الخمسينية “نفين”, سلب زوجها أموالها وهرب.

غزة_CMC_هيا بشبش

منزل صغير مكون من غرفة وحمام ومطبخ ، تسكنه “نفين” بعدما تركها زوجها قبل 7 أعوام هي وأبنائها الستة، لتعيلهم بما تجنيه من ممارستها لحرفة الخياطة تقول :” ذهب زوجي مع أخيه المريض كمرافق إلى مستشفى المقاصد في مدينة القدس، على أن يعودا بعد انتهاء فترة العلاج التي من المفترض أن لا تتجاوز العام ، ولكنهما لم يفعلا ”  .

نفين (50 عاماً) من سكان مخيم النصيرات في وسط قطاع غزة، تزوجت  في سن الخامسة عشر، تعلمت الخياطة في فترة الخطوبة من باب التسلية، وكان زوجها عاملاً في مصنع,  ولكنه لم يستمر في عمله ” فهو كسول “على حد تعبيرها، مما دعاها للعمل في حرفة الخياطة لتعيل أسرتها .

تقول : “كان  زوجي دائماً يضربني، مرة ضربني بكاسه شاي، ومرة بعصاية خشب ، وحينما اشتكيه لأهلي يأمروني بالصبر، صبرت لعله يتغير ، ولكنه أخذ مال أبنائي ورحل “.

 وتضيف :” استشهد ابني البكر الذي كان يبلغ من العمر 19 عاماً، ولم يعطِ زوجي للحدث أي أهمية ، كل ما اهتم به هو المال ، فبعدما أصبحنا نتقاضى راتب الشهيد هددني بالطلاق إن لم أتنازل عن حصتي في الراتب، وخوفاً من كلمة مطلقة في مجتمعي, تنازلت”.
” للصبر حدود ” هذا ما أكلمت به نفين حديثها وتتابع: ” زاد ضرب زوجي لي فذهبت لبيت أهلي وطلبت الطلاق، ولكن إخوة زوجي قالوا لأحد أبنائي أن إخوتي هم من أجبروني على طلب الطلاق، مما أغضب ابني فتهجّم على أحد أخواله, بأداة حادة وعدت لبيت زوجي ، خوفاً على إخوتي وأبنائي ، فلا أريد أذية أحد منهم “

وتوضح الأخصائية الاجتماعية أمل بهادر أن سلب ممتلكات الزوجة أو الدخل وإجبار الزوجة على التنازل عن حقوقها وتهديدها بالطلاق في حالة معارضتها ذلك جميعها يؤدي بالزوجة إلى بوابة العنف والتي تبدأ عادة بالعنف اللفظي ، لتتوالى باقي أشكاله من عنف جسدي واقتصادي وجنسي.

 وتضيف:  “يؤدي ذلك دائما إلى تدني مستوى الذات لدى المرأة المعنقة وضعف في الشخصية وأيضا إلى السماح للآخرين للتمادي وتعنيفها مثل أهل الزوج أو الأبناء”, مؤكدة أن جهل النساء بالقانون, وخوفهن من المطالبة بحقهن, يؤثر عليهن بشكل سلبي في استرجاع حقهنّ ووضع حد للعنف الذي يتعرّضن له, فأكثر النساء اللواتي يتعرض للعنف الجسدي يخفنّ التوجه لمراكز الشرطة أو لمؤسسات حقوقية ، وأغلب النساء اللاتي يتعرضن  للعنف الاقتصادي يجلهن حقوقهن المالية”.

 وتتابع بهادر: ” إن جهل المرأة يؤثر أيضا على الأخريات, مثال ذلك الرجل الذي ينظر بعين ناقدة إلى الحالات المشابهة من الزوجات المستسلمات لبطش أزواجهن يجبر زوجته على التنازل عن حقوقها فهو يرى نفسه المالك والمسيطر وهو من يتخذ القرار وينظر للمرأة بأن عقلها ناقص لا تستطيع أخذ القرار”.

تروي نفين, بحسرة:” زارنا زوجي خلال الـ7 أعوام مرتان ، في المرة الأولي ذهب وخطب لنفسه إحداهنّ بما استولى عليه من راتب ابني الشهيد, وفي المرة الثانية جاء لكي يصطحبها معه، دون أن يكترث لحالنا، وأنا لا حيلة لي ولا قوة فبعد هذا العمر, لا أود الطلاق لكي لا يخرجني أهل زوجي, أنا وأبنائي من المنزل ولا حيلة لي إلا رعاية أبنائي ” .

نفين سيدة تكالبت عليها ظروفها وبيئتها الاجتماعية الذكورية, وفقرها وقلة ذات حيلتها بعد نهب زوجها لهم, إضافة إلى خوفها من محاكمة زوجها وحصولها على الطلاق,فإلى متى ستستمر النساء في السكوت عن حقوقهن لإرضاء المجتمع!

** تم انتاج هذه المادة في إطار مشروع “أوقفوا العنف ضد النساء” الذي ينفذه مركز الاعلام المجتمعي (CMC) بالشراكة مع الأمم المتحدة الاستئمانية لانهاء العنف ضد النساء (UNTF)

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى