حول حقوق المرأة والنوع الاجتماعي.. مركز الإعلام المجتمعي يختتم تنفيذ سلسلة ورش توعية.
غزة – أغسطس 2021
قام مركز الإعلام المجتمعي – CMC بتنفيذ سلسلة ورش توعية حول “حقوق المرأة والنوع الاجتماعي” في محافظات قطاع غزة، ضمن المرحلة الثالثة من مشروع “المساواة على أساس النوع الاجتماعي في الأراضي الفلسطينية المحتلة – كياني” بالشراكة والتعاون مع منظمة كير العالمية في فلسطين (الضفة الغربية / غزة).
حيث عقد مركز الإعلام المجتمعي (10) لقاءات توعية في محافظات رفح، وخانيونس، والوسطى، وغزة، والشمال، بالتعاون مع عدد من المؤسسات الشريكة، ومنها جمعية أصدقاء الطفل الفلسطيني، ومركز البرامج النسائية – الشاطئ، وجمعية وفاق لرعاية المرأة والطفل، ومركز يافا الشبابي، وجمعية المرأة والطفل للتنمية، وجمعية ارتقاء للتنمية المجتمعية، وهيئة دار الشباب للثقافة والتنمية، وهيئة المستقبل للتنمية بالإضافة لجمعية البراعم للأمل والمحبة.
وشارك في الورش التي تستهدف الشباب من كلا الجنسين، وتهدف لتوعيتهم وتعريفهم بحقوق المرأة والمساواة بين الجنسيين، أكثر من 200 من الشباب والشابات في المناطق المستهدفة.
وقام بتيسير الورش عدد من المناصرين/ات والمدافعين/ات عن حقوق المرأة من الذين شاركوا في مشروع “كياني” العام الماضي، والذين تلقوا تدريبات مكثفة ساهمت في تطوير قدراتهم وإكسابهم المهارات اللازمة التي ساعدتهم في عملية مشاركة معارفهم مع أقرانهم الشباب من الجنسين في مجال الدفاع عن حقوق المرأة ومناصرة قضاياها ومراعاة النوع الاجتماعي.
وأكد المشاركون/ات على ضرورة تفعيل قانون حماية الأسرة، وأوصوا بتكثيف عمل المؤسسات التي ترصد حالات العنف الأسري في كافة محافظات قطاع غزة، وكذلك زيادة عدد الخطوط الساخنة التي تُسهل وصول النساء المعنّفات للمؤسسات لضمان حصولهن على الاستشارة والدعم الذي يحتجنه لتخفيف آثار العنف، بالإضافة للضغط على الجهات المسؤولة من أجل تحسين واقع النساء في جميع المجالات، والنساء ذوات الإعاقة خاصة في العمل.
وتناول الميسرون/ات في اللقاءات مفهوم حقوق الإنسان وحقوق المرأة، والتعريف بحقوق المرأة في القانون الأساسي الفلسطيني، مع عرض إحصاءات رسمية عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني حول واقع المرأة في فلسطين، ونسب العنف بين المحافظات، حيث بلغت نسبة انتشار العنف إلى 41% في محافظة غزة، وهي أعلى نسبة بين محافظات قطاع غزة، كما ويناقش الميسرون/ات مشروع قانون حماية الأسرة وأهم بنوده، وقاموا بالإشارة إلى حقوق الإنسان والمرأة في القوانين والاتفاقيات الدولية، بالإضافة إلى تعريف المشاركين/ات بمفهوم الجندر والأدوار الأربعة المتعلقة بالنوع الاجتماعي، وعرض مفاهيم مختلفة ذات علاقة بالنوع الاجتماعي مثل المساواة الجندرية، والعدالة الجندرية، وكذلك يتطرق الميسرون/ات في لقاءات التوعية إلى مفهوم الصورة النمطية للمرأة في المجتمع وحالاتها وكيفية تغييرها، كما ويتم التركيز على حقوق المرأة ذات الإعاقة وفق اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في القانون الدولي، والقانون الأساسي الفلسطيني.
