اجبار الابناء دراسة تخصصات معينة قد يعيق تخرجهم
زينة حبوش , حسام السويطي – CMC
يرسم الطالب هدفه ويخطي نحوه بمواصلة مسيرته التعليمية , لتكتمل رسمته إلى أن يصل للخط الفاصل تتلاشى وتختفي بعد اجباره بنهاية اعدها له والديه ليصبح اما طبيبا او مهندسا بدلا من أن يكون صحفيا او معلما كما يهوى.
حالات كثيرة داخل مجتمعنا الغزي يسيطر فيها الاهالي على ابنائهم واجبارهم على دراسة تخصص جامعي لا ينسجم مع رغباتهم .
*** التخصص الجامعي
استمعنا الى الشاب محمد .ص فقد روى أنه ومنذ الصغر كان يحلم بأن يكون صحفياً كبيراً ليخدم بلده ويقدم لها ما حلم به من خلال دراسته للصحافة، موضحا أنه أنهى دراسته الثانوية بمعدل 85% من القسم العلمي .
وبمجرد أن قرر التسجيل في القسم الذي لطالما حلم به اصطدم برفض والده وفرضوا عليه دراسة الهندسة ، حاول رفض مطلبهم لكن دون فائدة مما جعله يرضخ لهم ويلتحق بكلية الهندسة.
ويصف علاماته في أول فصل دراسي له بالمتدنية فهو بالكاد نجح بمادتين مما مكنه من اعادة الالحاح على ذويه ليقبلوا نقله لقسم الصحافة لكنهم رفضوا ذلك ، مما اضطره للتحويل دون علمهم لمدة عام كامل حصد اعلى العلامات وتخرج بتفوق واصبح صحافيا نشيط في الميدان.
صدم ذويه حينما سمعوا اسمه الاول على دفعته حتى اقتنعوا بموهبته وشجعوه على مواصلة حلمه.
أما الطالب هشام 24 عاما حصد معدل 93% في الثانوية العامة ، استبشر خيرا واراد الالتحاق بقسم اللغة الانجليزية الا أن ذويه رفضوا ذلك كونهم يرغبون ان يلتحق بقسم التحاليل الطبية ، بعد اجباره وتهديد استجاب لهم ولازال يجلس على مقاعد الدراسة.
يعلق هشام بالقول :” تخرج زملائي ولازلت اجلس على مقاعد الدراسة (..) لا أرغب باستكمال التخصص رغم حصولي على علامات عالية لكني لا احب العمل في هذا المجال”.
الاختصاصي التربوي نادر أبو شرخ يرى أن اجبار الابناء على دراسة تخصص معين لا يترتب عليه سوى نتائج سلبية كتدني تحصيلهم الدراسي والتأثير على نفسياتهم وشعورهم بالإحباط و الاكتئاب ، لافتا إلى انه قد يتسبب في إفساد حياتهم كلها وتعاستهم وأحياناً إلى فشلهم في الحصول على الشهادة الجامعية.
وذكر أن الاختصاصيين التربويين يوصون دوما بضرورة توجيه الأهل لأبنائهم نحو الاختيار الأفضل والذي يتوافق مع احتياجات سوق العمل ويحقق طموحاتهم ويتناسب مع قدراتهم الدراسية من خلال النقاش لا بفرض الراي ، داعيا إلى ضرورة أن يراعي الأهل الفروق الفردية بين الأبناء في المستوى العلمي والتحصيلي حتى لا يخفقون في الدراسة.
في النهاية ربما تكون قرارات الاهالي الاجبارية لأبنائهم افضل وأكثر تناسباً , يكتشفون نجاحها فيما بعد .
الرابط المختصر : http://ywjournalists.org/ar/?p=177