“الإعلام المجتمعي” ينظّم يومًا ترفيهيًا لدعم الأكاديميات نفسيًا في غزة
مركز التنمية والإعلام المجتمعي – غزة:
“كنتُ بأمسّ الحاجة إلى هذه اللمسة اللطيفة.. “هكذا عبّرت الأكاديمية لينا صبيح عن شعورها عقب مشاركتها في اليوم الترفيهي الذي نظّمه مركز التنمية والإعلام المجتمعي (CDMC)، مؤكدةً أن اللقاء منح المشاركات “فسحة أمل” بعد شهور طويلة من الألم والضغط النفسي الذي فرضته الحرب.
هذا النشاط يأتي ضمن مشروع: “أصوات من أجل العدالة: تمكين النساء المدافعات عن حقوق الإنسان ما بعد الحرب في قطاع غزة”، بدعم من مؤسسة هينرش بُل الألمانية، بهدف توفير مساحة آمنة للأكاديميات للتنفيس النفسي واستعادة التوازن الداخلي بعد حربٍ طاحنة امتدت لأكثر من عامين.
يومٌ واحد حمل الكثير من رسائل التعافي، منح المشاركات فرصة لإعادة التقاط الأنفاس بعد مرحلة مرهقة عاشتها الأكاديميات كجزء من مجتمعٍ واجه الخسارات ذاتها.
نسرين كسّاب، منسقة المشروع، أوضحت أن هذا النشاط “يتجاوز فكرة الترفيه التقليدي”، مشيرةً إلى أنه خطوة حقيقية نحو إعادة بناء الذات بعد الصدمات المتراكمة، وقالت: “الدعم النفسي هو المدخل الأول للتمكين، الأكاديمية التي تتعافى من الداخل قادرة على الإبداع ومواصلة رسالتها التعليمية والمجتمعية بثقة أكبر”.
وأكّدت كسّاب أن تنفيذ هذا اليوم يأتي امتدادًا لجهود مستمرة يبذلها المركز لتعزيز دور النساء الأكاديميات في المجتمع، وتوفير بيئة مهنية مستقرة تحترم احتياجاتهن النفسية ومساحة حضورهن في الفضاء العام.
من جهتها، قالت الدكتورة سارة الوحيدي، استشارية الإرشاد النفسي: “هذا اللقاء منح الأكاديميات مساحة آمنة للتعبير، وتفريغ المشاعر المتراكمة، واستعادة الإحساس بالتوازن والسيطرة. الأنشطة الإبداعية والحركية كانت بمثابة جسر للراحة والأمل”.
وقد تضمن البرنامج سلسلة من الأنشطة المتكاملة: تهيئة نفسية، تمارين تنفّس عميق، كتابة تعبيرية للتفريغ، رسم وتلوين على أنغام هادئة، وصولًا إلى جلسات التأمل والاسترخاء التي عزّزت الشعور بالأمان الداخلي.
وفي ختام اللقاء، عبّرت المشاركات عن أثر النشاط في مسار تعافيهن. قالت الأكاديمية لينا الريزي: “هذا اليوم كنا نحتاجه بشدة… منحنا مساحة للراحة بعد تعب طويل، وأعاد إلينا شيئًا من الحياة”. أما الأكاديمية سامية عبد المنعم فأكدت: “خرجتُ بطاقة إيجابية جديدة. مثل هذه الأنشطة تمنحنا القوة وتذكّرنا بأننا نستحق التعافي بعد كل ما مررنا به”.
يُذكر أن مركز التنمية والإعلام المجتمعي (CDMC) يعمل منذ أكثر من عقدين على توظيف الإعلام كأداة للتغيير الاجتماعي، وتعزيز حقوق الإنسان والمواطنة والعدالة، عبر تمكين الفئات المجتمعية – خاصة النساء – من أدوات التعبير الرقمي والمهني، ولا سيما في البيئات المتأثرة بالأزمات.
