مركز التنمية والإعلام المجتمعي (CDMC) يُطلق مشروع “تعزيز مسار آمن للتواصل الرقمي في قطاع غزة”
بدأ مركز التنمية والإعلام المجتمعي (CDMC) تنفيذ أنشطة مشروع “تعزيز مسار آمن للتواصل الرقمي في قطاع غزة”، وبتمويل من (WACC) .
ويهدف المشروع إلى توفير تواصل رقمي آمن وتعزيز حماية النساء، الرجال، الفتيات، الفتيان، الشباب، والأشخاص ذوي الإعاقة في قطاع غزة من الجرائم الإلكترونية.
يأتي هذا المشروع استجابة لاحتياجات النساء والشباب في الفترة الحالية وما يمر به قطاع غزة من تحديات بسبب الهجوم المستمر من الاحتلال الذي أثر على مختلف مناحي الحياة. وفقًا لإيمان زعرب، منسقة المشروع، فإن “التواصل الرقمي يعدّ من الأساسيات الضرورية في حياتنا اليومية، حيث يُعتبر نافذة تتيح متابعة الأخبار، والتواصل الاجتماعي مع افراد المجتمع من اقارب واصدقاء، وايضا للبحث عن فرص العمل، وتوفير مساحة للتعبير عن المعاناة.”
وأشارت زعرب إلى أن مركز التنمية والإعلام المجتمعي (CDMC) عمل خلال فترة الحرب على تنفيذ تدخلات في مجال الأمان الرقمي، مستثمراً خبرته سنوات طويلة سابقة في نشر الوعي وجسر الفجوة الرقمية داخل المجتمع الفلسطيني مستهدفا النساء والشباب والمراهقين\ات على وجه الخصوص من خلال ورش عمل وفعاليات توعوية تهدف إلى تعزيز تواصل آمن للمجتمع الفلسطيني عبر الإنترنت وحمايته من الجرائم الإلكترونية.
بدأت أنشطة المشروع بتنظيم تدريب متخصص حول الحقوق الرقمية، الأمان الرقمي، ومهارات تدريب المدربين (ToT) استهدف هذا التدريب 20 شابًا وشابة تتراوح أعمارهم بين 20 و30 عامًا من جميع محافظات قطاع غزة النازحين والنازحات في محافظة خان يونس ومواصيها، جنوب قطاع غزة.
وخلال التدريب، تعرَّف المشاركون والمشاركات على مفهوم الأمان الرقمي وآليات حماية الخصوصية والحقوق الرقمية، بالإضافة إلى التصدي للجرائم الإلكترونية، وآليات حماية أنفسهم على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي.
الصحفي وخبير الأمان الرقمي سلطان ناصر جحا، الذي يقدم التدريب، أكد على أهمية الأمان الرقمي باعتباره جزءًا أساسيًا من ثقافة العصر الحديث. وأوضح أن المركز يعمل بشكل متواصل على نشر هذه الثقافة، مشيرًا إلى وجود فريق من سفراء الأمان الرقمي يضم حوالي 100 شاب وشابة، إلى جانب وجود عيادة رقمية تقدم خدمات الدعم لضحايا العنف الرقمي.
كما أشاد جحا بتفاعل المشاركين\ات خلال التدريب، خاصة أثناء مناقشات مجموعات العمل، مشيرًا إلى أن البرنامج يُنفَّذ للسنة الرابعة على التوالي ضمن سياسة المركز لنشر الوعي الرقمي.
وقال جحا:” “إن الأمان الرقمي لم يعد رفاهية أو خياراً ثانوياً في حياتنا اليومية، بل يجب أن يكون سلوكاً أساسياً في كل خطوة نخطوها في العالم الرقمي”.
وأضاف: “كلما تزايدت استخداماتنا للتكنولوجيا، سواء في العمل أو التواصل الاجتماعي أو التسوق، تزداد الحاجة إلى تطبيق معايير صارمة لحماية بياناتنا الشخصية وحساباتنا على الإنترنت”.
وشدد جحا على أن “الأمان الرقمي لا يتعلق فقط باستخدام كلمات مرور قوية أو تحديث البرمجيات، بل يجب أن نكون واعين للسلوكيات الرقمية الخاطئة مثل مشاركة المعلومات الحساسة بشكل غير آمن أو التفاعل مع روابط مجهولة قد تحمل تهديدات. وعليه، علينا أن نضع قواعد ثابتة تضمن لنا الحماية المستمرة ضد أي هجمات قد تضر بحياتنا الشخصية والمهنية.”
ومن الفعاليات والانشطة المترتبة على التدريب أن ينظم المتدربون 15 ورشة عمل تثقيفية وتوعوية في المدارس الثانوية للبنات والبنين بهدف توعيتهم بآليات واهمية الأمان الرقمي واستخدام الإنترنت بشكل آمن.
ضمن أنشطة المشروع، سيعيد المركز طباعة 2000 نسخة من دليل تعليمي حول محو الأمية الرقمية، أُنتِج عام 2020. يحتوي الدليل على معلومات عامة حول الأمان الرقمي، مفاهيم محو الأمية الرقمية، وطرق الاستخدام الآمن للإنترنت.
علاوة على ذلك، سيُطلق المركز حملة مناصرة تهدف إلى احترام الحقوق الرقمية للنساء والفتيات وتعزيز المساواة بين الجنسين في مجال التكنولوجيا من خلال تقديم محتوى متنوع وفعال.
كما يعمل (CDMC) على تطوير دورة تدريبية إلكترونية حول المهارات الرقمية، بحيث تكون متاحة كمورد تعليمي شامل يُقدَّم من قبل خبراء ومتخصصين في المجال الرقمي، مما يعزز مهارات المشاركين ويدعم نشر ثقافة الأمان الرقمي على نطاق أوسع.
يعد مركز التنمية والإعلام المجتمعي (CDMC) مؤسسة أهلية تأسست عام 2007 في قطاع غزة. يركز المركز على تمكين المرأة، الشباب، والإعلاميين من الجنسين، والدفاع عن حقوقهم من خلال توفير منصات مبتكرة للحوار الديمقراطي وترسيخ ثقافة حقوق الإنسان. يُعد المركز رائدًا في تعزيز العدالة الاجتماعية والمواطنة الفعالة، حيث أصدر أول كُتيب حول الأمان الرقمي وأول دليل عن الجرائم الإلكترونية والأمان الرقمي في فلسطين.
يؤكد مركز التنمية والإعلام المجتمعي استمراره في العمل من أجل نشر ثقافة الأمان الرقمي وتمكين المجتمع الفلسطيني بحيث يتمتع افراده بتعامل رقمي أكثر أمانًا على الإنترنت، من خلال أنشطة تدريبية، حملات توعية، وإنتاج موارد تعليمية تخدم جميع الفئات المجتمعية.