ليلي: “اسوأ ما حدث لي هو زواجي بهذا الرجل”.
غزة_CMC_حنين حمدونة
“كانت حياتي سعيدة وكنت أنا وزوجي متفاهمين، ويوم تراكم علينا إيجار البيت اضطرنا للعيش في بيت والدته، وسكني في ذالك البيت نتيجته أن أكون معلقة لعام ونصف انتظر الطلاق “هكذا لخصت ليلى التي اختارت أن يكون اسمها مستعاراً، وصف التحول الذي حدث في حياتها منذ أن اختار زوجها أن يكون “إمعة” على حد تعبيرها.
وقالت “أهملني وأهمل طفلي، وبدأت المشاكل عندما سكنت في بيت أهله، مع أخوه في بيت مساحته 90متر، ذلك البيت كان 190متراً عندما سكنت، وسرعان ما قرروا بيع نصفه، واعترضت على تلك الحياة، فهددتني والدته قائلة: تطلقي ذهبك اخدناه وابنك بناخدوا “.
سرعان ما استطاعت والدة زوجها أن تقنعه بأن يهددها بالطلاق في حال اعتراضها على الحياة الجديدة، وبالفعل ردد ما قالته والدته، وبدأت المشاكل تثار على أي شيء، وأصبح يضربها بشكل مستمر، لم تقف المشاكل هنا، فالزوج تنحى جانباً، وأصبح يغادر البيت طوال اليوم دون أن يسأل عن حال زوجته أو طفلها، وبحسرة “كانت تأتي أيام لا أجد فيها الخبر الحاف، ولا أجد قطرة حليب لطفلي الذي فطمته حماتي عن الرضاعة لينام بجوارها”.
تتابع: “كنت أعاني بشدة من نقص الملابس، ونقص الأدوية، والشمع، فتكرار انقطاع الكهرباء كان أزمة شخصية بالنسبة لي، أمضي الوقت لوحدي، ولا أجد شمعاً أضيئه، وكان والدي يأتيني ببعض الأغراض كل فترة لسد بعض احتياجاتي”.
فُرضت على ليلى إقامة جبرية، ومُنعت من زيارة أهلها وأقاربها، وبررت صبرها على كل ما عاشته “كنا نحب بعض وتمنيت بأن تكون أزمة وتنتهي، طفلي صغير ولا أريده أن يعيش بين والدين منفصلين، واستمرت معاناتي لعام ٍ كامل”.
بعد مُضيّ عام على زواج ليلي، طلقها زوجها، إلا أنه أعادها إلى عصمته من خلال المحكمة، ليبقيها “معلقة” لعامين ،وهاهي اليوم تبحث عن حل لمشكلتها لدى المؤسسات الأهلية، بعد أن نفذ صبرهاوانقضى الوقت دون حل”.
تقول ليلي: “تزوجت وأنا ابنة ثمانية عشر ربيعاً، تخيلت أن الحياة الوردية بانتظاري، لكن ما رأيته مع زوجي كانت حياة سوداء، أسوء ما في حياتها كان ذلك الرجل، كنت أعاني بسببه، تحطمت نفسيتي، واُبت بالهزال، والقلق الدائم”.
خلال العامين السابقين, عادت ليلي لإكمال تعليمها الجامعي، بدعم من والديها، وعملت في مجال تخصصها، وأعالت نفسها وطفلها، بعد أن رفض زوجها دفع نفقتهما، وتصر على الاحتفاظ بحضانة ابنها، وهي متأكدة بأنها ستحصل على حقها في الطلاق يوماً ما.
** تم انتاج هذه المادة في إطار مشروع “أوقفوا العنف ضد النساء” الذي ينفذه مركز الاعلام المجتمعي (CMC) بالشراكة مع الأمم المتحدة الاستئمانية لانهاء العنف ضد النساء (UNTF)