“الإعلام المجتمعي” يطلق سلسلة ورش لتعزيز حقوق النساء في غزة وسط تحديات الحرب والحصار

غزة – مركز التنمية والإعلام المجتمعي (CDMC):
أطلق مركز التنمية والإعلام المجتمعي (CDMC) سلسلة ورش توعية حقوقية وقانونية في قطاع غزة، ضمن مشروع “حشد الجهود المجتمعية لتعزيز مشاركة وأدوار النساء والفتيات في مراكز صنع القرار”، المنفذ بالشراكة مع صندوق الأمم المتحدة للمرأة (UN Women).
ويهدف المشروع إلى تنفيذ 45 ورشة توعية تستهدف نحو 1,800 مشارك ومشاركة من النساء والرجال والشبان والشابات، إضافة إلى أشخاص من ذوي الإعاقة، وتركز على حقوق النساء في الاتفاقيات الدولية والقوانين المحلية، وآليات حل النزاعات بطرق بديلة، في وقت تواجه فيه النساء في غزة ضغوطًا متزايدة جراء الحرب والحصار.
وقالت خلود السوالمة، منسقة المشروع في CDMC: إن هذه الورش “تمثل استجابة فعلية لحاجة النساء والفتيات إلى التمكين في مجتمع يعيش أزمات مركبة”.
وأضافت: “نحن نؤمن أن تعزيز وعي النساء بحقوقهن ليس ترفًا، بل ضرورة ملحّة في ظل الظروف القاسية التي نعيشها في غزة. النساء هن الأكثر تضررًا من تداعيات الحرب، سواء على صعيد فقدان المأوى أو فقدان المعيل أو ضغوط النزوح، ما يجعل تمكينهن من أدوات قانونية وآليات بديلة لحل النزاعات أمرًا حيويًا لضمان صمودهن”.
وأوضحت السوالمة أن تنفيذ هذه الجلسات على أيدي محاميات وسفيرات مدرَّبات على قضايا القانون وحقوق الإنسان يضفي عليها “قيمة عملية ملموسة”، لأنها لا تقتصر على التثقيف النظري بل تمنح المشاركات والمشاركين فرصة لفهم التشريعات والاتفاقيات الدولية ذات الصلة، وتطبيقها بشكل مباشر في حياتهم اليومية.
نُفذت حتى الآن أربع ورش شارك فيها 164 امرأة، ما يعكس – وفق السوالمة – “إقبالًا كبيرًا على هذه المساحة التوعوية التي تمنح النساء فرصة للتعبير والمشاركة في ظل واقع يغيب فيه حضورهن في مواقع القرار”.
وأشار المركز إلى أن تبني نهج حل النزاعات بالطرق البديلة لا يقتصر على تخفيف الأعباء القانونية عن النساء، بل يشكل أيضًا “آلية أكثر عدلًا وإنصافًا لتسوية الخلافات، ويتيح لهن مساحة آمنة بعيدًا عن التعقيدات التقليدية التي قد تعيق وصولهن للعدالة”.
كما لفت إلى أن هذه الورش لا تكتفي بمناقشة القضايا التقليدية، بل تفتح الباب أمام طرح قضايا مستجدة برزت نتيجة الحرب، مثل نزاعات الميراث، الحضانة، وقضايا العنف الأسري التي تفاقمت مع النزوح وفقدان السكن.
وأكد المركز أن هذه الخطوة تمثل “محاولة لتكريس ثقافة مجتمعية قائمة على الحوار والإنصاف، بما يسهم في إعادة بناء النسيج الاجتماعي الممزق بفعل الأزمات المتتالية”.
ويُذكر أن مركز التنمية والإعلام المجتمعي (CDMC) هو مؤسسة إعلامية وتنموية فلسطينية، تعمل منذ أكثر من عقدين على توظيف الإعلام كأداة للتغيير الاجتماعي، وتعزيز حقوق الإنسان، وقيم المواطنة والعدالة
والحرية، عبر تمكين مختلف الفئات المجتمعية من أدوات التعبير الرقمي الفعّال، لا سيما في البيئات المتأثرة بالنزاعات والحروب.



