صيادو غزة .. عين على السنارة واخرى تراقب الاحتلال
زينة حبوش – CMC
عين على السنارة وأخرى تراقب زوارق الاحتلال التي تطاردهم عرض البحر من مكان لآخر ، ما سبق يختصر رحلة صيادو قطاع غزة اليومية لجلب رزقهم من جوف البحر رغم المخاطر التي تحفهم .
طلب الرزق والبحث عنه ليس سهلا فقد ارتقي اكثر من عشرين شهيدا وعشرات الجرحى الصيادين بسبب القذائف التي تطلقها الزوارق الاسرائيلية البحرية .
الصياد الثلاثيني علي أبو حصيرة ورث مهنته عن اجداده ، فقد وصف عملهم في السنوات الأخيرة أنه لا يطاق مع استمرار الحصار البحري ضدهم ومنعهم من ممارسة عملهم بحرية ، مشيرا إلى أن منطقة الستة أميال المسموح لهم الصيد فيها قليلة الاسماك و لا تلبي احتياجات الصيادين ، رغم أن اتفاقية اوسلو تنص على السماح للصيادين بالدخول 20 ميلا في عمق البحر.
وروى الصياد أنهم بمجرد دخولهم للبحر تبدأ زوارق الاحتلال بإطلاق القذائف تجاههم مما أدى لاستشهاد واصابة العشرات من زملاءه أمام مرأى عينه ، مناشدا مؤسسات حقوق الإنسان إلى النظر بعين منالرحمة إلى الصيادين الفلسطينيين وما يعانوه من جرائم من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
حكاية أبو حصيرة تختصر معاناة عشرات الصيادين الغزيين الذي يخرجون من بيوتهم حاملين شباكهم وارواحهم على ذات الكف ، مراسلة الاعلام المجتمعي اعدت التقرير لمعرفة المزيد من معاناة الصيادين.
*** عجز في سوق الاسماك
طرقنا باب مكتب إسماعيل الهسي مدير جمعية الصيادين للحديث عن ابرز الشكاوي التي تواجههم قائلا :” يعاني الصيادون من انقطاع البنزين عند اغلاق المعابر مما يؤثر عليهم عند نزولهم للبحر “، موضحا أنه في بعض الاحيان يكون موسم الصيد غني لكن لا يوجد مخزون كافي من السولار مما يؤثرعلى مستوى الطلب والعرض على الأسماك ويصبح عجز في السوق.
وعن مستوى دخل الصياد أوضح أن الكثير منهم لا يجدون قوت يومهم نتيجة عوامل عدة، أهمها قلةمساحة الصيد المسموح بها، حيث أن تجمع الأسماك والأماكن الغنية لا يستطيع الصياد الدخول إليها جراءالمطاردات الإسرائيلية داخل البحر، داعيا المجتمع الدولي بالوقوف إلى جانب صيادو قطاع غزة المحاصرليتمكنوا من توفر لقمة العيش لذويهم.
وفيما يتعلق بدور الحكومة في غزة مع معاناة الصيادين لفت الهسي إلى أنها تقدم تسهيلات أهمهاتطوير ميناء غزة البحري الذي سهل على الصياد الكثير من الأمور ، بالإضافة إلى أن دولة قطر قدمتمساعدات للصيادين فقد حصل كل واحد منهم على 500 دولار .
وبحسب قوله فإن الحكومة عملت على الحد من الأسماك المصرية التي كانت تغزو أسواق القطاع وبأسعار رخيصة أثرت في السابق على ما يجلبه الصياد الغزي ، إلى جانب دورها في حماية الصيادين وتوفير متطلباتهم.
من جهته تحدث خضر حبوش عضو نقابة الصيادين الفلسطينيين أنهم يسعون لتوفير متطلبات الصيادوالنظر في جميع قضاياهم والعمل على ايجاد الحلول لها، إلى جانب تقسيم المساعدات المتوفرة علىالصيادين .
وذكر أن نقابته تعمل على توفير عمل اخر للصيادين “البطالة” خاصة لمن لا يستطيعوا توفير لقمة العيشجراء ملاحقات الاحتلال وشح السولار اللازم لتشغيل مراكبهم ، لافتا إلى أنهم شباك صيد لكل من يحتاج .
واستنكر حبوش ما تقوم به الزوارق الإسرائيلية التي تطارد الصيادين في مسافة تتراوح من 5-6 ميل وتطلق النيران في الهواء لإرباكهم ، وفي بعض الأحيان يعتدي عليهم بالضرب والشتائم، ويتم اقتحام قواربهم وسكب الوقود على السمك بهدف إلحاق الضرر بالصيادين.
وفي نهاية حديثه أكد على أن حياة الصيادين مليئة بالمخاوف دون عائد يستحق كل ما يتعرضون له من مخاطر.