في الليلة الظلماء يفتقد البدر
همام عياش – CMC
البدر الذي يطلق على القمر المكتمل في ليلته الرابعة عشرة لكنه لم يكتمل هذه المرة لوجود الحرب الأبشع والأعنف على هذه الأرض والتي استمرت لواحد وخمسون يومن خلفت عدد كبيراً من الشهداء والجري وكانت سبب في تدمير العديد من المساجد والبيوت والمدارس والمنتزهات وحتي الموتى في قبورهم وحوصر العديد من العائلات ومسحت البعض الاخر من السجل المدني وفي هذه الحرب سمعت وشاهدت العديد من القصص المؤلمة ومن هذه قصة الطفل “بدر” والذي لا يتجاوز السابعة من العمر يمكث في منطقة خزاعة شرقي محافظة خانيونس .
الحرب على غزة خصوصا في هذه المرة ليست كمثلها من الحروب السابقة تسألني لماذا؟ أقول لك: لأنها قامت بإبادة عائلات بأكملها وتم قتل الأطفال بشكل مباشر والنساء أيضا دون تفريق بين الإنسان ولا الحجر ولا الشجر .
تقول إحدى النساء الناجيات من تحت الدمار والقصف “خرجت مذعورة حين سمعت القصف أبحث عن أولادي خوفا عليهم من الموت لأنه قد سبق واستشهد لي ابن من قبل”
خرجت الناس من بيوتها لتحمي أنفسها وتبحث عن الأمان لا تريد أن تموت فاضطرت للهرب واللجوء في احدى المدارس التي كانت وما زالت تتعلم فيها ، أصبحت مكانا للجوء والحماية من الموت .
هنالك أمر محير للجميع وخصوصا عندما تمشي في شوارع القطاع وتسمع القصص التي تقشعر لها الأبدان من بشاعة المنظر في القتل والجثث الملقاة على الأرض والجرحى الذين ينزفون ولا أحد يستطيع الوصول إليهم خوفا من الموت.
ومن هذه القصص قصة الطفل البريء بدر الذي لم يتجاوز السبع سنوات والذي ظلت قصته عالقة في الأذهان بسبب فظاعة المنظر الذي حلّ به من همجية وشراسة العدو، بدر هو الطفل البكر لأبيه الذي يسانده في حمل هم البيت والأسرة .
هرب بدر من الموت بسبب استهداف منزله من العدو الغاصب إلى مكان للإحتماء به، يقول والد بدر: خرجنا نركض وخرج بدر يجري دون أن نعرف أين ذهب، واكتشفنا أن الأشخاص المصابون أكثر من الاصحاء، ثم خرجنا ومشينا في الطريق المخصص الذي كانت تسير فيه الناس وكانت بالمئات، حيث تفاجئت زوجتي بوجود ابني ملقى على الأرض وهو أنس حاتم قديح الملقب ببدر .
يقول أخ بدر الصغير: وجدناه مفتوح البطن.
أصبح بدر الآن ممدد على الأرض والنزيف ما زال مستمرا منه دون أن يسعفه أو ينقذه أحد وفي النهاية بعد عدة تنسيقات طويلة وساعات كانت تمر كالسنين على بدر وأهله تم الوصول لبدر.
كان بدر مشقوق البطن بشكل فظيع ووجهه وجسده ملطخ بالدماء ، يقول بدر للمسعف أريد الماء، طلب بدر الماء لأنه كان عطشان جدا ويريد أن يتشبث بالحياة ليلعب مثل باقي الأطفال ولا يريد الموت، فما كان من المسعف وبحكم انسانيته الا أنه أتى بالماء لبدر رغم معرفته بأنه لن ينجو من الموت
الرابط المختصر : http://ywjournalists.org/ar/?p=442