هند عندما يكون الأب وحشاً بشرياً
كتبت زهرة صرصور وزينة محيسن – منذ أن كانت صغيرة، كانت هند تفتقد الحنان والجو الأسري الهادئ بسبب خلافات والديها الكثيرة والإهمال والتهميش الواضحين لها، وثقافة الضرب السائدة لدى والدها، لكن يبدو أن كل ذلك كان جزءاً بسيطاً من قصة معاناتها، بل ربما لا يذكر أمام المصيبة الأكبر.
كانت خلافات أمها الكثيرة مع والدها تدفعها كثيراً إلى ترك منزلها، ولم تكن تدرك أنها بذلك تعطي فرصة ذهبية لزوجها ليمارس تصرفاته القذرة مع بناتها الصغيرات.
تتذكر هند بداية القصة قائلة: “كنت في الصف السابع، وبينما كانت أمي تركت المنزل بعد خلافها مع أبي، تطوع أبي لتحضير طعام العشاء لي ولاخوتي، وهو ما أثار استغرابنا، لأننا لم نعتد على أي رعاية منه أو حتى معاملة طيبة، وبينما كان في المطبخ طلبني ليخبرني أنه يريد أن يشتري لي ملابس جديدة، لذلك يجب أن يرى جسمي كي يستطيع تحديد المقاس، الذي يناسبني، ومنذ ذلك الوقت بدأت أشعر بمضايقاته”.
كان والد هند يستغل أي فرصة للتحرش بها، ولم يترك لها أي مكان آمن لتجنب نفسها قذارته، فلم يكن يهتم للمكان والزمان ما دامت الفرصة مواتية.
المعاناة تتضاعف
على أحد أسِرّة المستشفى، ترقد هند متألمة بعدما أنتهى الأطباء من اجراء عملية جراحية أجرتها لعمودها الفقري، الذي تأذى إثر ضرب والدها المبرح والمتكرر.
على ذلك السرير، كانت هند تنتظر لمسة حانية تخفف معاناتها، لكن لمسات والدها المريض في أخلاقه، جاءت لتضاعف معاناتها، فقد جاء والدها ليمارس قذارته مستغلاً جسد طفلته البريئة وهي ممدة على سرير المرض.
حزن أكبر كان ينتظر هند، وجاءها عنيفاً عندما اكتشفت أنها ليست وحيدة في مصابها وأن أختها الأكبر تعيش المأساة ذاتها.
ازداد خوف هند بعد ذلك الاكتشاف المؤسف، وازداد قلقها أكثر من أن تكون أختها الأصغر ضحية ثالثة لهذا الذئب البشري.
إرث عائلي!
مفاجئة أخرى تكشفها هند، قائلة: “عمي الآن في السجن، ودخله بعدما تقدمت ابنته بشكوى ضده بسبب تحرشه بها، ابنة عمي كانت جريئة جداً، ولم تكن لدي جرأتها نفسها، فسيأتي اليوم الذي يخرج فيه عمي من السجن ولا أدري ماذا سيفعل حينها بابنته”.
الخوف من العواقب يمنع هند من التقدم بشكوى ضد والدها، فهي كما تقول لا تستطيع أن تتوقع ماذا يمكن أن يفعل بها والدها، الذي اعتاد على ضربها وسبق له أن آذى عمودها الفقري.
مأساة ممتدة تعيشها هند، منذ أن كانت طفلة حتى كبرت وأصبحت فتاة عشرينية، مأساة انتهكت حقوقها كطفلة وفتاة، بل وحرمتها حتى من مجرد نوم قرير في بيت يكون فيه الأب مصدر الأمن والحنان لأبنائه.