نسرين، طلقها زوجها بحثاً عن الذكور.
غزة – CMC- ترنيم خاطر
“كنت الزوجة المخلصة والمطيعة القائمة بواجباتها على أكمل وجه، تحملت صعوبات الحياة، صبرت على مضايقات حماتي المزعجة، ولأن الله لم يرزقني بالولد الذي يتمناه زوجي وعائلته أصبحت غير صالحة لأن أكون زوجة له”، كلمات قالتها نسرين وهي في حالة من الحزن الشديد على حالتها.
تتابع: “تزوجت به قبل 13 عاماً، عندما تقدم لخطبتي عن طريق أحد جيراننا، وبعد الثناء عليه تمت الخطبة التي استمرت لسنة كان يعاملني خلالها بما يرضي الله، وبعد أقل من شهر على الزواج قال لي بأنه يمر خلال هذه الفترة بضائقة مالية وأنه مضطر لبيع الشقة التي نسكنها، رفضت في البداية وتصعدت الأمور بيننا”.
تسرد تلك الأحداث: “توجهت إلى بيت أهلي الذين نصحوني بضرورة الوقوف بجانب زوجي على الحلوة والمرة، ومع محاولات أهلي اقناعي عدت إليه وأقمت مع أسرته، بعد أن قدم لي الكثير من الوعود بشراء شقة جديدة بعد أن يتحسن الوضع المادي”.
“في بداية حياتي معهم, كانوا يعاملونني باحترام ويساعدونني في مهام البيت، إلا أن تلك المعاملة سرعان ما تبدلت عندما علموا بحملي في طفلتي الأولى التي كانوا يتمنون أن تكون ولد، وأصبحت خادمة للعائلة كلها، وأعمل في البيت طوال اليوم لكي أحصل على رضاهم، وكنت أشعر بعدم الراحة بالبيت، وأنه ليس بيتي، وأنني مجرد خادمة، وبدأت الأمور تزداد سوءً بعد انجاب طفلتي الثانية”.
ضغوطات عائلة زوج نسرين عليها كانت كثيرة, وذلك لاجبارها على الحمل مجدداً حتى تنجب ولداً, ” اقنعوني بالحمل مجدداً, وبمجرد أن انهيت شهري الثالث أخذتني حماتي عند طبيب لمعرفة جنس الجنين, وحينما قال الطبيب أنها انثى نزل الخبر كالصاعقة عليها”.
تضيف بغضب: ” الأمور أصبحت لا تحتمل وأصبحت حياتي معهم مستحيلة، وشعرت بأنني غير قادرة على الاستمرار في تلك الحياة, بدأ زوجي يفتعل المشاكل، وكنت أذهب إلى بيت أهلي وأنا غاضبة, لكني سرعان ما أعود إلى بيته دون أن يصالحني لأنني متمسكة به ولا أريد لبناتي أن يعشن بعيدات عن والداهن، وبقي الحال على ما هو عليه حتى قام في أحد الأيام بطردي من البيت”.
زوج نسرين استغل غيابها عن البيت وطرده لها, ليبحث عن زوجة أخرى, معللاً سبب انجابه للبنات بأنها السبب, تقول: “في أخر مرة طردني فيها, صُدمت بخبر بحثه عن امرأه أخرى للزواج بها، وبالفعل تزوجها لتنجب له الذكور، ورفض تطليقي وقال لي بالحرف الواحد لن أطلقك حتى يصبح عمرك 45 عاماً لأضمن أنك لن تتزوجي بعدي، وتربي بناتك”.
وتستحضر نسرين (40 عاماً) بحسرة وألم كبيرين أحد المواقف التي أوجعتها كثيراً :” بعد انجابي لابنتي الثالثة استشرت عدد من الأطباء للبحث عن حل لمشكلتي لعلي انقذ حياتي التي أوشكت على الانهيار، إلا أنهم أجمعوا على أنني لست السبب في إنجاب الإناث، وأن السبب الحقيقي هو زوجي، لكنه كان يستهزأ بكلامي، ويرفض ذلك ويلحقني بسيل من الشتائم والاتهامات”.
الدكتور محمد فتوح أخصائي نساء وولادة وعقم, أكد أن الرجل هو المسؤول عن تحديد نوع الجنين، وليس المرأة، فالحيوان المنوي يحتوي على نوعين من الكروسومات x و yفإذا كان الحيوان المنوي يحمل الكروموسوم x فإن الجنين أنثى، وإذا كان يحمل الكروموسوم y فإن الجنين ذكر”.
وأضاف أن هناك بعض الطرق العلمية البسيطة التي يمكن من خلالها رفع نسبة تحديد الجنين، إلا أنها في أحسن أحوالها لن تزيد عن 80%، وذلك من خلال اتباع نظام غذائي غني بالصوديوم والبوتاسيوم، كالملح الزائد والفراولة، المشمش، الكرز، الفواكه المجففة، الموز، أما إذا كانت الأم تريد انجاب البنات فيجب تناول الغذاء الغني بالمغنيسيوم والكالسيوم، كاللوز والكاجو والسمسم والخضار والجرجير والملوخية والبقدونس، والحليب ومشتقاته.
كما أوضح د. ماهر السوسي أستاذ الفقه المقارن أن الاعتقاد بأن المرأة هي المسئولة عن انجاب الإناث مبني على تصورات اجتماعية قديمة ترجع إلى عصور التخلف، ولا علاقة له بعلم ولا بدين.
وأضاف: “هناك عدد من النصوص القرآنية شديدة الوضوح؛ والتي لم تذكر بحال من الأحوال أن المرأة هي السبب في إنجاب الذكور أو الإناث، بل بينت أن الله تعالى هو الخلاق، وهو الذي يهب الإناث ويهب الذكور أو يهبهما معًا، أو يجعل من يشاء عقيمًا، وعلى ذلك فالأمر مرتبط بإرادة الله.
** تم انتاج هذه المادة في إطار مشروع “أوقفوا العنف ضد النساء” الذي ينفذه مركز الاعلام المجتمعي (CMC) بالشراكة مع الأمم المتحدة الاستئمانية لانهاء العنف ضد النساء (UNTF)