شباب يتحدون الحصار والانقسام بأحلامهم
عبد الرحمن نصار, ختام الجيار – احلامهم وأفكارهم لم تجد السبيل لترى نور الشمس بسبب الواقع المرير الذي يعيشونه , أحدهم اراد السفر والأخر وظيفة ليعيش منها , وذاك الذي يجلس مهموما ممسكا بيده السيجارة يستمع إلى الأغاني وبمجرد الاقتراب منه لسؤاله عن حلمه كانت كلماته ” شوفت الليلة حلم بيلمس بلا ما احكيه وتخاف ” مع ضحكات استهزاء وسخرية من السؤال.
احلام الشباب تختلف فمنهم من يرضى بواقعه ويسعى للأفضل واخرون يتذمرون دون فعل شيء يرضي طموحاتهم ، حال الطالبة بسمة السمك -19 عاما- يختلف عن سابقها فهي تدرس العلوم السياسية ولديها تحدي واصرار للوصول الى ما تطمح اليه.
ببسمتها المتفائلة تحدثت بأنها تحلم بالسفر لاستكمال دراستها ، رغم الوضع المأساوي لمعبر رفح الا انها متمسكة في حلمها لتكون اسما بارزا في بلدها يحتذي بها من في عمرها .
طموحات الشباب لا حدود لها فقد كان ذلك جليا خلال اعداد التقرير الصحفي ، ففي السطور التالية احلام سترى النور واخرى معلقة لعدم اهتمام ذوي القرار بتنفيذها والاخذ بيد الشباب للارتقاء نحو الافضل .
*** اكتشاف مواهبهم
و إلى حلم جديد راود يوسف الشاويش – 21 عاما – وهو الوصول إلى العالمية بتصميم الالعاب والبرامج والمواقع الالكترونية ، فبدء بأول الخطوات والتحق بكلية تكنولوجيا المعلومات.
وعن سبب اختياره لتخصصه الجامعي ذكر بأنه يعشق الانترنت وألعاب الفيديو واختار تخصصه ليصقل مهاراته كي يحقق ما يطمح اليه ليكون له بصمة ذات قيمة في عالم الالكترونيات ويذكر على كل لسان من مستخدمي الانترنت .
ولام الشاويش وزارة الشباب التي لا تعمل على اكتشاف مواهبهم والعمل على تدريبهم وتوفير البيئة المناسبة لأفكارهم وتطبيقها كي يظهروا للعالم انهم موجودين .
الابداع والتميز مصطلحات تصاحب الشباب لتحقيق احلامهم كحال الطالبة بسمة الريفي الملتحقة بقسم الصحافة والاعلام فقد اختارت تخصصها لإيمانها بشخصيتها البارزة بين اقرانها ، موضحة بانها لن تجلس في البيت تنتظر فرصة عمل بل ستخرج للبحث عن عمل يناسب طموحها.
وذكرت أن الانقسام أثر على الشباب وتسبب في قتل الفرص كونهم يخشون العمل في أية حكومة بسبب عدم ديمومتها في حال وقعت المصالحة ، متمنية أن ينتهي الانقسام لتكوين كوادر جديدة.
*** القيادة الشبابية
وللحديث عن طموحات الشباب وكيفية بلورتها لتصبح واقعا ذكر نعيم الغلبان الاختصاصي الاجتماعي ان هناك معوقات عديدة تقف امام احلام الشباب لكن العقل المدبر والمفكر يستطيع ايجاد الطرق البديلة للوصول الى مبتغاه.
ولفت إلى ان الانقسام السياسي والحصار عقبة فرضت على الشباب لذا عليهم بذل الجهد لإبراز قدراتهم وإبداعاتهم , داعيا اياهم التمرن على مثل تلك الظروف الصعبة التي مهما طالت لن تستمر من اجل تحقيق انجاز يستفيد منه الشباب ومن يأتي بعدهم.
وأشار الغلبان إلى أن من ينجح في الظروف الصعبة يكون نموذجا رائعا للقيادة الشبابية التي يمكنها تعمير الوطن، ناصحا الشباب الابتعاد عن الشكوى فهي لا تجدي سوى التحطيم واليأس ، بالإضافة إلى ان الحركة والتمرن المستمر دائما ايجابية.
ويقول الاختصاصي الاجتماعي :” على الشباب التصميم على ايجاد وسائل بديلة ليتذوقوا طعم النجاح ,والا يكون لكلمة تحطيم وجود في قاموسهم , والا يقف من يفشل عند محاولاته السابقة عليه التعلم من نقاط القوة والضعف وشحن الارادة للانطلاق من جديد “.
ورغم المعوقات التي تقف في طريق الشباب الا ان اصرارهم وعزيمتهم ستوصلهم الى تحقيق احلامهم وطموحاتهم.