الإعلام المجتمعي يفتتح عروض أفلام رفح
ساد الصمت القاعة, وتوحدت نبضات القلوب على وقع أصوات الانفجارات فيما توجهت عيون الحضور واسماعهم نحو شاشة عرض سينمائي تناوب في الظهور عليها مشاهد وشهادات حية لمواطنين من مدينة رفح في فيلم وثائقي بعنوان “الجمعة السوداء”, ليوثقوا رواياتهم حول جرائم الحرب التي حدثت في العدوان الأخير على قطاع غزة وتحديدا مجزرة رفح في الأول من أغسطس 2014.
العرض الذي نفذه مركز الإعلام المجتمعي في قاعة اتحاد لجان المرأة, وبحضور كثيف لمواطني المدينة على اختلاف اعمارهم و خلفياتهم واهتماماتهم, إلا أن معاناة العدوان و ذكرياته المؤلمة التي عصفت بهم وحدتهم, وكانوا على غير ما تمنت منهم مديرة مركز الاعلام المجتمعي عندليب عدوان حين خاطبتهم: ” اتمنى لكم مشاهدة دون ألم”.
وقالت عدوان: ” هذا الفيلم ليس لنبش الذاكرة, التي نعرف أنها لا زالت حية متألمة, بل هو شهادة حق للعالم الذي لا يرى فينا سوى ارهابيين لا يستحقون إلا القتل بدم بارد”.
وأضافت: هذا الفيلم لا يعبر بدرجة كافية عن سواد ذلك اليوم وما تلاه, ولا يعبر عن حجم ماعانينا بكل الأحوال, ولكنه محاولة لصناعة الذاكرة, وهو وثيقة مرئية صادقة تشير نحو المجرم وما ارتكبته قوات الاحتلال الاسرائيلي”.
يوسف نتيل مخرج الفيلم, كان جالساً بين الحضور يتابع عن كثب الوثيقة التي صنعها, والتي أختار لها أبطالاً عايشوا ثلاث قصص من جرائم الحرب التي ارتكبت في مدينة رفح, والتي نتجت عن اتباع الاحتلال لتكتيك هنيبعل الحربي وماترتب عليه من قتل للمدنيين العزل واستهداف أعيانهم المدنية و حالة التهجير القسري تحت النار التي عايشوها.
واختتم نتيل الفيلم بإظهار صور الحياة التي استمرت في ذات الأماكن التي شهدت تلك الجرائم, في محاولة منه للتأكيد على أن الحياة الكريمة حق للفلسطينيين رغم معاناتهم وأن ضمان هذا الحق واجب دولي وانساني على العالم اجمع.
بدوره أكد أحمد نصر محافظ مدينة رفح, أن ماحدث في مدينة رفح من استهداف للمدنيين و مرافق الحياة و الخدمات في المدينة لم يكن عشوائياً بل جاء لاخماد الحياة في رفح.
وقال: “استخدم الاحتلال ضدنا آخر ماتوصلت له الترسانة العسكرية العالمية من اسلحة ذكية وموجهة, لا نصدق أن هناك شيء عشوائي من العدو والقذائف المستخدمة ليست عمياء بل موجهة, مضيفاً كل رفح تأذت جسدياً ونفسياً من خلال العنف المتواصل ضدها من الاحتلال الاسرائيلي.
ويسعى مركز الاعلام المجتمعي من خلال انتاج وعرض أفلام وثائقية في مشروع توثيق انتهاكات العدوان الاسرائيلي على رفح, الممول من هينريش بول الالمانية ” في محاولة لجذب انظار العالم لمعاناتنا ومطالبهم واحتياجاتهم لعلنا ننجح في دعم وتطوير حقوق الانسان الفلسطيني” كما قالت عدوان في كلمة المركز.
والجدير بالذكر أن مركز الإعلام المجتمعي ، مؤسسة أهلية مستقلة، تعمل في قطاع غزة منذ تأسيسها بداية 2007 بمبادرة من نشطاء في العمل الأهلي والإعلامي الذين رأوا ضرورة وجود مؤسسة أهلية تعنى بالإعلام حول حقوق و قضايا المواطنين و خصوصاً الفئات المهمشة مثل الشباب و المرأة