استطلاع لـ (CDMC) يكشف: نساء فقدن أطرافهن في غزة يفتقرن إلى الرعاية والدعم وسط أزمة إنسانية خانقة
غزة – مركز التنمية والإعلام المجتمعي (CDMC):
أظهر استطلاع نفذه مركز التنمية والإعلام المجتمعي (CDMC) ضمن أنشطة مشروع “أصوات النساء من أجل الأمن والسلام في قطاع غزة“، وبدعم من صندوق المرأة الإفريقية (AWDF)، أن 39.5% من النساء اللواتي فقدن أطرافهن خلال الحرب على غزة بحاجة ماسة إلى أدوات مساعدة، وأطراف صناعية، وعلاج خارج القطاع.
ويأتي هذا الاستطلاع في إطار حملة مناصرة تهدف إلى إدراج احتياجات النساء ذوات الإعاقة ضمن خطط الاستجابة الإنسانية العاجلة التي تنفذها مؤسسات الإغاثة الدولية في غزة، وذلك بعد شهور من الحرب التي خلفت آلاف الجرحى والمصابين بإعاقات دائمة.
وأظهرت النتائج أن النساء المتضررات يعشن ظروفًا معيشية قاسية، تتجلى في النزوح المتكرر، ونقص العلاج، والإقامة في مراكز إيواء مزدحمة تفتقر إلى الحد الأدنى من مقومات الكرامة الإنسانية. وأشارت البيانات إلى أن أبرز الاحتياجات تمثلت في الأدوات المساعدة بنسبة 39.5%، تليها المساعدات المالية بنسبة 36.8%، ثم الأطراف الصناعية بنسبة 18.4%، فيما بلغت نسب الحاجة إلى الدعم النفسي والتأهيل الجسدي 2.6% لكل منهما.
كما بيّن الاستطلاع أن أنماط البتر بين النساء المستهدفات تركزت في الأطراف السفلية، حيث سجل الطرف السفلي الأيسر النسبة الأعلى بواقع 21.1%، يليه الطرف السفلي الأيمن بنسبة 18.4%، فيما بلغت نسب البتر في الأطراف العلوية 7.9% لليسرى و2.1% لليمنى. كما أشارت البيانات إلى أن 2.6% من النساء فقدن أكثر من طرف.
وعلى الصعيد الجغرافي، تركزت الغالبية في مدينة غزة بنسبة 71.7%، تلتها المنطقة الوسطى بنسبة 13.2%، ثم شمال القطاع بنسبة 10.5%، وخانيونس بنسبة 5.3%. أما الحالة الاجتماعية فأظهرت أن 44.7% من النساء متزوجات، و31.7% عازبات، و23.7% مطلقات، دون تسجيل أي حالة أرامل.
وشكلت الفئة العمرية من 25 إلى 34 عامًا النسبة الأكبر بواقع 32%، تلتها الفئتان من 18 إلى 24 عامًا ومن 35 إلى 44 عامًا بنسبة 20% لكل منهما. وبلغت نسبة النساء فوق 55 عامًا 11%، ومن 45 إلى 55 عامًا 8.8%، فيما شكّلت الفئة أقل من 18 عامًا النسبة الأدنى (5.88%).
تسلط هذه النتائج الضوء على واقع معقد تعيشه النساء ذوات الإعاقة في غزة، إذ لا تقتصر معاناتهن على فقدان أحد الأطراف الجسدية، بل تمتد إلى صعوبات يومية مضاعفة في التنقل، والحصول على الخدمات الأساسية، وإعادة الاندماج في المجتمع. ومع موجات النزوح المتكررة، وجدت الكثير من النساء أنفسهن في بيئات غير مهيأة للأشخاص ذوي الإعاقة، تفتقر إلى الممرات الملائمة والمرافق الصحية المناسبة والدعم النفسي المتخصص.
ويواجه الأشخاص ذوو الإعاقة في غزة—نساءً ورجالاً—تحديات تفاقمت بفعل الحرب والحصار الطويل، وبحسب منظمات محلية ودولية، تعاني هذه الفئة من تراجع كبير في فرص الحصول على الرعاية الطبية، ونقص مزمن في الأطراف الصناعية والمستلزمات الطبية الضرورية، إلى جانب انقطاع سلاسل الإمداد بسبب القيود المفروضة على المعابر كما تشكل مراكز الإيواء المزدحمة بيئة غير ملائمة تفتقر إلى الحد الأدنى من معايير الوصول الآمن والعيش الكريم.
وبموجب اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة التي صادقت عليها فلسطين، يحق للأشخاص ذوي الإعاقة الحصول على العلاج وإعادة التأهيل والمشاركة الكاملة في الحياة العامة دون تمييز. كما تنص اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة على ضرورة ضمان حماية النساء والفتيات ذوات الإعاقة أثناء النزاعات المسلحة وعلى المستوى المحلي، يقر قانون حقوق المعوقين الفلسطيني رقم 4 لعام 1999 بحقهم في الخدمات الصحية والاجتماعية والاندماج المجتمعي.
ويؤكد مركز التنمية والإعلام المجتمعي (CDMC) أن نتائج الاستطلاع تشكل نداء عاجلًا للمنظمات الإنسانية والجهات المانحة للاستجابة لاحتياجات النساء ذوات الإعاقة في غزة، من خلال توفير الدعم الطبي والنفسي والمالي، وضمان وصولهن إلى الخدمات الأساسية بشكل آمن وكريم. كما شدد المركز على أهمية دمج هذه الاحتياجات في خطط إعادة الإعمار المستقبلية، بما يضمن عدم تهميش هذه الفئة وحقها الكامل في الحياة الكريمة والمشاركة المجتمعية.