ولاقت هذه الورش حسب ما تقول الميسرة “سامية الأطرش” تفاعل كبير من الحضور من كلا الجنسين، والذين اعتبروا المصطلحات والموضوعات التي يطرحها الميسرون/ات جديدة بالنسبة لهم في خضم ما تتعرض له النساء والفتيات من العنف بأنواعه المختلفة؛ ولذا أبدوا رغبة في استقبال هذه المفاهيم والموضوعات التي تعمل على تعزيز أفكارهم حول أحقية المرأة في الحماية والحصول على فرص كافية ومتساوية، وكذلك شدّد المشاركون/ات على ضرورة الضغط على أصحاب القرار في القطاعات الحكومية والأهلية لإلزامهم بوضع حد أدنى لنسبة النساء العاملات من ذوات الإعاقة في كافة المؤسسات والمجالات.
ويقول الميسر “حسام العيسوي” أن مشاركته في المشروع، والتي مكنته من المشاركة في تيسير ورش توعية، مثلت فرصة فريدة بالنسبة له، ويضيف: “أصبحت من خلال تيسير الورش قادر ولديّ تجربة حقيقية في الوقوف أمام الجمهور، والعرض والتقديم، وإدارة وتوجيه النقاش نحو الوصول لأفكار ومقترحات تُساعدنا في محاربة كافة أشكال العنف والحرمان الذي تعاني منه النساء في مجتمعنا، بالإضافة لتعزيز قناعتنا كشباب بأهمية دورنا في الدفاع عن حقوق المرأة وحرياتها من خلال مشاريع تعمل على توعية وتمكين الشباب لنقل خبراتهم ومعارفهم لأقرانهم، وبذلك تُساهم في رفع المستوى الثقافي والفكري لكافة أفراد المجتمع.
وحول المرحلة القادمة بعد عقد ورش التوعية توضح “إيمان زعرب – منسقة مشروع كياني” أنه سيتم تنفيذ عدد من المبادرات الشبابية تهدف لمناصرة حقوق المرأة والنساء ذوات الإعاقة، والتي قدمها المشاركين/ات في مشروع “كياني” العام الماضي، ويجري التحضير لإطلاقها خلال شهري سبتمبر وأكتوبر هذا العام. واستكملت “نحن بصدد عقد 5 زيارات لمؤسسات دولية ومحلية وحقوقية ونسوية وشبابية بمشاركة الشباب المشاركين/ات من المرحلة الثانية العام الماضي، من أجل تبادل الخبرات والإطلاع على استراتيجيات المؤسسات وبرامج عملها وخاصة في مجال الدفاع والتوعية بحقوق المرأة”.
ونوهت “خلود السوالمة – مديرة المشاريع في مركز الإعلام المجتمعي” إلى أن ((CMC سيقوم في نهاية أنشطة المرحلة الثالثة من مشروع “المساواة على أساس النوع الاجتماعي في الأراضي الفلسطينية المحتلة – كياني” بتنظيم معرض صور في مدينة غزة والمحافظات الجنوبية، يشارك فيه شباب من كلا الجنسين مصورين/ات فوتغرافيين/ات محترفين/ات في قطاع غزة بقصص مصورة تُركز وتبرز قضايا ذات علاقة بالمساواة على أساس النوع الاجتماعي.
من الجدير بالذكر أن مركز الإعلام المجتمعي (CMC) مؤسسة أهلية تعمل في قطاع غزة منذ عام 2007، تسعى لتطوير دور الإعلام في تناوله للقضايا المجتمعية، وتعزيز قيم الديمقراطية والمساواة وثقافة حقوق الإنسان، مع التركيز على قضايا المرأة والشباب وتسليط الضوء عليها بشتى الوسائل الإعلامية ضمن النهج القائم على حقوق الإنسان.
ومنذ تأسيسها في فلسطين، كانت منظمة كير العالمية (الضفة الغربية/غزة) مصرّة على معالجة مفهوم عدم المساواة بين الجنسين من خلال تمكين النساء والفتيات ومساعدتهنّ على المشاركة والتأثير بشكل فعال في القرارات التي تؤثر على حياتهن. في إطار مشروع (كياني) تتصدى منظمة كير في فلسطين (الضفة الغربية/غزة) للعنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي الذي تفاقم بسبب انتشار وباء كوفيد-19 في فلسطين.