أم يوسف .. أرملة تنتظر وقف الاعتداءات الدائمة بحقها.
غزة – CMC – ترنيم خاطر
امرأة جميلة في العقد الثاني من العمر توفي زوجها في حادث سير في عام 2010، لتصبح أرملة وأم لثلاثة أطفال، همها الأول أن لا تُحرم من أطفالها، وأن تحمي نفسها من التحرش الدائم من إخوة زوجها، ووالدهم الذي استولى على كافة مدخرات زوجها وحاول تزويجها كرهاً من أحد أبنائه.
بدأت أم يوسف تروي فصول قصتها مع والد زوجها وإخوانه بعد أن تخلى عنها والدها الذي خيرها بعودتها إلى بيته مقابل أن تتخلى عن حضانة أولادها، في حين تقف والدتها عاجزة عن تقديم أي مساعدة لها.
تقول الأرملة المكلومة: “الجميع أخطأوا في حقي، بداية من أسرتي التي تفتحت عيناي على الخلافات الدائمة بين أبي وأمي، فأنا البنت الوحيدة والكبيرة، وأكثرهم تألماً من تلك الخلافات، فكان أبي يضرب أمي بطريقة قاسية ووحشية أمام أعيننا، ولم أجد مفراً من تلك الحياة السيئة سوى الزواج لعله يكون المنقذ من تلك المعاناة”.
تضيف: “تزوجت برجل يكن لي كل الحب والاحترام وكنت كثيراً ما أحسد نفسي على تلك الحياة لكن سرعان ما تحولت تلك الأيام إلى سلسلة متواصلة من المعاناة بعد وفاة زوجي في حادث سير، وانتقالي إلى بيت والدي الذي كان يهددني بحرماني من روية أطفالي الصغار، مما اضطرني إلى تسليم أبنائي لعائلة زوجي على شرط أن لا يحرمني من رؤيتهم”.
وتكمل أم يوسف مأساتها: “توفي زوجي قبل 5 سنوات ومنذ وفاته وأنا أعيش حياة سيئة مليئة بالمشاكل، وليس لي بعد الله من يقف بجانبي، والد زوجي استولى على كل مستحقات زوجي من العمل حتى راتبه الشهري بعد أن أوهمني بضرورة أن أعمل له وكالة للتصرف في كل ممتلكاتي، ليتكفل هو برعايتنا والاهتمام بي وبأولادي ومتابعة الدوائر الحكومية، بدلاً مني”.
وتتابع وعلامات الحزن تبدو واضحة على وجهها: “والد زوجي لم يراعي الله في زوجة ابنه وأولاده فقد قام باستغلال تلك الوكالة ولم يمد لنا يد العون نهائياً، ولم نحصل على أي شيء منه منذ وفاة زوجي، وعرض عليّ الزواج من أحد أبنائه، وحاول استغلال سوء وضعي الاقتصادي لقبول هذا العرض”.
تتنهد بألم: “رفضت عرضة، لكنه حاول بكل السبل الضغط عليا لدرجة أنه قام بإعطاء والدي مبلغ من المال ليقنعني بالزواج، ليبدأ مسلسل ضربي واهانتي وجري من شعري من قبل والدي أمام أولادي ووالد زوجي، كل ذلك لرفضي الزواج من أخ زوجي الذي أدخل السجن عدة مرات في قضايا مختلفة أبرزها السرقة”.
أم يوسف تعرضت للاعتداءات والتهديدات والتحرش بها من إخوة زوجها ووالدهم، ورغم علم والدها إلا أنه لم يحرك ساكناً و بقي متشدداً في موقفه من منع أولادها من الحضور لبيته” كنت اسكت وأتحمل ولا أتجرأ على تقديم شكوى ضدهم، خوفاً من حرماني من ابنائي، عدا عن أن والدي لن يساندني بالتأكيد”.
مأساة أم يوسف, لم تتوقف فمازالت حتى الآن تعيش في عذاب وجحيم، وفقر مدقع, نتيجة حرمانها من مستحقات زوجها، تقول: “أعيش على بعض الصداقات من الجيران والأصدقاء التي لا تغطي مصروفي، ومع ذلك لا أريد المال وراضية بأقل القليل، وكل ما احتاجه حالياً الأمان وكف شر والد زوجي وإخوانه، وحينها سأسعى إلى الحصول على عمل يكون مصدر رزق لي يحفظ كرامتي”.
** تم انتاج هذه المادة في إطار مشروع “أوقفوا العنف ضد النساء” الذي ينفذه مركز الاعلام المجتمعي (CMC) بالشراكة مع الأمم المتحدة الاستئمانية لانهاء العنف ضد النساء (UNTF)