ضمن نشاطه لتطوير تطبيق للموبايل يُسهل وصول النساء ضحايا العنف المبني على النوع الاجتماعي لمقدمي الخدمات.. مركز الإعلام المجتمعي يطلق الهاكثون الرقمي “مساحاتُنا الآمنة”.
غزة – مركز الإعلام المجتمعي
أطلق مركز الإعلام المجتمعي ((CMC يوم الأربعاء، 28 يوليو 2021، هاكثون رقمي لإعداد تطبيق للهاتف المحمول يُسهل ويدعم وصول النساء والفتيات ضحايا العنف المبني على النوع الاجتماعي والناجيات منه لمقدمي الخدمات متعددة القطاعات، وذلك ضمن أنشطة مشروع “تحسين مستوى الحماية للنساء والشباب من العنف المبني على النوع الاجتماعي – مساحاتُنا الآمنة”، بشراكة وتمويل من مؤسسة تير دي زوم – سويسرا.
وقالت “عندليب عدوان – مديرة مركز الإعلام المجتمعي” أن مشروع “مساحاتُنا الآمنة” يهدف إلى توفير حماية أفضل للنساء والفتيات والشباب في قطاع غزة من العنف القائم على النوع الاجتماعي من خلال التوعية من أجل الدفاع عن حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين ومناهضة العنف، إلى جانب دعم حصول النساء والفتيات على خدمات العنف القائم على النوع الاجتماعي المتعددة القطاعات من جانب وسائط الإعلام وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، كخطوة متقدمة يخطوها “مركز الإعلام المجتمعي” في محاولة مواكبة الهيمنة الرقمية على كافة احتياجات أفراد المجتمع عامة والفئات التي يعمل معها CMC)) خاصة كالنساء والشباب.
وبيّنت “عدوان” أن (CMC) يعمل على تحقيق هدف المشروع من خلال تنفيذ ومراكمة سلسلة من الأنشطة بدأت بإعداد دراسة ميدانية لخط الأساس حول الفجوات المتعلقة بالمجتمع وبالإعلام التي تعيق مكافحة العنف المبني على النوع الاجتماعي، بالإضافة لتطوير تطبيق رقمي للموبايل يدعم ويسهل وصول النساء والفتيات اللواتي يتعرضن للعنف المبني على النوع الاجتماعي والناجيات منه للمؤسسات التي تقدم الخدمات النفسية، الصحية، القانونية، الاقتصادية والإيواء وغيرها من الخدمات المتخصصة، من خلال الاتصال المباشر بمقدمي الخدمات وفقاً لنوع الخدمة المطلوبة والمنطقة الجغرافية.
وضمن إجراءات “مركز الإعلام المجتمعي” لإعداد هذا التطبيق للموبايل، جرى إطلاق هاكثون “مساحاتُنا الآمنة” بمشاركة ثلاث فرق تضم (18) مبرمجة شابة استوفين شروط المشاركة المُعلن عنها للترشح للمشاركة في مسابقة الهاكثون، وكان (CMC) قد عقد سلسلة اجتماعات وجلسات تحضيرية بإشراف وتوجيه مستشار فني وتقني للهاكثون، كما وقام بتنفيذ برنامج تدريبي لتطوير معارف المبرمجات بموضوعات حقوق المرأة، النوع الاجتماعي، ورزمة الخدمات التي تقدمها المؤسسات الأهلية النسوية والحقوقية للنساء ضحايا العنف المبني على النوع الاجتماعي والناجيات منه، وعليه تمكنت المبرمجات من بناء القاعدة المعرفية التي تحتاجها لبرمجة التطبيق وفق الهدف المراد منه.
وبدورها وضحت “خلود السوالمة – مديرة المشاريع في مركز الإعلام المجتمعي” مسار هاكثون “مساحاتُنا الآمنة”، حيث انطلق بتقديم عرض توضيحي عن الهاكثون والتطبيق والهدف منه وآلية العمل التي يجب أن تُراعيها المبرمجات في إعداد نماذج التطبيقات التي ستقوم بتقديم عروض حولها في نهاية الهاكثون، وشارك المستشار الفني والتقني للهاكثون “محمد المدهون” بتوجيه فرق المبرمجات المشاركات في المسابقة نحو الأمور التقنية والفنية التي يجب مراعاتها في تصميم التطبيق.
وعلى مدار 5 ساعات متواصلة عملت فرق المبرمجات الثلاث على إعداد وتطوير ثلاث نسخ من نماذج تجريبية للتطبيق، بحيث يوفر بيانات ومعلومات حول مراكز ومؤسسات الدعم والخدمات المقدمة للنساء والفتيات الضحايا والناجيات من العنف القائم على النوع الاجتماعي في قطاع غزة، ويراعي مجموعة معايير أهمها حماية خصوصية المستخدمات وبياناتهن، وضمان سهولة الاستخدام، بحيث يتم تقديم تصنيفاً واضحاً لمقدمي الخدمات والخدمات التي يقدمونها، ومن خلاله تتمكن النساء والفتيات ضحايا أو ناجيات أو تحت تهديد العنف المبني على النوع الاجتماعي من طلب المساعدة من المؤسسات مقدمة الخدمات المُدرجة في قاعدة بيانات التطبيق.
وخلال مرحلة إعداد التطبيق قدّمت “هيا أبو نصر – مسؤولة المتابعة والتقييم في مركز الإعلام المجتمعي” عرض خاص بلجنة تقييم هاكثون “مساحاتُنا الآمنة” حول التطبيق الذي تقوم فرق المبرمجات بإعداده لمناقشة معايير التقييم للفرق المنافسة.
وفور انتهاء مرحلة الإعداد قدّمت فرق المبرمجات عروض توضيحية حول نماذج تطبيقاتهن، وبعد الانتهاء من العروض الثلاث، جرى نقاش داخلي بين أعضاء لجنة التحكيم المكونة من أربع خبراء ومختصين/ات في حقوق المرأة والنوع الاجتماعي، بالإضافة للمستشار التقني للهاكثون والذين عملوا على تقييم هذه النماذج وتحديد الفريق الفائز بكل قسم من المسابقة.
وفاز فريق “مبرمجات المستقبل” بجائزة “أفضل تصميم أيقونة تطبيق جوال”، وتشارك فريقي “المجد” و”مبرمجات المستقبل” بجائزة “أفضل تصميم أولي للتطبيق” ولم يحظى أي من الفرق بجائزة “أفضل اسم للتطبيق”، فيما أبدت كافة الفرق المشاركة تفاعل وتركيز عالٍ خلال الهاكثون.
كما وشارك في تغطية هاكثون “مساحاتُنا الآمنة” عدد من وسائل الإعلام العربية كالتلفزيون العربي، وقناة سكاي نيوز عربية، وقناة الغد.
وخلال المرحلة القادمة يستكمل “مركز الإعلام المجتمعي” برمجة التطبيق بشكله النهائي، وتجريبه، إلى أن يتم ترتيب حفل إطلاق التطبيق بحيث يصبح متاح للاستخدام للفئة المستهدفة.
وبالعودة لأنشطة مشروع “مساحاتُنا الآمنة” يجري CMC تحضيراته لتنفيذ برنامج تدريبي مكثف لتطوير قدرات الإعلاميين/ات حول حقوق المرأة والعدالة الجندرية والعنف المبني على النوع الاجتماعي وآليات مكافحته، بالإضافة إلى أهمية تعزيز دور المرأة والصورة الإيجابية حول المرأة إعلامياً؛ وذلك لتمكينهم من إنتاج محتوى إعلامي من منظور جندري يتناول حقوق المرأة وفقاّ للمواثيق الدولية والقوانين المحلية. ومن ثم سيشارك المشاركين/ات في إعداد وإطلاق حملة مناصرة إعلامية ورقمية تطالب بتوفير الحماية القانونية للنساء والفتيات من العنف المبني على النوع الاجتماعي.
من الجدير بالذكر أن مركز الإعلام المجتمعي (CMC) مؤسسة أهلية تعمل في قطاع غزة منذ عام 2007، تسعى لتطوير دور الإعلام في تناوله للقضايا المجتمعية، وتعزيز قيم الديمقراطية والمساواة وثقافة حقوق الإنسان، مع التركيز على قضايا المرأة والشباب وتسليط الضوء عليها بشتى الوسائل الإعلامية ضمن النهج القائم على حقوق الإنسان.