طالبات الثانوية..حرية مسلوبة

طالبات الثانوية..حرية مسلوبة وواقع دراسي مرير

غزة- ياسمين ساق الله

مع اقتراب موعد امتحانات الثانوية العامة لم يعد أمام الطالبة نور سامي خيار أخر سوى المكوث في بيتها للدراسة رغم تواصل انقطاع التيار الكهرباء لفترات طويلة تجعلها غير قادرة على فتح كتاب لاستكمال الدارسة .

ضغوط نفسية

عن هذه المعاناة تقول الطالبة بأرق واضح:”اقتراب الامتحانات يجعلني أشعر بالقلق والتوتر وما يزيد هذا الاحساس عدم قدرتي على الدراسة بمكان اخر غير البيت لأنني فتاة ولا يجوز لي الدراسة بالخارج “, لتكمل حديثها :” والدي لا يقبل خروجي الى بيت صديقتي لتوفر الكهرباء لديها لاستكمال دراستي بحجة الخوف عليا لأبقى بالبيت انتظر قدوم الكهرباء وفتح الكتاب للدارسة ما يضيع هذا الواقع الكثير من الوقت لإنهاء دراستي المتراكمة”.

الطالبة سامي تدرس الثانوية العامة قسم الأدبي بمدرسة زهرة المدائن , توضح أنها كباقي زميلاتها يتعرضن لضغوطات نفسية كبيرة مع اقتراب موعد الامتحانات لأسباب عديدة ابرزها تواصل انقطاع الكهرباء بالتزامن مع حرمانهم من حرية التصرف واتخاذ القرار باختيار المكان الملائم لمتابعة دراستهم خلافا لأشقائهم الشباب الذين يملكون كافة الحرية في قراراتهم وأماكن دراستهم سواء ليلا أو نهارا .

وهنا أكدت وملامح الضجر تكسو وجهها الطفولي أن طالبات الثانوية العامة بحاجة ماسة لظروف مناسبة جيدة تساعدهم على الدراسة , لتقول :” لكن نحن نعيش ظروف صعبة وضغوط نفسية متراكمة تجعلنا لا نقبل على فتح الكتب والدراسة رغم قرب موعد الامتحانات وهذه مشكلة تؤرقني كما حال باقي زميلاتي التي اتواصل معهم بشكل يومي لمعرفة أوضاعهن والذين يعانون ذات المعاناة بعدم تمكنهم من مغادرة البيت للدراسة بأحد بيوت زملائها او أي مكان أخر مناسب للدراسة “.

وبسبب أزمة الكهرباء المتواصلة في قطاع غزة لا يصل التيار الكهربائي للسكان سوى ثمانية ساعات يوميا مقابل 12 ساعة قطع ما سبب هذا الأمر في العديد من الأزمات أهمها التأثير النفسي السيئ على المستوى الدراسي لطلبة غزة.

ولم يكن حال الطالبة سامي بالمغاير تماما عما تعيشه الطالبة ليلى بركات ثانوية عامة “أدبي” بمدرسة البراق بغزة , والتي أكدت أنها تعاني ذات المعاناة مع أهلها لحرمانها من الخروج والدراسة مع زميلاتها أثناء انقطاع التيار الكهربائي .

لتقول الطالبة بركات سكان منطقة الكرامة:” لقد رسبت العام الماضي وحملت أربع مواد وكلي أمل أن أتخطى هذا العام وأنجح لكن ذلك يتطلب مني مزيد من الدراسة والراحة النفسية التي افقدتها مع الظروف الصعبة التي نعيشها نحن الطلاب مع انقطاع الكهرباء وعدم وجود مساحة من الحرية للدارسة غير الجلوس بالبيت لا غير”.

ومعاناة اخرى ترويها الطالبة ملك ثانوية عامة “شرعي “, بمدرسة زهرة المدائن والتي ما زال القلق والخوف يسيطر على ملامحها وجهها مع دخول الامتحانات,لتقول:”كنت اتمنى عندما يتم انقطاع الكهرباء أن أخرج مع زميلاتي للدراسة لكن لا يقبلوا أهلي ويفضلون دراستي بالبيت ما يزيد هذا الواقع عبء كبيرا يجعلني أشعر بالضيق وعدم الراحة لإكمال الدراسة”.

حرية كاملة

وفي ظل هذا الواقع المرير الذي يلازم الطلبات وتقييد حريتهم من قبل ذويهم  ,نجدها بالمقابل متاحة بكثرة لدى الطالب اسلام محمد ثانوية عامة بمدرسة فلسطين والذي يكرر مشهد دراسته كل يوم بحمل كتبه الدراسية ليشد رحاله إلى بيت صديقه للدارسة معا نتيجة انقطاع التيار الكهربائي في منزله لساعات طويلة.

الطالب محمد يوضح أن المشكلة الرئيسية التي تلازم طلاب غزة في هذه الفترة تتمثل بانقطاع التيار الكهربائي ما يسبب ذلك عدم تمكنه من الدراسة ما يدفعه الى الخروج كل يوم الى بيوت أحد زملائه لاستكمال دراسة المنهج برفقتهم , ليؤكد أن طقوسه اليومية بذهابه الى الدارسة مع زملائه لا تزعج أهله .

وهنا أكد بضجر أن انقطاع التيار الكهربائي يسبب له ضغط نفسي كبير لتراكم منهج الدراسة , ليضيف:” وما يخفف هذا الضغط سماح أهلي لي بمغادرة المنزل بأي وقت أريده والدراسة مع زملائي سواء في بيوتهم أو أي مكان أخر يجمعنا ,مطالبا الحكومة في غزة بالتدخل لإنهاء تلك الأزمة التي أرهقت كافة الطلبة.

وأجمع هذا الطالب على أن الدارسة تتطلب الوقت والراحة النفسية من أجل أن تقدم عليها , ليقول:”لكن في غزة الوضع مختلف تماما بسبب انقطاع الكهرباء الذي يجعلك غير قادر على فتح الكتب حتى مع دخول الامتحانات “.

وينوه أن انقطاع الكهرباء باليوم لا أكثر من ثمانية ساعات يضيع الكثير منو قت دراستهم , مناشدا الجهات المختصة في شركة الكهرباء بتوفير التيار الكهرباء في هذه الفترة التي تشهد دخول الامتحانات المدرسية والجامعية .

يبدو واضحا من خلال سطور هذا التقرير ومقابلات عديدة مع طالبات الثانوية العامة والطلاب أن هناك مساحة كبيرة من الحرية تمنح للطالب على خلاف الطالبات لاستكمال دراستهم المتراكمة بالتزامن مع الظروف الصعبة التي يعيشها القطاع سياسيا واقتصاديا والتي تؤثر بشكل ملحوظ على نفسيتهم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى