نسرين: “عريس الغفلة، دمر حياتي”.
غزة_CMC_حنين حمدونة
نسرين سيدة أربعينية، رفضت ذكر اسم عائلتها حفاظاً على مشاعرها، من نظرة المجتمع، الذي لا يتقبل حق المرأة باختيار الرجل المناسب، “عريس الغفلة، دمر حياتي” هكذا لخصت معاناتها المستمرة منذ عشرين عاماً وحتى اليوم بسبب إجبارها على زوجها.
تستذكر يوم خطبتها: ” كعادة المجتمع هنا، اتت أم زوجي لخطبتي، عرضت مواصفات ابنها، وقالت بأنهم بانتظار ردنا بالموافقة أو الرفض أخبرت والدتي أن العريس غير مناسب، وقبيح الوجه، ولا أجده مناسباً لتعليمي، فهو لم يدرس إلا المستوى الابتدائي وأنا في الجامعة الآن، فما كان منها إلا ضربتني ضرباً مبرحاً “
أضافت: “كان والدي يغيب عن البيت لأيام، وهو منشغل في عمله، أما أمي فكانت تري أن تزويج بناتها التسع، هو هدفها في الحياة، مارست عليّ ضغطاً كبيراً حتى أقبل بزوجي، حرمتني من المصروف، ومن الخروج للجامعة، وسجنتني بغرفتي ومنعتني من الحديث مع أحد، ويوم عقد القران أخبرتني بأني لو أخبرت القاضي أو أي شخص برفضي، سيكون أخر يوم لي بالحياة”.
تم عقد القران، واستمرت خطوبة نسرين لشهرين، في كل زيارة للعريس، تنشب مشكلة بينهما، فهي تحاول التهرب منه، بينما هو لم يستوعب ذلك، وتحداها قائلاً: “أنفك في السماء، وأنا سأدوس عليه” ومن هنا بدأ التحدي من الذي سيهزم الأخر.
بعد الزواج لم يتغير الحال، بل ازدادت معاملة زوجها سوءً، “في أول أسبوع زواج كانت البداية، فتح خزانة ملابسي، وقال هذه الثياب لبنات الأكابر وأنتي خدامة هنا، ومن يومها وهو يعاملني كالخادمة فعلاً، كل مايفكر فيه هو الطعام والجنس ولا شيء آخر”.
استعادت نسرين شريط ذكرياتها وروت: “في أول زواجنا، طلب مني أن أطعم الدجاج، وأنظف أقفاص الأرانب من مخلفاتهم، وأنا بالطبع رفضت لأني لم أفعل ذلك سابقاً، فما كان منه إلا أن انهال علي بالضرب ليصيب جسدي بأكمله بكدمات”
تابعت: “كانت ولا زالت علاقتي معه أشبه بالاغتصاب، لا أحبه ولا أريده في حياتي، وفي كل مرة منذ عشرين عاماً أقرر فيها ترك البيت وطلب الطلاق، يعيدني والدي إليه مجبرةً، ويؤكد أهلي لي أنهم لن يستقبلوني وأولادي، فهم أولاد عائلة ثانية وليسوا أولادهم”.
وحول خصال زوجها، تنهدت قائلة: “إنه رجل عصبي، لا يتحكم بنفسه أثناء الخلافات، ولا يفرق بين صغير وكبير، في مرة حاولت منعه من ضرب أصغر ابنائنا، قام بالإمساك بسكين و تهدديها بالقتل وضربي بشراسة”.
وبدموع منسابة: “حياتي كلها راحت هدر، وعمري يمضي دون أن أجد حلاً، ولكما تقدم بي العمر، زاد ضعفي بالمطالبة بحقي، أو حتى التفكير بالطلاق، لا أعلم إلى متى يمكنني الاحتمال أكثر، ربما لبقية العمر، ولكني لن أسامح أهلي على هذا الزواج، ولن أسامحهم أيضاً على تخاذلهم في مساندتي، وسكوتهم عن حقي في الطلاق والمعاملة الجيدة منهم ومن زوجي”.
** تم انتاج هذه المادة في إطار مشروع “أوقفوا العنف ضد النساء” الذي ينفذه مركز الاعلام المجتمعي (CMC) بالشراكة مع الأمم المتحدة الاستئمانية لانهاء العنف ضد النساء (UNTF)