الشباب زهور تذبل من الواقع

images (6)

ماجد محيسن – CMC

اعتاد الشاب على إبراهيم – 23 عاما- الجلوس ليلا خلف شاشة الحاسوب يقلب صفحات الانترنت وهو يحتسي فنجان قهوته ويستمتع إلى الأغاني التي تذكره بالماضي ، فهو يقضى جل وقته ما بين صفحات الانترنت و النوم هربا من الواقع الذي يعيشه فقد تخرج منذ عامين ولم يحصل على فرصة عمل رغم محاولاته الحثيثة.

ويعبر الشاب عن وضعه قائلا بنبرة احباط :” غالبا يكون نهاري إلى ليل والعكس (..) أحاول نسيان الوضع الذي اعيشه فأصدقائي بعض منهم يعمل واخر ينتظر مثلي مما يضطرنا لتضيع وقتنا عبر الفيسبوك ومشاهدة بعض الافلام الكوميدية” .

ليس وحدة من يعاني من ضيق الحال والهروب من الواقع فهنا في حي الشجاعية يجلس محمد محيسن -27 عاما- على عتبة بيتهم طيلة الوقت يتلقى التحيات من المارين وفي يده هاتفه المحمول يحدق النظر عليه فتارة يلعب واخرى يتحدث إلى اصدقاءه في الخارج .

يقول بابتسامة تفاؤل :” انهيت دراستي منذ 2006 ولم احصل على فرصة عمل بعد ، لذا دوما فكرة السفر تراودني كما فعل اصدقائي “، متابعا : لا اريد أن اعمل لشهور قليلة تحت نظام البطالة فمن حقي ايجاد ما يناسبني لأتمكن من تأسيس عائلة لي “.

حكاية محمد تشبه حال الكثير من الشباب في الوقت الحالي لاسيما في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي تحبط الشباب وتحرمهم من ممارسة أبسط حقوقهم مما يدفعهم الى الهروب من واقعهم المؤلم.

*** مواجهة الواقع

بملامحها البريئة روت الشابة أسماء . ص حكايتها بعد انتهاء دراستها الجامعية راحت تبحث عن فرصة عمل تناسب تخصصها (ادارة اعمال) لكن دون جدوى ، الامر الذي اضطرها لقضاء ساعات طويلة على الفيسبوك مما اوقعها في فخ المخدرات عبر صديقة اشتكت لها من صداع في راسها .

سارعت الصديقة بزيارة أسماء ومنحها بعد الاقراص المهدئة التي ادمنت عليها فيما بعد ، وباتت لا تستطيع التخلي عنها رغم ادراكها فيما بعد أنه أترمال فأصبحت تشتريه لتهرب من مشاكلها اليومية مع ذويها .

اكتشف شقيقها تعاطيها الاترمال فما كان منه سوى أن ضربها حتى افقدها الوعي لتنقل الى المستشفى ويكتشف الاطباء ادمانها ومن ثم حولت للعلاج حتى تماثلت للشفاء.

حكايتها لم تنته بعد شفاءها فقد سعت جديا في البحث عن فرصة عمل حتى وجدت واصبحت تكسب المال بحسب قولها.

وللتعرف على أسباب هروب  الشباب من واقعهم يقول الاختصاصي النفسي فضل أبو هين :” الشباب يعشوا في أزمة لا يستحقوها فهناك الكثير من المشاكل والازمات التي تجعلهم يهربون من الواقع مثل مشكلة الحصار والانقسام  السياسي والكهرباء والبطالة والفشل”، موضحا ان المشكلات السابقة  هيأت مناخ الهروب للشباب وكانت سبباً في عدم تحقيق الذات .

ويشير أن الصواب يكمن في مواجهة الإنسان للواقع وتعامله معه بصورة طبيعية بدلا من الهروب مما يسبب  تداعيات سلبية  على حياة الشباب منها إضاعة الفرص ،الى جانب الأمراض النفسية كالإحباط والقلق وزيادة معدل الجرائم ، ولجوء بعض الشباب إلى تعاطي المخدرات وتوتر العلاقات بين الشباب وأسرهم.

وفي ختام حديثه نصح أبو هين الشباب بالبحث عن فرص عمل تحقق ذاتهم ، وممارسة الهوايات الخاصة بهم وتفعيل روح المنافسة الشريفة فيما بينهم وتنشيط العمل المجتمعي والعمل التطوعي الذي يعزز الانتماء لديهم للمطالبة بحقوقهم المشروعة ، داعيا في الوقت ذاته الاهالي إلى احترام أبنائهم ومساعدتهم للخروج من أزمتهم .

الرابط المختصر : http://ywjournalists.org/ar/?p=196

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى