منصة “مناظرة”.. تجربة فريدة وفضاء رقمي للنقاش الإعلامي الحر

وجد الجمهور العربي نفسه مؤخرًا أمام تجربة إعلامية عربية فريدة من نوعها، تمثلت في إقامة مناظرات تلفزيونية جمعت المرشّحين للانتخابات الرئاسية التونسية، واستقطبت جمهورًا واسعًا في تونس وباقي دول العالم.

فقد تطوّرت المناظرات التي يزيد عمرها عن 150 عامًا، وانتشرت مع زيادة متابعة التلفزيون لتصبح حدثا عالميًا يستقطب الملايين من المشاهدين، ومع التطور التكنولوجي والتقني برزت العديد من المبادرات التي طوّرت فن المناظرات وخلقت لها فضاءً جديدًا يتماشى مع البيئة الإعلامية الجديدة، خصوصًا على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي، وفي هذا المقال تسلط شبكة الصحفيين الدوليين الضوء على تجربة “مناظرة- Munathara” كمنصة رقمية مستقلة منفتحة بما يكفي للتعبير عن مختلف الآراء في حدود أخلاقيات الحوار والتعبير الحر.

أول منصة رقمية عربية تهتم بتنظيم مناظرات تلفزيونية

تحدث بلعباس بن كريدة مؤسس “مناظرة”عن هذه التجربة التي أطلقت ربيع 2012، وتهدف إلى “توسيع دائرة النقاش الإعلامي الحر في العالم العربي، وبناء مجال عام مفتوح وديمقراطي من خلال تحفيز النقاش العقلاني، وتسليط الضوء على أصوات النساء والشباب والأقليات”.

ساهمت المبادرة ومنذ إطلاقها في تدريب آلاف الشباب في فن التناظر وانضمّ لأنشطتها أكثر من 11 ألف من الشباب والنساء والأقليات من جميع أنحاء المنطقة في دورات تدريبية أجريت في 11 بلدًا العضو العربي الوحيد ضمن الشبكة الدولية للمناظرات Debates International الّتي كوّنت عددًا من المشرفين على المناظرات منذ سنوات في جميع أنحاء العالم، معتمدة في ذلك على رصيدها كإحدى أهم المنظمات المختصّة في تنظيم المناظرات التلفزيونية في العالم العربي.

وقد نظّمت المنصة حتى الآن 31 مناظرة وعرضًا حيًا و9 مناظرات محلية في كل من عمان، الدارالبیضاء، دبي، اسطنبول، صنعاء، بیروت وتونس، ويتطلع بلعباس بن كريدة “إلى ملامسة حیاة الآلاف من الشباب في المنطقة والاستمرار في دعم الأصوات المھمشة كجزء من جھودھا المستمرة لتعزیز وجود مجال عام مفتوح في العالم العربي”.

معايير دقيقة في اختيار منشط المناظرة    

يحتكم القائمون على مبادرة “مناظرة” إلى معايير عديدة  في اختيار وانتقاء منشط ومقدم المناظرة التلفزيونية، وكذلك الالتزام بالمعايير المهنية المتعلقة بتحرير وصياغة وانتقاء الأسئلة، ناهيك عن الاهتمام بالجوانب الفنية والتقنية المتعلقة بالتنشيط وإدارة الحوار والإعداد والانتاج بشكل عام.

وهنا يؤكد بلعباس بن كريدة ان المبادرة تلزم المنشطين والصحفيين بجملة من القواعد والشروط  منها:

الحياد وعدم الانتماء لأي توجه ايديولوجي طيلة فترة عمله.

الاستقلالية والالتزام بمبادئ و أخلاقيات العمل الصحفي.

الالتزام باحترام حقوق الإنسان و القيم الإنسانية.

مشاركة “مبادرة مناظرة” الرؤية الخاصة باحترام الأقليات الدينية والعرقية.

تبني فلسفة النقاش العقلاني، السلمي والبناء.

العمل على بناء مجال عام حر ومفتوح حيث يمكن للجميع التعبير عن آرائهم من دون قيود.

وعلى منشط المناظرة أن يلتزم بقواعد التنشيط أهمها:

ان يكون التنشيط بلغة سليمة راقية.

الأداء اللفظي الصحيح من حيث مخارج الحروف السليمة.

الحضور الصوتي القوي والمميز.

الاهتمام  بسلامة اللغة والانتقال بين الأفكار بسلاسة وبشكل منطقي.

الحيادية والدقة من أهم شروط إعداد الأسئلة.

أما بالنسبة للأسئلة، فإن المنصة تعتمد في إعدادها على فريق تحريري مكون من صحفيين ذوي خبرة وفقًا لمعايير محددة تتلاءم وخصوصية المناظرات واختيار المحررين هنا مهم للغاية بحسب مدير برنامج تونس تختار عدنان بن عبد الله، حيث يجب ان يتسموا بالحيادية والاحترافية أثناء إعداد الأسئلة، غير متحزبين أو من أنصار أيديولوجية معينة، مع الاهتمام بالخصائص المتعارف عليها في إعداد الأسئلة أهمها  الاختصار، الدقة والوضوح وعدم انتهاك خصوصية الضيوف.

 مواقع التواصل الاجتماعي لتوسيع القاعدة الجماهيرية

لاستقطاب الجمهور على مواقع التواصل الاجتماعي اعتمدت منصة “مناظرة- Munathara” على منهج الانفتاح الكلي على الجمهور في الوطن العربي تقول أسماء عباس مديرة قسم الإعلام والاتصال بالمبادرة، وذلك بتسجيل الحضور على مستوى مختلف شبكات التواصل الاجتماعي، وبحكم الاهتمام الكبير الذي يوليه المواطن العربي لهذه المواقع فإن “مبادرة مناظرة”، بالإضافة لبث المناظرات عبر قنوات تلفزيونية عدة، تقوم كذلك بالبث على صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي خصوصا يوتيوب وفايسبوك، هذا ما ساهم في وصول المحتوى لأكبر عدد من المتابعين، حيث حصدت مناظراتها اكثر من 10 مليون مشاهدة على موقعي یوتیوب وفایسبوك، وكذلك الوصول إلى الملایین من المشاهدين من خلال شركاء البث التلفزیوني، كما أن التواجد عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة خلق مجالا للنقاش والتحاور من خلال تعليقات المتابعين.

وأضافت أسماء عباس أن الوسم الخاص بالمناظرات الذي أطلقته مبادرة مناظرة #تونس_تختار و #TunisiaDecides كان “الأكثر تداولا على تويتر خلال الفترة المنقضية. هذا من شأنه توحيد موضوع النقاش مع اختلاف الآراء بالتالي تسليط الضوء على أهم المواضيع التي تشغل المواطن”.

نقل التجربة لباقي الدول العربية هدف القائمين على المبادرة

يقول بلعباس بن كريدة: “امتد نشاط  مباردة “مناظرة- Munathara” منذ اطلاقها على مستوى أحد عشر دولة عربية، حيث تم  تنظيم مناظرات في كل من تونس المغرب الأردن اليمن لبنان وغيرها من المدن والدول العربية، ويبقى مجال التعاون مع كل المنظمات في كل البلدان العربية مفتوحا لتنظيم المناظرات التلفزيونية، كما تتاح الفرصة أيضا لوسائل الإعلام المختلفة للتمتع مباشرة وبصفة مجانية بتلقي شارة البث (Clean feed) الخاصة بالمناظرات الانتخابية في تونس والتي ستتواصل على هامش الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية والانتخابات التشريعية التونسية”.

 

المصدر : شبكة الصحفيين الدوليين

https://bit.ly/2mBtw4G

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى