسعي زعرب كذلك إلى تعريف المشاركات في الورش بالأمن الرقمي وأهميته في حياتهن ليتمكن من معرفة حقوقهن الرقمية ويتزودن بالمعرفة القانونية وأيضا بالمعلومات حول طبيعة الانتهاكات التي تتعرض لها المرأة في قطاع غزة.
التدريب تحتاجه فئات أخرى
وفي نفس السياق تؤكد حنان صيام المنسقة الميدانية للمشروع وعضو الجمعية العمومية لمركز الإعلام المجتمعي (CMC)، أن هناك قبولًا واستحسانًا من المشاركات من الطالبات والخريجات في التدريب، حيث طبقت المتدربات ما اكتسبنه من معلومات بشكل عملي على هواتفهن النقالة لحماية حسابتهن على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأضافت:” وجدنا استجابة وارتياح في التدريب كون المتدربات لأول مرة يتلقين مثل هذا التدريب، وقد طالبن بضرورة تنفيذ ورش أخرى في نفس المجال خلال الفترة القادمة”، منوهة إلى أن برامج الدعم النفسي والمجتمعي في المؤسسات والجمعيات التي تم تنفيذ ورش التوعية بها طالبوا هم كذلك، بتوسيع شريحة الفئة المستهدفة لتشمل ربات البيوت والشباب كون أن الأمية الرقمية سبب في حدوث العديد من المشاكل الأسرية.
ولا تخفي المشاركات بعد انتهاء ورش التوعية، سعادتهن بالحصول على تدريب متميز سيساعدهن في حماية حساباتهن على وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدات أن المدربات كن يتمتعن بالفهم الكامل للمحتوي التدريبي ولديهن قدرة على الإبداع في الطرح وإيصال المعلومات لهن بشكل نظري وعملي سلس ومبسط.
ويذكر أن مركز الإعلام المجتمعي (CMC) هو مؤسسة أهلية تعمل في قطاع غزة ويسعى لتطوير دور الإعلام في تناوله للقضايا المجتمعية، وتعزيز قيم الديمقراطية والمساواة وثقافة حقوق الإنسان، مع التركيز على قضايا المرأة والشباب وتسليط الضوء عليها بشتى الوسائل الإعلامية وضمن النهج القائم على حقوق الإنسان.