الحماة والكنة في بيت واحد، مآسي متكررة ومجتمع لا يتعلم.
غزة_CMC_خديجة مطر
منذ مرحلة الخطوبة تبدأ الافكار والهواجس يميناً ويساراً وكأنهن يحضرن لحرب عالمية ثالثة، فالاعتقادات السائدة بين الكثير من الحماوات والمقبلات على الزواج، بأن لا حياة تجمع الاثنتين معاً، وقد يعزي ذلك فعلاً لكرار الحالات المأساوية في العلاقة بين الطرفين في البيت الواحد، فتكون إحداهما ضحية للأخرى أو يشتعل البيت بمكائد الاثنتين، ورغم كل ذلك، إلا أن المجتمع الفلسطيني لم يتعلم بعد أهمية وجود بيت زوجية مستقل ويقبل تزويج الفتاة في بيت العائلة.
أبو محمد (50 عاماً) يقول: ” أشعر أحيانا بأن هناك ناراً ستشتعل في أي وقت بين زوجتي وزوجة ابني، على أتفه الاسباب، فكل منهما تظن بأن لها الحصة الأكبر في ولدي، وقد احترت كثيراً في أمرهما، مما اضطرني لاستئجار بيت خاص بابني وزوجته للتقليل من حدة المشاكل، و الآن ابني يأتيني كزائر ليس أكثر”.
تختلف الآراء من شخص لآخر تجاه الحموات، ميرنا أمٌ لطفلين تبلغ من العمر 25عاما ( أتفق أن أم الزوج ليست دائماً الوجه السيّء، وليست دائماً الوجه الحسن فقد سمعت العديد من القصص التي يردّدها الناس عن أعمال الحموات والكناين، وتساءلت، لماذا مهما فعلت الحماة تبدو هي الضحية دائماً لأنها الأم والأكبر سناً ويجب طاعتها حتى وإن اعتدت بالشتائم والضرب على كنتها، فهي كبيرة البيت كما يقول الناس”.
أم ابراهيم (65 عاماً)، تقول: أنا حماة لسبعة كناين، واجهت العديد من المواقف الصعبة مع زوجات ابنائي، كونهن يسكن في ذات البناية السكنية كل وادة في شقة، وبعد صراعات طويلة ومشاكل عديدة كانت وبعضها مستمر لليوم توصلت لنظرية بأن صراع الكنة والحماة مستمر الى أن تقوم الساعة, إلا ان الموضوع يحتاج الى حكمة من الطرفين حتى تتوازن العلاقة ويسود التفاهم والتعقل فيما بينهما، خاصة إن كُن يعشن في بيت واحد”.
أما تسنيم (17 عاماً) تقول: ” تزوجت قبل بضعة أشهر رغماً عني، أنا وحماتي نشبه الفيلم الكرتوني القط والفأر، أعاني كثيراً من سوء معاملتها، فهي سيدة مقعدة وزوجي ابنها الوحيد ولا مفر لي بالاستقلال ببيت يجمعني أنا وزوجي، فأنا أخدمها طوال الوقت، والأهم أنها لا تقدر ذلك بل تشتمنني و تصفني بأبشع الألقاب والصفات، قررت الانفصال عن زوجي قبل شهرين، إلا أن ضغوطات والدتي عليّ كان سبباّ رئيسياّ بعودتي لبيت زوجي، حياتي لم تعد تطاق، والخلافات تأتيني من حيث لا أدري، خلافاً عن تراجع علاقتي بزوجي يوما بعد يوم، بسبب مشاكلي مع والدته”.ٍ
رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي حسن الجوجو، يقول ” وفقاً للإحصائيات الأخيرة للمحاكم الشرعية أن نسبة الزواج انخفضت مقارنة بالأعوام السابقة، وهناك زيادة لنسب الطلاق، إذ شهدت عام2014 اعلي السنوات من حيث حالات الطلاق مقارنة بالأعوام الخمسة الماضية”.
وارجع سبب زيادة الطلاق وانخفاض الزواج في غزة لعدم وجود مسكن مستقل للزوجة بعيداً عن العائلة خاصةً بعد الحرب الاخيرة علي القطاع، مضيفاً بأن قلة الامكانيات والفرص الوظيفية لدي الشباب سببٌ رئيسٌ لمكوث الأبناء المتزوجين بين عائلتهم، ووجودهم في مسكنٍ مشترك يخلق الخلافات العائلية علي أبسط الاشياء .
** تم انتاج هذه المادة في إطار مشروع “أوقفوا العنف ضد النساء” الذي ينفذه مركز الاعلام المجتمعي (CMC) بالشراكة مع الأمم المتحدة الاستئمانية لانهاء العنف ضد النساء (UNTF)