أويس وأطفال حساسية القمح يعانون من عدم توفر الطحين الخاص بهم.
مركز التنمية والاعلام المجتمعي- وردة الدريملي
اكتشفت والدة أويس حالة طفلها مذ كان عمره سنتين، تعب فجأة واستمر بالتنقل بين الأطباء لمدة ستة أشهر، وبقي في العناية المركزة ما يقارب أسبوع، حيث تم تحويله للخارج، لم يستطع أي طبيب تشخيص حالته الصحية، يومًا بعد يوم، جاء طبيب واستطاع أن يشخص حالة أويس بأنه يعاني السيلياك أو ما يعرف “بحساسية القمح”.
أويس الحطاب (3 سنوات)، طفل يعاني من حساسية القمح، تظهر عليه الأعراض مباشرة إذا تناول أي مأكولات، أو أطعمة مضرة بصحته، تقول والدته لمياء:” في حالة طفلي تظهر آلام شديدة كالمغص، الإسهال، والاستفراغ، وفي بعض الأحيان حبوب حمراء في وجهه، هنا أدرك أنه تناول طعامًا يحتوي على الغلوتين، وإذا تطورت الأعراض يصبح لديه انسداد في الشهية، ويبدأ بفقدان صحته.
وتضيف والدة أويس:” أتبع مع أويس حمية غذائية، حتى لايفقد جسده الصغير العناصر الغذائية المهمة، فأعوضه بالمأكولات الخاصة به، لكن نحن الآن في حرب منذ السابع من أكتوبر 2023 وجميع السلع الغذائية غير متوفرة، وإن توفرت تكون أضعاف سعرها، فأحاول قدر المستطاع توفيرها وتعويض جسده حتى لا يمرض مرةً أخرى”.
وتتابع لمياء:” يحتاج طفلي إلى طحين خاص به” دقيق الذرة المعالج”، وفي ظل الأوضاع المعيشية الصعبة، والحرب التي يعاني منها القطاع، لا يتوفر حاليًا في الشمال” غزة”، وهذه معاناة كبيرة، حيث لا يصلنا سوى الطحين الأبيض عبر المساعدات الإنسانية.
وتستكمل حديثها:” قبل أن يُقصف بيتي كلياً، وبيتي الجديد الآخر”قيد التشطيب”، واستشهاد زوجي ووالدته في اجتياح حي الشجاعية، كان لدي ما يكفي من طحين الذرة، نزحت ُوأطفالي إلى حي الزيتون، ومعي فقط 5) كيلو)، من بداية شهر أكتوبر حتى ديسمبر بدأ بالنفاذ”.
وكما تتحدث والدة أويس:” قبل أن ينفذ سعيتُ وحاولتُ توفير الدقيق الخاص به، اشتريت الذرة من السوق، وقمت بطحنها، لكن بقيت خام، لا يمكن تشكيلها بأن تصبح “خبزًا” لأويس، مقارنة بطحينه، فهو معالج وسهل العجن والتشكيل، قائلة:” كان البديل توفير الأرز، حينها كان ثمنه مناسبًا ومتوفر في كل البيوت، الآن اختلفت الأوضاع وأصبح كل شيء إما غير متوفر، أو مرتفع الثمن”.
وبحسب قولها:” صحيح أن أويس طفل صغير، لكنه مدرك لطبيعة حالته الصحية، يسألني دائمًا إذا رأى طعامًا غريباً، إذا كان مسموحا له تناوله أم لا، موضحةً أن هناك الكثير من الأطعمة لا يسمح لأويس بتناولها كالبسكويت، والأطعمة التي تحتوي على الغلوتين، والمواد الحافظة، إضافة إلى المشروبات الغازية.
وتتمنى والدة أويس بأن تعود جمعية أرض الإنسان للعمل من جديد في مدينة غزة، لأنها هي من كانت تهتم بفئة أطفال “حساسية القمح”، وتوفر الطحين الخاص بأويس، وتتابع حالته الصحية، إضافة إلى شراء والده من حسابه الخاص، متابعة:” أويس كغيره من الأطفال لا يفهم بأن لا يأكل خبزًا، يجب أن يتوفر حتى لا يفقد صحته.