طالبات الجامعة… ممنوع النقاش

غزة – cmc –  حنين العثماني || بعد أن قطعنّ الطالبات شوطاً في تجهيز أنفسهنّ لتقديم الاختبارات النصفية في الجامعة لمدة شهرين أو أكثر، وجدنّ حالهنّ أمام أبواب القاعات وممنوعات من دخولها، لإجراءات إدارية جامعية، تفرض عليهنّ دفع الرسوم المستحقة كشرط لدخول قاعة الامتحان؛ وهو ما استنكرته الطالبات كما استنكرته العديد من الجهات المختصة.

إحدى الجامعات في قطاع غزة ترفع شعار أنها “مؤسسة فلسطينية للتعليم العالي، تحقق طموح الشعب الفلسطيني وأنها عنوان في البذل والعطاء”، لكنها في نصف الفصل الدراسي الثاني من عام 2018، لم تراعِ الظروف الاقتصادية للعائلات الفلسطينية الواقعة تحت حصار أنهك ظهور أرباب الأسر لمدة تتجاوز الـ(11) عاماً، مستعينة برجال أمن فضوا الوقفة السلمية للطالبات والطلاب في ساحتها للاعتراض على قرارات الجامعة المجحفة بحقهم، حيث بدأت الأحداث.

البداية

صبيحة يوم 24 من شهر مارس استعدت الطالبة ” ب.م” لتقديم أول الاختبارات النصفية في الجامعة، لكن الإدارة لم تعطها الموافقة لدخول قاعات الاختبار –حسب قولها-، ولم تجدي طرق التوسل في الدخول، ولم تغريهم الوعود بدفع الرسوم بعد تقديم الاختبارات خوفاً من انتهاء الوقت المحدد للاختبار، وضياع الفصل الدراسي الثاني الذي كان قد اقترب.

حالها مثل حال العديد من الطالبات والطلبة الذين تجمعوا واستنطروا طريقة تعامل الجامعة معهم في فض اعتصامهم وفي معايير انتقاء من يحق له دخول قاعة الامتحان ومن لا يحق له في ظل ظروف اقتصادية واجتماعية صعبة للغاية.

ورغم أن العديد من الطالبات تجمعن لاحقاً في وقفة سلمية، يطالبن الجامعة فيها السماح لهن بالدخول لقاعات الاختبارات، مؤكدات على حقهن في التعليم الذي يكفله الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في الفقرة الأولى من المادة (13)، والتي تتضمن مبدأ التعليم الضامن لممارسة حقوق الإنسان ومراعاتها؛ إلا أن كل المناشدات على مدار ثلاثة أيام متواصلة لم تنجح واستمر رجال الأمن في فض التجمع السلمي بالقوة، مستخدمين العنف اللفظي في تفريقهن، حيث قال أحد رجال الأمن:” روحن انضبن أصلاً إنتم مش بنات” ومن ثم بصق عليها، كما قاموا باستدعاء الشرطة النسائية التي اعتدت بالضرب على الطالبات.

الوقفة السلمية تعتبر شكل من أشكال التعبير عن الرأي ويكفلها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان عام 1948 في المادة (20) والتي تنص على أن: “لكل شخص الحق في حرية الاشتراك في الاجتماعات والتجمعات السلمية”، وفي ذات المادة من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية تكفل حق الإنسان في اعتناق آراء والتعبير عنها دون مضايقات.

صدرت هذه القصة ضمن مشروع ” الشابات يناصرن حقوقهن كحقوق انسان” @2018

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى