مركز الإعلام المجتمعي يختتم تدريب حول الأمان الرقمي للعاملين/ات في مجالي الإعلام والقانون
غزة – مركز الإعلام المجتمعي – يونيو 2022
“أعتقد أن الأمان الرقمي هو أهم شيء يجب أن نسعى لتحقيقه أثناء تواجدنا على الإنترنت، فحين نفهم البيئة التي نتواجد عليها، ونضبط سلوكياتنا، نضمن استخدام آمن وحر ويحقق أعلى مستوى من الخصوصية لنا، بحيث نتمكن من استثمار مواقع التواصل الاجتماعي ومحركات البحث في التواصل والعمل والتعليم دون خوفٍ وإنما بقليل من الحذر والذكاء، وهذا ما تعلمناه في تدريب الأمان الرقمي”، يقول المشارك عادل عليان.
وقد اختتم مركز الإعلام المجتمعي CMC، تدريب الأمان الرقمي وحماية الخصوصية على مواقع التواصل الاجتماعي، بمشاركة 20 شاب/ة من العاملين/ات في مجالي الإعلام والقانون، وذلك ضمن أنشطة مشروع “مناهضة العنف الإلكتروني المبني على النوع الاجتماعي ضد الشباب من كلا الجنسين في قطاع غزة – الأمان الرقمي” الذي ينفذه CMC بالشراكة مع مؤسسة CCFD.
ونوهت فدوى عبد الله، منسقة مشروع الأمان الرقمي، إلى أن مركز الإعلام المجتمعي يتبني تعزيز جهود محو الأمية الرقمية في مناطق قطاع غزة وخاصة المهمشة منها للعام الثالث على التوالي ضمن خططه ومشاريعه، والاستثمار في طاقة الشباب/ات الإعلاميين/ات والمحامين/ات للمساهمة في خلق بيئة رقمية آمنة يتمتع بها الجميع بأمان وحرية ودون التعرض لأي انتهاك للخصوصية أو شعور بعدم الأمان.
وقالت عبد الله أن مشروع الأمان الرقمي يهدف إلى مناهضة العنف الإلكتروني المبني على النوع الاجتماعي ضد الشباب من كلا الجنسين في قطاع غزة، من خلال استخدام وسائل الإعلام الرقمي في المناصرة والتوعية، وتعزيز المعرفة بين أفراد المجتمع بمخاطر الجرائم الإلكترونية بكافة أنواعها وسبل مكافحتها.
وركز تدريب الأمان الرقمي الذي تم تنفيذه على مدار 5 أيام متواصلة بواقع 25 ساعة تدريبية، على الأخذ بأيدي المشاركين/ات لبناء قاعدة معرفية متينة فيما يتعلق بمنصات التواصل الاجتماعي ومحركات البحث، تاريخها، وآلية عملها، وكذلك مفهوم الأمان الرقمي، وكيفية حماية الخصوصية الرقمية، إلى جانب التعرف على مفاهيم وأنواع وأشكال الجرائم الإلكترونية، وآلية التعامل معها من خلال استضافة متحدثات من قسم الجرائم الإلكترونية في الشرطة الفلسطينية في قطاع غزة، كما وتم التطرق إلى مهارات إعداد المدربين/ات.
وتضمن الجانب العملي مرحلتين، في المرحلة الأولى تم تقسيم المشاركين/ات إلى مجموعات عمل، مارسوا خلالها منهجية التشاركية في البحث وإعداد وتصميم عروض جماعية حول مواضيع مختلفة من مواضيع التدريب، اختبروا خلال هذه المرحلة مهارات السرعة والتركيز في البحث والإعداد وتصميم العروض، بالإضافة إلى تقبل الآخر، وقدرتهم على العمل بروح الفريق، وفي المرحلة الثانية تولى كل مشارك/ة تقديم مادة تدريبية خاصة به، وعرضها أمام المجموعة.
بالتوازي قام سلطان ناصر-مدرب الدورة- ومنسقة المشروع فدوى عبد الله بتقييم عروض المشاركين/ات في المرحلتين وفق معايير واضحة ومحددة تعرف عليها المشاركين/ات خلال التدريب، وبناءً على التقييم سيتم تقسيم المشاركين/ات إلى فريق تيسير ورش التوعية التي سيتم تنفيذها لاحقاً ضمن أنشطة مشروع الأمان الرقمي، وفريق صناعة المحتوى في حملة المناصرة الرقمية للمشروع.
وبذلك يكون الإعلاميين/ات والمحامين/ات المشاركين/ات في تدريب الأمان الرقمي قد تمكنوا من المعلومات والمهارات اللازمة وأصبحوا قادرين على قيادة ورش التوعية في المدارس والجامعات حول الأمان الرقمي بهدف تعزيز معرفة الطلبة من الجنسين بالممارسات السليمة والآمنة التي من شأنها تعزيز أمانهم الشخصي على منصات التواصل الاجتماعي. حسب عبد الله.
فيما تتفق المحامية هديل حمودة، والصحافية شيماء أبو شمالة المشاركات في التدريب، على أن تدريب الأمان الرقمي منحهن استفادة عالية انعكست على كيفية استخدامهن للإنترنت، وتعلمن طرق الوقاية والحماية من الهجمات والتهديدات والاختراقات الإلكترونية، وهذا جعلهن أكثر وعياً وخبرةً بالأمان الرقمي ما يساعدهن في نقل هذه الخبرة لأقرانهن وباقي أفراد المجتمع، كما شدّدن على أهمية تكثيف الدورات وورش التوعية حول موضوعات الأمان الرقمي.
وفي نفس السياق أكدت عندليب عدوان، مديرة مركز الإعلام المجتمعي، أن مجتمعنا الفلسطيني في قطاع غزة، مازال بحاجة ملحة لتدريبات مكثفة حول الأمان الرقمي تستهدف كل أفراد مجتمعنا وطلبة وخريجي/ات الإعلام والقانون تحديداً، تزامناً مع الثورة الرقمية المستمرة في التطور وما يرافقها من مخاطر ومفاهيم مستحدثة توجب على روادها وفهم كيفية التعامل معها؛ ليتمكنوا من استثمارها في مجالاتهم بأقل ضرر وأعلى مستوى من الخصوصية والحرية، وأن CMC مستمر في عمله من أجل تحقيق ذلك.
يُذكر أن مركز الإعلام المجتمعي (CMC) هو مؤسسة أهلية تعمل في قطاع غزة منذ عام 2007، تسعى لتطوير دور الإعلام في تناوله للقضايا المجتمعية، وتعزيز قيم الديمقراطية والمساواة وثقافة حقوق الإنسان، مع التركيز على قضايا المرأة والشباب وتسليط الضوء عليها بشتى الوسائل الإعلامية ضمن النهج القائم على حقوق الإنسان.