شابات وشبان مشروع “كياني” يزورون جمعية الثقافة والفكر الحر في محافظة خانيونس.
مركز الإعلام المجتمعي – أكتوبر 2021
نظم مركز الإعلام المجتمعي (CMC) جولة زيارات ميدانية لكافة مراكز جمعية الثقافة والفكر الحر في محافظة خانيونس، بمشاركة عدد من المناصرين/ات والمدافعين/ات عن حقوق المرأة من المشاركين/ات في مشروع كياني، جاء ذلك ضمن أنشطة السنة الثالثة من مشروع “المساواة على أساس النوع الاجتماعي في الأراضي الفلسطينية المحتلة – كياني”، بالشراكة مع منظمة كير العالمية في فلسطين (الضفة الغربية / غزة).
وقالت خلود السوالمة، مديرة المشاريع في (CMC)، أن مركز الإعلام المجتمعي يُشارك في تنفيذ مشروع (كياني) بهدف تقليص الفجوة التي تعيق وصول ومشاركة المرأة في صنع القرار على كافة المستويات في الحياة الفلسطينية؛ وذلك من خلال تنمية قدرات الشبان والشابات الفلسطينيين/ات، والانتقال معهم من مرحلة الوعي بحقوق النساء إلى ممارسته، والذي سيؤدي لخلق جيل شاب يمتلك المعرفة والمهارات والأدوات التي تمكنه من دعم ومناصرة قضايا النساء.
وبدورها وضحت إيمان زعرب، منسقة مشروع “كياني” أن هذه الزيارة هي الرابعة ضمن سلسلة زيارات ينظمها مركز الإعلام المجتمعي للمؤسسات الدولية والمحلية والحكومية والخاصة العاملة في مجال حقوق الإنسان، وتلك المتخصصة بحقوق المرأة، لدعم ومناصرة قضايا النساء والشباب والأشخاص ذوي الإعاقة، وبمشاركة المناصرين/ات والمدافعين/ات عن حقوق المرأة من الذين شاركوا في مشروع “كياني” العام الماضي.
وهدفت الزيارات إلى اطلاع المشاركين/ات على استراتيجيات عمل المؤسسات وبرامجها، والفئات المستهدفة لدى كل من هذه المؤسسات، وكيفية التعامل معها، وكذلك التعرف على آلية تقديم الخدمات للنساء والشباب والأشخاص ذوي الإعاقة، بغرض تبادل الخبرات، والمهارات، وتسهيل التواصل بين المؤسسات والشباب/ات المشاركين/ات في الجولة.
انطلقت الجولة الثانية من مركز الإعلام المجتمعي نحو مقر جمعية الثقافة والفكر الحر الرئيسي في محافظة خانيونس، وكان في استقبال المشاركين/ات مديرة مركز بناة الغد التابع للجمعية – السيدة آمال خضير، والتي بدورها عرفت بجمعية الثقافة والفكر الحر وتاريخ عملها ومراحل تطورها، ومراكزها المختلفة، ووضحت العلاقة الترابطية فيما بين هذه المراكز، والتي تسعى الجمعية من خلالها إلى توفير بيئة مجتمعية تطويرية متكاملة.
وعرفت “خضير” بمركز بناة الغد والغرض من تأسيسه، والبرامج الترفيهية والتربوية وبرامج تنمية القدرات والتعليم الذاتي التي يقدمها للأطفال حتى يصبحوا يافعين وشباب قادة يمتلكون القدرة على إدارة شؤون حياتهم في مرحلة مبكرة، ويجيدون التخطيط لمستقبلهم. ورافقت السيدة آمال المشاركين/ات في جولة على أقسام مركز بناة الغد حيث تعرفوا على قسم البرمجة والملتيميديا، وقسم المختبر العملي، وقسم الفلكلور الشعبي، وقسم الفنون التشكيلية، وقسم التصوير والإخراج السينمائي، وقسم الحاضنة الالكترونية، وأخيراً إلى راديو “كلاكيت” وهو راديو شبابي يُبث الكترونياً.
وركزت “خضير” في حديثها على آلية تقييم مهارات الطلبة المنتسبين لمركز بناة الغد، من خلال نظام يسمى “جواز المرور” بألوانه الأخضر والأزرق والأحمر، والذي تقوم فلسفته على منح الطفل حق امتلاك هوية ذاتية تعبر عن نفسه وآماله وقدراته، ويضبط مراحل الانتقال من خلاله مجموعة قوانين وقواعد، يؤهل الالتزام بها الطفل للتقدم من مرحلة لأخرى حتى يصبح وكيل تغيير في مدة زمنية معينة ويحصل على بطاقة خاصة به. كما أن فكرة هذا الجواز هي محاكاة لجواز السفر الفلسطيني في محاولة لمنح الأطفال تجربة حقيقة مبسطة في حرية التنقل، بعيداً عن تلك التي يقيدها الجواز الذي يحمله الفلسطيني دون حصوله على أبسط حقوقه في التنقل والسفر.
استمرّت الجولة إلى “مركز الشروق والأمل”، والذي يساهم في بناء قدرات الأطفال من سن 6 سنوات حتى 12 سنة بناءً تربوياً متكاملاً. ومن جهته رافق مدير المركز، السيد خليل فارس المشاركين/ات إلى أقسام مركز الشروق والأمل، ومنها قسم التحصيل الدراسي، وقسم الحاسوب والمتابعة الإعلامية، وقسم الأنشطة الثقافية، وملتقى الإبداع، وقسم التراث الشعبي، وقسم الفن التشكيلي، واستعرض مسؤولي الأقسام السابقة مراحل العمل مع الأطفال، وبعض نماذج أعمالهم ومشاركتهم المحلية والوطنية والدولية بمخرجات أنشطة هذه الأقسام.
وكانت المحطة الثالثة إلى “قسم الضغط والمناصرة” المسؤولة عن إدارة ومراحل إنتاج كافة حملات الضغط والمناصرة لمراكز الجمعية. وانتهت الجولة بزيارة “شبكة وصال” التي تقدم الدعم القانوني والنفسي والصحي للنساء الناجيات وضحايا العنف المبني على النوع الاجتماعي، والنساء المصابات بمرض السرطان، والنساء ذوات الإعاقة، حيث تعرف خلالها المشاركون/ات على كيفية التعامل مع هذه الفئات ومراحل تقديم الخدمة لها، ومستوى التغيير الذي تساهم فيه.
واندمج المشاركون/ات خلال الجولة بمناقشة فرق عمل جمعية الثقافة والفكر الحر حول أعمالها، حيث قال المشارك عبد الرحيم الدحدوح: “سُعداء ونحن نتعرف على تاريخ المؤسسات المجتمعية في قطاع غزة، ونلمس من خلال إنجازاتها دورها البارز في دعم وتمكين الفئات المستضعفة”. وأضاف: “الانفتاح على هذه المؤسسات يُحفزّنا على المُضي قدماً نحو العمل المجتمعي، وأن نستفيد من تجارب من سبقونا من خلال البناء عليها والتفكير فيما يمكننا فعله للاستمرار والتطوير في هذا المجال لتحسين واقع الفئات المهمشة”.
وعبرت طواقم جمعية الثقافة والفكر الحر عن سعادتها بزيارة مركز الإعلام المجتمعي، وشباب/ات مشروع (كياني)، ورحبت بأي شراكات مستقبلية بين شباب/ات المركز والجمعية، كما وقدمت دعوات خاصة للمشاركين/ات لاستضافتهم في فعاليات وأنشطة مراكز الجمعية في الفترة القادمة.
يُذكر أن مركز الإعلام المجتمعي (CMC) مؤسسة أهلية تعمل بقطاع غزة منذ عام 2007، تسعى لتطوير دور الإعلام في تناوله للقضايا المجتمعية، وتعزيز قيم الديمقراطية والمساواة وثقافة حقوق الإنسان، مع التركيز على قضايا المرأة والشباب وتسليط الضوء عليها بشتى الوسائل الإعلامية ضمن النهج القائم على حقوق الإنسان.
ومنذ تأسيسها في فلسطين، كانت منظمة كير العالمية (الضفة الغربية/غزة) مصرّة على المساهمة في معالجة مفهوم عدم المساواة بين الجنسين من خلال تمكين النساء والفتيات ومساعدتهنّ على المشاركة والتأثير بشكل فعال في القرارات التي تؤثر على حياتهن. في إطار مشروع “كياني” تتصدى منظمة كير العالمية في فلسطين (الضفة الغربية/غزة) للعنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي في المجتمع الفلسطيني.