“وردة” أذبلها العنف والاضطهاد الأسري في عز نُضرتها

غزة -cmc- مال الجيّار || وردة ابنة الـ (25) ربيعاً، أنهت دراستها في علم الاجتماع، معتبرةً أن إنهائها للدراسة الجامعية سينهي كل المضايقات التي تتعرض لها من أهلها بحيث يصبح لها شخصيتها وكينونتها الخاصة بها، إلى جانب الاعتماد على نفسها في الإنفاق بعد أن تجد فرصة مناسبة للعمل؛ إلا أن الواقع كان غير ذلك.

تقول وردة: “عُرض علي وظيفة عمل عند طبيب في آخر الشارع الذي أسكن فيه، لكن أبي رفض تماماً أن أعمل ولا في أي مكان لسبب غير مفهوم، ودائماً يقول لي إنتي شغلك بالبيت تنظفي وتطبخي وتخدمينا”.

وتكمل بينما تنهمر الدموع على وجنتيها: “أمي بتساعد إخواتي على إهانتي، ومليش الحق أحكي وأناقش، وبتذكر في إحدى المرات أخوي سحب جوالي مني، فلما قاومته “لطخني” كف، فقط لمجرد أني رديت عليه،  وأمي عصبت عليا وقالتلي بتستاهلى ليش بتردي عليه، لما يحكي معك بتحطي راسك بالأرض وبتسكتي”.

وتتابع وردة: “أشد ظلم هو ظلم الأهل، حاولت أقنع أمي بوجهة نظري كثيراً، ووصلت لقناعة أن محاولاتي التقليدية في الإقناع فاشلة، والآن أعيش في صراع دائم مع أمي”.

وتؤكد أنه فُرض عليها اختيار ارتداء لبس الجلباب الأسود والنقاب، وفي داخل البيت فُرض عليها أن تلبس اللباس الطويل، وهو ما يشعرها بالضيق والحنق”.

وتضيف: “أهلي يتعاملوا معي بخلاف تعاملهم مع إخواني الشباب، الذين يمنحونهم الحرية في التنقل والتحرك والتصرف، أما أنا فما بقدر أطلع مع صديقاتي أو أحكي على الجوال أو أفتح الفيسبوك!”.

وتنوه وردة إلى أن أهلها طرحوا مؤخراً موضوع تزويجها حيث تؤكد أن قرار الزواج ليس بيدها، بل هم من يخططوا ويقرروا ويفعلوا كل شيء دون استشارتي أو الرجع إليّ على الأقل”.

من جانهبا تقول لنا أم أحمد عمة وردة: “جئت لأخي في محاولةً لإقناع أخي بالتخفيف عن وردة وإخراجها من حالة اليأس والإحباط التي وصلت له نتيجة عدم اختلاطها بالناس كثيراً، كما أقنعته أن يعطيها الفرصة للتحرك والمشي خاصة أن وزنها بدأ يزداد”، معربةً عن حزنها للحال الذي وصلت له ابنة أخيها بسبب العادت والتقاليد التي تظلم في كثير من الأحيان الإناث لمجرد أنهنّ إناث!”.

صدرت هذه القصة ضمن مشروع ” الشابات يناصرن حقوقهن كحقوق انسان” @2018

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى