منار, حُرِمت أطفالها بسبب جهلها بحقوقها.
غزة – CMC- ألاء بارود
تكتوي منار يومياً بنار حرمانها من رؤية أطفالها واحتضانهم كأم, بسبب جهلها بحقوقها القانونية, بعد إجبار زوجها على تطليقها من قبل عائلته، فأصبحت تشعر بالضياع والوحدة في ظل وفاة والديها, وتنصلِ إخوتها من مسؤؤلياتهم أمامها بعدما زوجوها وهي بعمر ال17, لتنجب أربعة أبناء، حرمت من رؤيتهم بعد معاملتها بشكل وحشي وطردها من قبل عائلة زوجها، مستغلين سجن زوجها بسبب تجارته في الممنوعات.
تتلألأ عينا منار ذات ال (26 عاماً), وتقول: “سلب إخوة زوجي مني أبنائي الأربعة, بعد سجن زوجي نتيجة بيعه للممنوعات وتعاطيه الترامادول, تركني وحيدة أعاني من قسوة أهله, ومعاملتهم السيئة, ومرارة العيش بسبب سوء الوضع الاقتصادي”, مضيفة “منذ إدمان زوجي على الممنوعات ونحن نعاني من ضيق الحال، وحدثت الكثير من المشاكل بيننا بسبب إدمانه إلا أنه لم يقلع عنه”.
تنهمر الدموع من عينيها، وتقول “اشتقت لأطفالي الأربعة، أفكر بأوضاعهم طيلة الليل والنهار، كيف يأكلون ويشربون وكيف أصبحت أشكالهم، حُرمتُ رؤيتهم منذ أكثر من سنة”، تمد يديها وتحتضن نفسها، قائلة “اشتقت أحضن ابني الصغير ذو السنتين ونصف، في كل لحظة أتخيل إنهم عندي, يحضنوني وأحضنهم وأعوضهم عن حرماني”.
تستذكر منار حياتها الزوجية منذ بدايتها، وتقول “تزوجنا في بيت عائلة زوجي، وعشنا معهم لفترة، ولكن بسبب سوء أحوالهم الاقتصادية كانت هناك دائماً مشاكل، فإضطرينا لاستئجار منزل أنا وزوجي وأولادي، حتى نخفف من حدة المشاكل، ولكن أهل زوجي صاروا يضغطوا علينا حتى نعود عندهم, وبسبب ضعف دخل زوجي لم نستطع دفع الإيجار، ورجعنا لعند أهله “.
تستكمل حديثها، “عانيت كثيراً مع أهل زوجي، بسبب تدخلهم وتسلطهم علينا، معاملتهم كانت سيئة جداً, ولكن اعتقدت أن هذه حياتي التي كُتِبت عليَ واضطريت أتحملها, حتى سُجن زوجي”.
بعد أن سجن زوجها ازدادت معاملة أخوته السيئة لها ولأبنائها, حتى أنها أصبحت تتعرض للضرب والشتم هي وأبنائها من قبلهم, تتابع منار حديثها بحرقة: ” حرمني أخوته من أولادي وطردوني من المنزل، ومن ثم ساوموه على دفع كفالة إخراجه من السجن مقابل أن يطلقني”, صبرها واحتمالها لمرار العيش مع زوجها, لم يشفعوا لها ليدافع زوجها عن زواجهم, لم يتردد ووافق على تطليقها, مشاركاً في حرمانها من رؤية أطفالها حتى هذا اليوم.
وتؤكد المحامية يسرى أحمد، أن قلة وعي منار التي لم تكمل تعليمها، جعلها تجهل بحقوقها الشرعية التي كفلها لها الدين والقانون, موضحة أنه يحق للزوجة غير المطلقة وغير الموجودة في بيت الزوجية أن تأخذ حقوقها كاملة من أثاث و منزل وذهب ومتأخر، وتضيف: “فيما يخص الأطفال بين الزوجين المتخاصمين يحق للزوجة أن تحتضن أطفالها دون سن الثامنة في حاله طلاقها, وغير ذلك يحق لها مشاهده أطفالها أينما أرادت”.
منذ أن طردت منار من منزل عائلة زوجها، وعودتها للسكن مع أخوتها غير الأشقاء، تنامى لديها شعور الوحدة والحرمان، الأمر الذي جعلها تلجأ إلى أخصائية نفسية لمتابعة أوضاعها وعلاجها، بسبب تدهور وضعها النفسي وعدم قدرتها العيش دون أطفالها.
وحول رأي الأخصائية النفسية ناهد أسعد في قدرة المرأة على مواجهة مشاكلها، تقول “على المرأة الاهتمام بنفسها وصحتها أولاً, وقبل أي شيء حتى تستجمع قواها في الدفاع عن حقوقها أمام المجتمع الظالم”.
تتوقف منار عن الحديث لعدة لحظات لعدم سيطرتها على دموعها، وتقول “الحياة قاسية جداً، فقبل أعوام عدة فقدت أمي وأبي وكنت وحيدة، والآن فقدت زوجي وأبنائي الأربعة, لا أشعر بالحنان من أحد بعد أن تخلى عني الجميع”.
** تم انتاج هذه المادة في إطار مشروع “أوقفوا العنف ضد النساء” الذي ينفذه مركز الاعلام المجتمعي (CMC) بالشراكة مع الأمم المتحدة الاستئمانية لانهاء العنف ضد النساء (UNTF)