مجدي أرادَ بيتاً للسكينة والزواج، فأعطته الحربُ كومةً من ركام .

تنزيل (5)

محمد صيام – CMC

بدتْ ليلة ساخنة على وقع الصواريخ والقذائف، أمام مائدة السحور تجتمع العائلة، باغتتهم قذيفة فرقّتهم ثم أخرى حطَّمت المائدة، بعدما غادروا المنزل إلى منزل عمهم الذي لم يأتِ موعدُه مع القذيفة، شربوا الماءَ فابتلّت عروقهم وسمعوا أذان الفجر فصاموا وانتظروا الصبح القريب، أليس الصبحُ بقريب؟

مع الصباح كانت تنهالُ القذائف على حي الشجاعية، وما أن بزغت الشمس، كانت النساء يحملن أولادَهنَ ويهرولن في شوارع الحي، هرباً إلى غرب مدينة غزة من يوم السبت الموافق 20-7-2014، أم مجدي كانت أوفر حظاً من غيرها اللائي لم يجدن وقتاً لارتداء حذائهن أو ثوب الصلاة أو منديل يسترُ شعرَهنَّ، والشاطر من ينجو بنفسه !

تقول أم مجدي: “لم أكن أتصور في يوم من الأيام مثل هذا الدمار، لقد عشنا كثيراً من الحروب والاجتياحات، لكنا لم نرَ شيئاً كهذا من قبل” مستطردة:” الحمد لله لقد نجونا بأعجوبة” .

وتضيف: “لم نفرح على منزلنا، لم ننته من بنائه على الوجه الذي نريد، كل يوم نفكّر في إضافة جديدة، البلاط والدهان والأثاث، بنيناه يوماً بعد يوم، والله يعلم كم تعبنا من أجله، ذهب في غمضةِ عين” مستكملة: “خطبنا لمجدي بنت عمه، كان سيتزوج بعد رمضان في هذا الصيف، والآن لا أعرف متى سيتزوج وأين سنعيش؟”

الحُلم المُعلَّقْ

بعد أسبوعين من العدوان الإسرائيلي المتواصل، في تهدئة تمنّى لو أنها لم تأتتِ، عادَ مجدي إلى منزله ليرى كومة الركام مكانه، يصف تلك اللحظات لـ”شباب 21″ :” لم أكن أصدق ذلك، لم أتمالك نفسي حتى اللحظة، لا أعرف لماذا كان عليّ أن أتعب ؟ لماذا كانَ عليّ أن أبني شقة؟ لأراها مدمّرة !”

ويتساءل مجدي: “ما الذي تبقّى ؟ كم من سنةٍ ينبغي أن تعمل من أجل بناء منزل جديد؟ منذ سنوات لم أسمع عن أحد قد بنا بيتاً بسبب الحصار” مضيفاً: “نفكّر الآن في المكان الذي سنعيش فيه أنا وأخوتي وأزواجهم وأبنائهم وأبي وأمي، حتى الآن لا نعرف أين سنعيش إذا انقضت الحرب وكنّا من الأحياء”

متى يسقط حرفُ الراء من الحرب؟ متى يعرف العالمُ معنى الحب ؟ من يرجع لمجدي منزله ويكملَ حلمَه المعلق ؟ ثم من يجيب هذه الأسئلة ؟

الرابط المختصر : http://ywjournalists.org/ar/?p=241

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى