الإعلام المجتمعي ينظّم يومًا ترفيهيًا للصحفيات والمحاميات والمدافعات عن حقوق الإنسان في غزة
غزة – مركز التنمية والإعلام المجتمعي (CDMC):
في ظل الضغوط النفسية المتراكمة التي خلّفتها الحرب على قطاع غزة، نظّم مركز التنمية والإعلام المجتمعي، وبالشراكة مع مؤسسة الهينرش بُل الألمانية، يومًا ترفيهيًا وداعمًا للصحفيات والمحاميات والمدافعات عن حقوق الإنسان، ضمن مشروع “أصوات من أجل العدالة” تمكين النساء المدافعات عن حقوق الإنسان في قطاع غزة مابعد الحرب، وبالتزامن مع حملة 16 يومًا لمناهضة العنف ضد المرأة.
وشكّل هذا اللقاء، الممتد لأربع ساعات، مساحة نادرة للابتعاد عن أعباء الواقع وضغوط العمل الميداني، حيث قدّمت الأخصائية النفسية حنان أحمد أبو عودة مجموعة من الأنشطة التفاعلية والفنية الهادفة إلى تعزيز مفهوم الرعاية الذاتية، خاصة لدى النساء العاملات في المهن الإعلامية والقانونية والحقوقية، اللواتي يتعاملن يوميًا مع قصص صعبة وتجارب إنسانية مرهِقة.
وتضمّن اليوم الترفيهي أنشطة متنوعة مثل تمارين التفريغ الحركي، نشاط الباراشوت، اختيار الألوان، رسم نقطة روشاخ بالجواش، الألعاب الجماعية، وتمارين الامتنان والتعاون، وصولًا إلى مساحة بوح ختامية أتاحت للمشاركات التعبير عن مشاعرهن وتخفيف أثر التجارب المرتبطة بالحرب والضغوط اليومية.
وقالت نسرين كساب، منسّقة مشروع “أصوات من أجل العدالة”، إن هذا النشاط يأتي انسجامًا مع رؤية المشروع في دعم النساء اللواتي يشغلن أدوارًا حساسة في ميادين الإعلام والقانون والدفاع عن حقوق الإنسان، مضيفة: “ندرك حجم الأعباء التي تتحملها هؤلاء النساء في واقع معقّد وقاسٍ، لذلك نسعى لخلق مساحات آمنة وتمكينية تساعدهن على الاستمرار وتعزز رفاههن النفسي والمهني”.
وأكدت كساب أن تنفيذ النشاط بالتزامن مع حملة 16 يومًا لمناهضة العنف ضد المرأة يأتي لتسليط الضوء على أهمية الاستثمار في تمكين النساء، وتوفير بيئات داعمة تسهم في مواجهة العنف وتعزيز الوعي المجتمعي بحقوق المرأة وحمايتها.
وأعربت المشاركات عن تقديرهن لهذه المبادرة التي وصفنها بأنها “متنفس ضروري”، مؤكدات أن الأنشطة ساعدتهن في تخفيف التوتر واستعادة بعض الهدوء الداخلي، كما أوصين بتنظيم مزيد من الأيام الترفيهية لما تتركه من أثر واضح على الصحة النفسية.
وقالت المحامية ديانا أبو زاهر إن اليوم شكّل لها تجربة مختلفة، وأضافت: “شعرتُ أنني أستعيد جزءًا من طاقتي وسط ضغوطات العمل. لأول مرة منذ فترة طويلة شعرت براحة حقيقية وقدرة على التفريغ في مساحة آمنة”.
ويُذكر أن مركز التنمية والإعلام المجتمعي يعمل منذ أكثر من عقدين على توظيف الإعلام كأداة للتغيير الاجتماعي، وتعزيز حقوق الإنسان والمواطنة، وتمكين الفئات المجتمعية وخصوصًا النساء من أدوات التعبير الرقمي والمهني، لا سيما في البيئات المتأثرة بالأزمات.