غزة: باحثون أوصوا بتوسيع قاعدة البحث العلمي في مجال قضايا المرأة
أوصى باحثون وباحثات بضرورة تكثيف العمل البحثي في مجال قضايا المرأة، وزيادة المعرفة بقضايا المرأة من خلال إعداد أبحاث معمقعة تلامس أوضاع المرأة الفلسطينية، والتركيز على القضايا الاجتماعية والاقتصادية والتركيز على قضايا النساء المختلفة بالإضافة إلى الشأن السياسي، وتقديم المعلومات الخاصة بالمرأة للمؤسسات ذات العلاقة وصناع القرار.
جاء ذلك خلال ورشة عمل نظمها مركز شؤون المرأة اليوم، لعرض نتائج أربع دراسات متعلقة بقضايا المرأة، نفذها باحثون وباحثات، بالتعاون مع برنامج الأبحاث والمعلومات بالمركز، بحضور مجموعة من الباحثين والباحثات والنشطاء/ات في مجال البحث العلمي النسوي ومؤسسات المجتمع المدني.
وحملت الدراسة الأولى عنوان “أثر استخدام شبكات التواصل الاجتماعي على تناول قضايا المرأة الاجتماعية من وجهة نظر الإعلاميين في قطاع غزة” للباحث حاتم أبو طه، وجاء في أهم نتائجها أن استجابة المرأة لواقع المتغيرات الإعلامية المتسارعة لا يرتق لدرجة القدرة على تحليل متطلبات واقعها الاجتماعي والسياسي، وأن هناك قصوراً وعجزاً في درجة الاستجابة لهذه المتغيرات.
وأكدت نتائج الدراسة التي استخدم فيها أداتا المجموعات المركزة والاستبانة، أن هناك قصوراً إعلامياً في تبني قضايا المرأة الاجتماعية والسياسية والتعاطي معها بما يضمن تشكيل رأي عام مناصر لقضاياها الاجتماعية والسياسية.
وعرضت الباحثة آمال أبو عيشة دراسة بعنوان “المشاركة السياسية للمرأة الفلسطينية في الحيز العام والخاص.. تحديات وفرص”، كان من أبرز نتائجها أن ما جاء في البحث يعطي انطباعاً أولياً بأن المرأة الفلسطينية محدودة الدور بسبب تواضع مشاركتها في الشأن السياسي، إلا أن واقع الحال الفلسطيني يؤكد مشاركة نسبة من النساء في الحيز العام متجاوزات الظروف وقيود وثقافة المجتمع.
وأضافت أبو عيشة أن مخرجات المشاركة السياسية لم تصل لحد يرضي طموحات المرأة الفلسطينية، بسبب إقصاء النساء عن المواقع القيادية المحتكرة لصالح الرجل، وربما لأسباب قد تكون المرأة ذاتها هي السبب فيها.
وكانت الدراسة الثالثة بعنوان “دور المرأة العربية في الثورات العربية و انعكاسها على المرأة الفلسطينية” للباحث أيمن أبو شمالة، أكد خلالها الباحث على أن المرأة العربية تميزت بشكل كبير في الحراك الشعبي، وتعددت أشكال مشاركتها في الثورة.
وأضاف الباحث وفقاً لنتائج البحث الذي استخدم فيه المنهج الوصفي التحليلي، أن المرأة الفلسطينية شعرت بالتفاؤل مما يجري حولها، فلم يعد عليها أن تصبر أكثر مما صبرت ، لذلك خرجت المرأة في أول مسيرة نسائية في غزة مطالبة بإنهاء الانقسام، قبل أي حزب أو فصيل فلسطيني .
وكذلك بروز بعض المدونات الشابات، حيث ساهمت مشاركتهن في تفعيل عدة قضايا على الصعيد المجتمعي و الإقليمي و الدولي ، بالرغم من أن عدد المدونات ما زال محدوداً.
وحملت الدراسة الرابعة عنوان”دور التنظيمات والحركات السياسية الفلسطينية في تمكين النساء من الوصول لصناعة القراربها” للباحثتين ماجدة البلبيسي وريهام عودة، استخدمت خلالها مجموعات العمل المركزة، والمقابلات المعمقة.
وأكدت الدراسة في أبرز نتائجها أن مشاركة النساء في التنظيمات السياسية لم تعكس الدور الحقيقي للمرأة ولم ترتق لصناعة القرار داخل التنظيم بسبب قلة تمثيل المرأة في الهيئة العليا للتنظيم، وأن المرأة مازالت بعيدة عن مراكز صنع القرار و تتسع مشاركتها بقاعدة التنظيم،وتنخفض في القمة.
وأضافت الدراسة أن آليات اتخاذ القرارات داخل التنظيم تتم عبر العملية الديمقراطية ووفق الأنظمة الداخلية للتنظيمات ، ولكن تحدث في بعض الأحيان تجاوزات.
وقالت هداية شمعون، منسقة الأبحاث، بمركز شؤون المرأة، أن هذا يأتي في إطار فلسفة المركز الساعية لإيجاد قاعدة بيانات علمية منهجية متعلقة تشرح واقع المرأة الفلسطينية، وتسهم في الاستناد إليها عند صياغة أجندة عمل المؤسسات النسوية في المرحلة المقبلة.
وأضافت أن التعاون مع هؤلاء الباحثين والباحثات من أجل إنجاز هذه الدراسات يهدف إلى دعم الحالة البحثية وتشجيع الباحثين والباحثات وخاصة الجدد، على خوض غمار العمل البحثي بأسلوب علمي منظم، حيث تقدم لمركز شؤون المرأة 15 مقترحاً بحثياً تم اختيار 4 مقترحات منها للعام 2013، وتم تشكيل لجنة استشارية رافقت العمل البحثي في كل مراحل البحث.